من المألوف في بداية مرحلة الإعداد للإرتباط أن يلمس الطرفان في أولى خطوات التعارف روحية الإنسجام والتوافق النفسي والفكري والثقافي وغيرها من شرائط الإستقرار النفسي، لأن ذلك يعطي للطرفين أملاً كبيرا في تقوية أواصر العلاقة العاطفية بينهما وزيادة منسوب الثقة بالآخر، وتفادي قدر الإمكان مواضع سوء الفهم بينهما التي تولد أحيانًا سوء علاقة قد يفتح باب النقاشات الحادة فيما بعد.
لذلك، فكل طرف يتوقع من الآخر أن يبادله بما ينبغي أن يقوم به، الانثى تعطي السكينة والأنس وتبدي تعاطفا ومحبة لخطيبها، والرجل يعطيها القوة ويشعرها بالأمان والدفئ، وأنه الإنسان الذي تستغني به عن كافة الرجال .
وأهم شيء في الأمر، أنه كما تنتظر الفتاة من خطيبها أن يمنحها طمأنينة الأب فإن الشاب ينتظر منها الموافقة لأفكاره وقراراته المصيرية، خصوصا فيما يتعلق بمكان السكن، والعلاقات الاجتماعية، ومجال العمل والوظيفة، والتصرفات .
وبغض النظر عن إمكانية أن تقدّم الخطيبة بعض الآراء والنصائح بعد التي تصب في مصلحة الطرفين، فإنّ تأسيس علاقة زوجية ناجحة لا يمكن أن تستقيم من أول أيام الخطوبة حتى ولو كان عندها بعض الملاحظات فيما يريد قوله أو فعله.
وفي الواقع هذه "أهـم نقطة في البداية لتظهر وجهة سير العلاقة بينهما وأنها متناسقة ومتوافقة أم أنها قائمة على أساس الجدالات الحادة و العناد في عدم التوافق على الأشياء، سواء أكان فترة الخطوبة صغيرة أم كبيرة".
هذه النقطة بالتحديد تطلق مواقف غير متزنة بينهما، فكل واحد منهما شخصیته، وأن نظريته تجاه الأشياء هي الصحيحة، عندها تقع الخلافات. وأنه غير قادر على الإستمرار، مما يدفعه إلى إنهاء العلاقة بسبب عدم الإنسجام بينهما، وكون شخصية الفتاة أقوى من شخصية الشاب وقراراته.
وفي بعض الحالات العناد عند بعض الفتيات، حيث لم أجد له سببًا في أغلب حالاته إلا تأثر الفتاة بطريقة حياة أبيها، أو بسبب تربيتها على عدم رد طلباتها، إذ يعتقد البعض منهن أنها إذا تبدأ حياتها بهذه الطريقة فلن: تستطيع الاستحواذ على قلب خطيبها أو تعويده .
وحينما سألت إحداهن عن سبب إصرارها على هذه الطريقة في التعامل ؟
لماذا ترفضين التقيد بما يطلبه منك خطيبك، كضرورة الالتفات إلى اللباس المحتشم، وعدم التزين والتجميل خارج المنزل، وعدم التدخل في بعض الأمور التي تعرضك لمواقف حرجة؟
كان جوابها: أنا هكذا تربيت ولا أستطيع التنازل عن أي شيء فإن ذلك يشعرني بفقدان حضوري وشخصيتي !
عزيزتي بالتاكيد هذا ليس صحيحًا، لأن هكذا تفكير خاطىء لا يساعد على إكمال الخطوبة والزواج، بل إنّه يساهم في نفور الشاب وشعوره بعبء وعدم مقدرته على تأمين حالة من الإنسجام مع خطيبته وأنها غير معنية بالتسليم لرؤيته وإدارته للحياة الزوجية المستقبلية.
وأول انطباع يتكوّن في داخله، أنها فتاة قوية بمعنى أنها تعين الدهر عليه ولا تعينه على الدهر، وهو غير قادر على العيش معها، فيلجأ حينئذ إلى التراجع والإنفصال ! لذا، فالعلاقة الزوجية، وانطلاقاً من فترة الخطوبة ليست قائمة على أساس من يغلب الآخر، وكأنها عملية صراع على كيفية إثبات الذات، خصوصا إذا كانت الفتاة مستقلة في حياتها الإقتصادية، إنما هي عملية تكامل بين الأنثى والذكر، و لإلزام المرأة لطاعة الرجل من أجل التفاهم وإتمام المهام إلى آخر الحياة. قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ): ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة النشئة تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.
الأمر الشاهد أن أحد مقاييس التوافق والنجاح في الزواج هو طاعة المرأة لزوجها.
اضافةتعليق
التعليقات