• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيف جعلت السيدة زينب قـوة المنطق أقوى مـن منطـق القوة؟

اسراء حسين / الخميس 17 شباط 2022 / اسلاميات / 2059
شارك الموضوع :

لقـد حـولـت زينب (عليها السلام) نـصـر أعـداء الله إلى هزيمـة، وجعلت فرحهـم حزنـاً، وعزتهـم ذلـة

لقد نسي الأعداء أن دين الله تبارك وتعالى قائم مادامت السماوات والأرض، وأن الله كتب على نفسه ليغلبن هو ورسله ونسـوا أن الله عزيز ذو انتقـام، وأن الله قـد يمهل ولكنه لا يهمل، وأنه للظالمين بالمرصاد.

لقـد حـكـم معـاويـة بالسيف والدينـار والدرهـم وقتـل مـن قـتـل وهـجـر مـن هجر، وحكـم بالكذب والدجـل، وباستخدام الترغيب والترهيب، وعمد إلى تعيين يزيـد مـكـانـه ليستمر حكمـه بنفس الأسلوب مـن بعـده مـع فـارق أن يزيد كان أشـد فتـكاً، وأقـل ورعاً، وأكثـر جـرأة عـلى الله ورسوله.

لكـن الحيـاة تغيّرت بـ إرادة الله عز وجل في خلقه، وذلك على يــدي زينـب فلولا ظهور هذه السيدة على مسرح الحيـاة كانوا ينجحون في تحقيق مآربهم، ويبدلون دين الله ويحرفونه، ويجعلون الطغاة أسـوة لمن يـأتي مـن الحاكمين، لكـن لم يسدل الستار بعد على دورهـا وما أحسبه أن يسـدل حتى تتبدل الأرض ومـن عليها.

 لقـد حـولـت زينب (عليها السلام) نـصـر أعـداء الله إلى هزيمـة، وجعلت فرحهـم حزنـاً، وعزتهـم ذلـة، وهـذا مـا أحـس بـه طاغيتهـم يزيد بن معاوية عندما ترك الأسرى يعودون إلى المدينة عـبر كربلاء، فأحس أن نصره مؤقت، ولعله ندم على ذلك حسب ما يقول بعض المؤرخين، ولكن لات ساعة مندم.

تمضي السنون وتمر الأيام، ويمـوت جيل ويأتي جيل آخر، وتبقى جذوة حب الحسين وعلياً متقدة في قلوب المؤمنين لا تخبو ولا تخمد، فيعمدون إلى إحياء ذكـرى مقتلـه، ويحزنـون على كل من قتل من شهداء كربلاء.

حـزن طويل بطول الدهر، بحجم الكون، يشعر به كل من يؤمن بـالله ورسوله، فيجعـل الحسين (عليه السلام) بوصلة لحياته، كل ذلك هـو نـابـع مـن مـواقـف زينـب، وصلابة زينب، وبطولة زينـب عقل، وحـزن زينب.

لقـد اسـتطاعت ابنـة علي (عليهما السلام) أن تغير تاريخ هذه الأمة بعـد أن حاول بنـو أميـة وأعداء أهـل البيت (عليهم السلام) أن يجعلـوا طريقتهـم في الحكم هي النمـوذج في الحياة، وأن يغيروا مجرى هذا الديـن، وأن يجعلـوه يؤيد الظلمة والطغاة، وأن يجعلوا منطـق القـوة هـو المنطـق السائد بين الشعوب، لكـن زيـنـب غيّرت كل ذلـك وجعلـت قـوة المنطق أقوى مـن منطـق القوة.

أصبحت كل خطـوة مـن خـطـوات زينـب مثالاً يحتذى به لدى المؤمنين والمؤمنات، فهي التي تلقفت راية الحسين (عليه السلام) فور ما سقط من على جواده على الأرض، ولم تـدع الراية تسقط هناك، فأصبحـت المبادرة في حمل راية الحق قضية أساسية في قاموس المؤمنين في هذه الحياة.

لـقـد كـتـب الحسين عليه السلام بدمه کتاب مقاومة الباطل، مهما تطلب من تضحيات، فوضعت زينب ذلك الكتاب موضع التنفيذ، وعلمتنـا أن جـهـاد المرأة -بعد حسن التبعل- هو في حفظ رسالة الله، ورفع رايـة الحـق، والدفاع عن المبادئ والقيم التي ضحى الشهداء من أجلهـا في الأرض.

إن زينب هي التي جعلت قضية الحسين قضية لا تموت، وثورته ثورة لا تنتهي ولو سألنا عن سرّ خلود الحسين (عليه السلام) لكانت الاجابة.. ابحث عن السر في مرافقة زينب (عليها السلام) له، فإذا كان الحسين قد تميز في شـهـادتـه بما لا يـقـاس بـغـيـره مـن السابقين واللاحقين، فإنّ زينب تميزت في ثباتها، وتحملهـا، وصبرهـا، وجهادهـا بـما لا تقاس بغيرها من النسـاء مـن أول الدهر إلى آخر الدهر، فالحسين علي بالشهادة المتميزة وأصبـح سـيد الشهداء، وبـالأسر المتفـرد أصبحت زينب (عليها السلام) سيدة أسيرات التاريخ.

لقدة كانت زينب (عليها السلام) امرأة لكنها قامت بما يعجز عنه الرجال في هذه الأرض؛ فبكلمات زينب وخطبها، مواقفها وبطولاتها انتصر دم الحسين (عليه السلام) على سيوف أعدائه.

وسيقى التاريخ يذكر زينب - حملت جـراح الأنبياء وآلامهم، كما حملت جـراح أهلهـا، وآلامهم وتشربها في كل مكان حتى أن المؤمن لا يذكرهـا إلا ويتكسر قلبه، وتدمع عينه، ويمتلئ حماسة ضد أعداء الحسين.

كانت زينب الحسين مثـل هـاجـر لإبراهيم وخديجة لرسول الله، کانت امرأة من طراز آخـر، إنها المرأة التي حباها الله بحب عظيم، فسخرت كل ما في الدنيا للمشاركة في أداء واجب الدفاع عن رسالة سيد المرسلين، وقدمت أعزائها قرابين في هذا السبيل وحملت الراية بعدهم، وتصيتها على مشارق الجبال ومفترق الطرقات، وسـوار سفن الخير، وتحملت في ذلك ما لا تتحملها الجبال الشاهقات.

كانت زينب عليها السلام ابنة علي أمير المؤمنين علي الذي كتب الدنيا على وجهها، ففعلت ما فعل أبوهـا وأكبـت الدنيا على وجهها، لأنها كانت تبحث عن رضا الله سبحانه وتعالى.

مقتبس من كتاب وقامت زينب للسيد هادي المدرسي
الدين
المرأة
اهل البيت
الاسلام
السيدة زينب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    تطور المناهج العلمية بين الأخطاء المنهجية والكوادر غير المؤهلة

    النشر : الأثنين 20 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ماهي قاعدة الخمسة في الحمية الغذائية؟

    النشر : الأثنين 23 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    نصائح لنوم صحي.. تعرف عليها

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ماهي الأغذية المفيدة لصحة الرئتين؟

    النشر : الأحد 22 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    هل للأسرة دور في تحقيق السلام المجتمعي؟

    النشر : الثلاثاء 08 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف تعالج مشكلة الإسهال منزلياً؟

    النشر : السبت 02 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 529 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 503 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 383 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 369 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1208 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1113 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1091 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1075 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 684 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 18 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 19 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 19 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة