مازلتِ تائهة... ومازال الوقت يلفظ أنفاسه الاخيرة معك، لا تنتظري كثيراً يا حلوتي فالعمر بات يسترق الزمن، ويعبر منكِ وأنتِ غافلة!
صدقيني، لا قدرة لكِ على عبور جسر الحياة وحدك! تحتاجين الى من يمسك يد أحلامكِ، ويحميك من خطر السقوط... فهاوية الوحدةِ قاتلة!!
أعلم بأنكِ خائفة ان تعلقي آمالك برجلٍ اخرس الماضي.. ومجهول الآتي!!
ولكن لا بأس من تجربةٍ، نجاحها خَيْرٌ من العدم.. عله يأخذكِ الى عالمه.
استخيري الله.. واغرزي عينيك في مستقبلٍ جميل.. على أمل التوافق والحب، لتدركي قيمتك الحقيقية معه.
لوحي له بقلبك.. كي يأسر عمرك بنظرة حبٍ يغتال بها صمتك.. ويجبر خاطرك المكسور، ويكون لكِ القديس الذي يصلي من أجل سعادتك في كنائس الغرام ومساجد الحب، ويخبئكِ بين ضلوعه أبد العمر.. وتعودي معه طفلة مدللة، تتحجج على حبيبها ليحكي لها قصةً ليلية تحيي بداخلها تلك الطفلة التي قتلتها الوحدةِ والخوف وتغفين الليل وهو يداعب خصلات شعرك المتناثرة في أرجاء الزمان.. بينما هو يبقى مستيقظاً في شتاء الليل الطويل يحدق في أميرته النائمة، علّه يفك شفرات الحب المرسومة على ملامح وجهها. هو ذلك الذي يطلب من الله طفلة، تكون نسخة منكِ... منكِ انتِ لا غير! ليرى فيها أمها الذي عشقها بوحشية حب!..
تحتاجين الى رفيق عمر.. يحميكِ من عواصف الخيبةِ والوحدة. يؤسفني حقا ان أقول لكِ انكِ مخدوعة، مخدوعة بترّهات أقوال وأضغاث كلام.. فصاحبة مقولة [أنا لست نصفاً لكي يكملني رجل!]، قد تزوجت.. وأنجبت أربعة أطفال يشبهون الملائكة، وتعيش حياتها بحب وإشباع عاطفي تام وتعشق زوجها حد الجنون، أما انتِ... فلا زلتِ مطروحة الوحدة، تندبين عمرك الضائع الذي قضيتهِ وحيدة بين زوايا الخيبةِ تبكين، لا أحد يربّتُ على ظهرك ويخفف عَنك آلام الزمن.
فالمرأة تحتاج الى الحب.. لأن الحب هو سر الوجود، وانتِ تستحقين ان يحبكِ رجل يهديك عمراً فوق عمرك.. ويزرع أيامك فلاًّ و ياسمينا.. فتستيقظين صباحاً على كلامه المعسول لتواجهي بِها العالم وما فيه.. لانه سيكون ظهرك الذي يحميك من عواصف الزمان وتسندين اليه أحلامك التعبة.
تحتاجين رجلاً.. ليس لانكِ ضعيفة او غير قادرة على مواجهة الحياةِ وحدك! ولا من أجل العادات التي فرضت على الفتاة الزواج قهراً، ولا حتى من أجل الشهوة والجنس.. بل من أجل الحب الذي تستحقينه.. فلا تبخلي على نفسك به، لانكِ ستندمين كثيراً، وتدفعين ثمنه وحدةً وجفاء! ولاني لا أريدك ان تحرمي نفسك الحب على حساب أفكار سلبية وعقائد بالية رسخت في عقلك نتيجة العلاقات الزوجية الفاشلة، إذاً لا تأخذي جميع الامور على حدٍ سواء! فأنتِ لستِ كغيرك.. بيدك أنتِ تصنعين من حياتك جحيماً وبيدك أنتِ تجعلينها جنة مشتهاة!.
تزوجي يا رفيقة.. لانكِ تحتاجين الى الحب.. الى الحنان... ال ىذلك الحضن الدافىء الذي سيلِمُّ شتاتكِ في الليالي الحزينة، ويغمر قلبكِ في شتاء الروح! عندما لا تجدين ظلاً يرافق أحلامك. تأملي معه غياهب الوحدة التي ستنجلي من ربوع أيامك.
ولا تخافي.... إشعري الحب، وبادليه برجلٍ يخاف الله بك. تزوجي وإعشقي زوجكِ حد الثمالة، وإصنعي من حياتك جنة الغرام... لانكِ وحدكِ التي تستحقين الحب!.
اضافةتعليق
التعليقات