حان وقت الرحيل إلى كوكب السعادة، وبعد لحظات سوف نحلق في سعادتنا إلى السماء، وبعد ثوانٍ نصل الى مطار أرواحنا ونحلق بها، وها هنا وصل دورنا لتفتيش حقائب عقولنا، فعبرت حقائبنا الى ناحية اخرى ووقفنا هناك، فإذا بها تحذف منها كل شيء سلبي يحبط حياتك ومعنوياتك، فقط فكر بالسعادة وحلق بها.
وحينما وصلنا الى الطائرة كان هناك شخصاً يقف عند الباب ويقول لنا أبتسم وأجعل الابتسامة رفيقة لك في حياتك ورحلتك، كان هذا منبه عقولنا حينما نغطس في أفكارنا المثبِطة للمشاعر والأمل المستحيل، فهنا وقف لنا ليعيدنا للحياة والسعادة والتفكير الجميل بحق عقولنا البائسة واليائسة، وبعدها أخذ كل منا مقعده المخصص وجلس فيه، كان يجب أن نجلس في عقلنا الباطن ونهمل فكرنا المحبط ونستعيد الأمل بالحياة مجدداً.
وحينها أتى شخص آخر يقول عليكم ربط أحزمة الأمان، فعلينا حزم أفكارنا نحو الصواب ولنجعل حياتنا أجمل وطريقنا السليم نحو حياة مشرقة بالامل والتفاؤل، وقال أغمضوا أعينكم واجعلوا خيالكم في كوكب السعادة فقط، وكل واحد منكم ليكن لديه خيال وحلم سعيد، حيث هناك الازهار مزهرة بجميع ألوانها، تزرع البسمة في نفوسنا، فيرتفع صوت الشهيق ليلوّن ضحكاتنا بعالم جميل ورائع ترسمه أرواحنا.
وكان كل واحد منا قد رسم الابتسامة في وجهه وشفاهه وقد شاهدت الوجوه والشفاه الضاحكة، في ذلك الخيال الذي علينا جعله حقيقة في واقعنا، ومضت الاوقات في قلوبنا بسرعة في هذه الرحلة، وكل منا قد رأى خياله، فهنا خيال كان يساعد الآخرين في النهوض نحو التفاؤل وزرع بذور الابتسامة في وجوه الآخرين.
وهنا أيضاً رأى أن اقترابه من الله هو السعادة بكاملها، وأما الآخر رسم الأهداف ليخطو ويخطط لها بكل سعادة حتى وان فشل في تحقيقها، وبعد لحظات قال لنا هيا اذهبوا وحققوا ما تخيلتموه، وفتح باب قلوبنا وعقولنا وافكارنا للأمل المتوقف، والضحكة الوالهة لشفاهنا.
وهبطت رحلتنا في كوكب السعادة فقط في هذا الكوكب، ووصلنا له ونحن نشعر براحة نفسية وروحية تطفو فينا نحو الايجابية وبسمة المستحيل ومطر الامل بالحياة مجدداً، حيث يبعث فينا بحلم يهوي بنا ويرسم الضحكات في تلك الوجنات.
رأيت في ذكري لهذا الكوكب هو زرع الابتسامة ونسيان الألم، لأن البسمة قد هربت من عالمنا ومن وجوهنا وغادرت ولم يعد لها مكان في ارواحنا، ولأننا بعيدين عن ذكر الخالق، ونسير خلف المخلوق لنبحث عن السعادة، ولم ندرك بأنها موجودة في عقولنا الباطنية التي تسلب منا فكرنا وتحيكه بوجوهنا، ولكن لنفكر بالصواب ولنتقرب من المعبود الذي لا يوجد مثله، ولنعشق خطوات الحب والسعادة في طريقه.
فالابتسامة جميلة حينما تكون لجميع من حولك وليس لك فقط.
اضافةتعليق
التعليقات