تزامنا مع الانتهاكات التي قامت بها اسرائيل في لبنان وغزة، كان لنادي أصدقاء الكتاب لمسة مغايرة في هذا الشهر وهو البحث والتحقيق حول اليهود للتعرف على عددهم، وسبب قوتهم وكيف استطاعوا أن يسيطروا على العالم، وكيف شكلوا منظومتهم الأخطبوطية التي تترأس وتتحكم بأكبر الشركات العالمية؟ مع العلم يبلغ عدد اليهود في جميع أنحاء العالم حوالي 15.2 مليون، أولئك الذين يعرّفون عن أنفسهم على أنهم يهود وإذا قمنا أيضًا بتضمين أولئك المؤهلين للحصول على الجنسية الإسرائيلية بموجب العودة، فإن العدد الإجمالي للأشخاص في العالم يرتفع الى 25.3 مليونا. ولتسهيل الأمر تلخص البحث في عدة مواضيع، ومنها “دليل إسرائيل عام ٢٠٢٠" لرئيس التحرير منير فخر الدين، وهو كتاب يقدم المعلومات الاساسية عن دولة إسرائيل، في مختلف جوانبها الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية والقانونية والأمنية والاجتماعية، وعن أوضاع الفلسطينيين في إسرائيل ونظام الاحتلال والتمدد الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة في سنة 1967 وكذلك السياسات الثقافية وسياسات الأرض والتخطيط العمراني وعلاقات إسرائيل بيهود العالم. وايضا بحث ب عنوان "مراكز البحث العلمي في اسرائيل"( السياسات، الاهداف ، التمويل) للدكتور عدنان عبد الرحمن ابو عامر، يقدم الكتاب حقائق ومعطيات جديدة حول مراكز البحث العلمي في "إسرائيل"، وعلاقتها بصناع القرار، ويلمح للتجربة البحثية الإسرائيلية والعوامل الرئيسية التي وقفت وراء النهضة العلمية والتقدم التقني فيها. ومن أهم تلك العوامل، وفق الباحث، الموارد البشرية التي اعتمدت أساسا على موجات الهجرة، رؤوس الأموال من الخارج، والسياسة العلمية، وارتباط عملية التطور الشامل بصورة وثيقة بالتطور العلمي الذي أدى لتطور مجالات الحياة الأخرى. ويعود بروز الجامعات الإسرائيلية في البحث العلمي إلى تخصيص ميزانية مستقلة ومشجعة للبحوث العلمية، كما أن الحصول على منحة بحثية لا يستغرق إجراءات طويلة ومعقدة مع الجهات المانحة، فضلا عن كونها لا تركز فقط على عملية التدريس، بل تمنح قسطا وافرا من تركيزها على البحوث العلمية لأسباب عدة. ويهدف الكتاب كذلك لتحقيق جملة من الأهداف والأغراض، من أهمها التعرف على طرق تمويل البحث العلمي في "إسرائيل"، وبيان أثره في تعدد مجالاته، والدور الذي يقوم به في مجال التنمية، والتعرف على الأجهزة القائمة عليه. كما يرمي الكاتب للكشف عن إسهام بعض الجامعات الإسرائيلية في توفير بعض الإمكانات الضرورية لأعضاء الهيئات التدريسية فيما يخص البحث العلمي، بالإضافة لتسليط الضوء على حجم دعم وتمويل مؤسسات ومراكز البحث العلمي في "إسرائيل"، ومعرفة الاتجاهات البحثية الأكثر دعما فيها. وايضاً كانت هناك وقفة مع البحث العلمي فى إسرائيل” لماذا تتفوق علينا إسرائيل” الباحث الإسرائيلي دانيال شيختمان حاصل على نوبل الكيمياء2011، انتقل العالم من عصر القوة الميكانيكية حيث التفاوت الكمي بين الأمم إلى عصر الطاقة النووية/المعلومة حيث التفاوت الكمي والنوعي، فأصبحت المعلومة/التقنية هي المصدر الأساسي للتفوق. وقد أدركت الحركة الصهيونية ذلك مبكرا فكان اهتمامها بالعلوم والمعرفة مكونا رئيسا لعقيدتها نحو التفوق وإقامة الدولة. وهو ما تحقق للكيان الإسرائيلي عبر استراتيجية منظمة ومحددة الأهداف للبحث العلمي في شتى مجالات المعرفة مكنته من أن ينتقل من كيان استيطاني يعتمد على الزراعة إلى دولة ترتكز بنيتها العسكرية والصناعية على اقتصاد المعرفة. هكـذا تفوق اليهود ليست "مؤامرة" وإنما أخذ بأسباب القوة، يتوهم كثير من المسلمين أن لدى اليهود قوة أسطورية تمكنهم من السيطرة على العالم وقد لعبت وثيقة (بروتوكولات حكماء صهيون) دوراً كبيراً في ترسيخ هذا الوهم، إن هدفي من هذا البحث هو أن أبين أن اليهود تفوقوا على المسلمين يوم تفوقوا عليهم في فهم العالم الذين يعيشون فيه وفي فهم سنن النجاح والتفوق وفي تربية أبناءهم عليها وأن ذلك أدى إلى وصولهم إلى مراكز القوة والتأثير في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم. أريد أن أبين في هذه المقالة أن اليهود بشر عاديون وأن تفوقهم في بعض المجالات ناجم عن أخذهم بأسباب التفوق – التي غفل عنها المسلمون – ومن الأجدى بالمسلمين بدلاً من الانشغال بسب اليهود وشتمهم أو التحدث عن (قوتهم الأسطورية) أن ينشغلوا بدراسة الأسباب والسنن التي أدت إلى تفوق اليهود ثم الأخذ بما لا يناقض العقل والدين من هذه الأسباب والسنن.
اضافةتعليق
التعليقات