يتعرض الأشخاص إلى مواقف عديدة تستدعي منا أن نتصرف حسب طبيعة الموقف والزمان والمكان ونحن نعيش في دوامة من التغيرات التي تحدث في محيطنا وتؤثر بشكل أو بآخر على المشاعر والإحساس والسلوك اليومي المعتمد في طريقة التعبير عن حاجاتنا وفي مختلف المراحل العمرية للانسان فإنه معرض إلى الانتكاسات التي قد تتطور مع مرور الزمن وتصبح حالة نفسية ملازمة للفرد قد تستدعي زيارة الطبيب النفسي أو ربما يضطرون إلى أخذ العلاجات المهدئة التي من شأنها تعمل على استرخاء الأعصاب وخلق جو مؤقت من الراحة الزائلة بزوال ذلك التأثير .
وبسبب الزخم الكبير من التطورات السريعة الشاملة في شتى مجالاة الحياة أصبح التأثير على الحالة النفسية للفرد شيئاً لا بد منه والسبب إنّ الصحة النفسية جزء أساسي لا يتجزّأ من الصحة لذا نص دستور منظمة الصحة العالمية على أنّ "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز". ومن أبرز السمات في هذا التعريف أنّ شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية .
إن فقد الفرد هذه الحالة ولم يتمكن من الانخراط في المجتمع بصورته الطبيعيه وعدم قدرته على الاعتدال في تصرفاته واكثر ما نلاحظ ذلك في مرحلة المراهقة ولا يعني عدم حدوثها في بقية المراحل العمرية وخصوصا القلق والكأبة التي تصيب اغلب الفترات العمرية والتي يعاني منها الكثير من الناس ، بعضها تكون بسيطة ومسيطر عليها وتنتهي بانتهاء تلك الفترة وبعضها لا قد يتطور ويصبح مرضاً عضلي يؤثر بشكل او ب اخر على صحة الفرد وربما يؤدي ألى تدميره .
قد يعاني المرء من الضغوط النفسية بسبب نمط التفكير أو طريقة نظرته للأمور وهذا يتجلى في تأثير اجترار الأفكار السلبية على النفس، وفِي هذه الحالة من الطبيعي جدا ان يراجع الطبيب النفسي دون الشعور بالاحراج او الخجل او الخوف من الانتقادات الموجهة من المجتمع تجاه الفرد ، كما تعتبر الصحة النفسية والمعافاة من الأمور الأساسية لتوطيد قدرتنا الجماعية والفردية على التفكير، التأثر، والتفاعل مع بعضنا البعض كبشر، وكسب لقمة العيش والتمتع بالحياة .
كما تعد الكآبة أو الاكتئاب المزمن من أهم اشهر الامراض المعروفة على نطاق واسع وتزداد انتشارا في فئات عمرية مختلفة ومثل الأمراض الأخرى فللاكتئاب أعراض تختلف في شدّتها من شخص لآخر ومن فترة عمرية الى اخرى ، فتظهر على الاشخاص المكتأبين اعراض تشمل؛
فقدان الرغبة في ممارسة الفعاليات اليومية الاعتيادية، الإحساس بالعصبية والكآبة، الإحساس بانعدام الأمل ، نوبات من البكاء بدون أي سبب ظاهر، اضطرابات في النوم وصعوبات في التركيز ،صعوبات في اتخاذ القرارات ،زيادة أو نقصان الوزن بدون قصد وايضاً العصبية ، القلق والضجر المستمر ،حساسية مفرطة ،إحساس بالتعب أو الوهن، إحساس بقلة القيمة ،أفكار انتحارية أو محاولات للانتحار ،مشكلات جسدية بدون تفسير، مثل اوجاع الظهر والرأس، كما أنه لا يشترط أن تظهر كلها في الوقت نفسه، علماً بأن هناك معايير معينة يرجع إليها الأطباء المختصون لتشخيص المرض النفسي .
ومن المفاهيم التي تعتمد الصحّة النفسية على دراستها :
- الشخصية: هي من إحدى المكونات الرئيسية للإنسان، وترتبط مع طبيعة الاستجابة للظواهر المؤثّرة، وكيفية توجيهها للسلوك الإنساني، طالما أنّ الفرد لا يعاني من أي أمراض نفسية، أو عصبية.
- الإحباط: هو حالة نفسية تؤثر على الإنسان، وخصوصاً عندما يجد معيقات أثناء قيامه بعمله، أو تحقيق الأهداف الخاصة بهِ، ويزول الشعور بالإحباط عند زوال العوامل التي ينتج من خلالها.
- العدائية: هي سلوك فردي، تدفع الفرد لمهاجمة نفسه، أو الأفراد الآخرين، سواءً بتوجيه الكلام لهم، أو إيذائهم جسدياً، ويعدّ هذا السلوك غير مقبول في تعامل الأفراد معاً.
- القلق: هو حالة انفعالية تؤثر على الإنسان؛ بسبب انتظاره لشيء معين، أو الخوف من شيء ما، ويزول الشعور بالقلق عند زوال الأسباب المؤدية له .
أما عوامل الصحة النفسية للصحة النفسية عدة عوامل مهمة تؤثر على حياة، وسلوك الأفراد، ومنها:
- الأسرة: تعدّ العامل الأول من العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية، فعندما يعيش الإنسان في أسرة مترابطة يتمكّن من تكوين شخصية سوية، وذات نفسية معتدلة، وخالية من الأمراض النفسية، بعكس الأفراد الذين يعيشون حياةً مضطربة في طفولتهم نتيجةً لوجود خلافات عائلية، أو عدم وجود أسرة متكاملة، فعندها تُصبح نسبة التعرّض للإصابة بمرض نفسي مرتفعة.
- العمل: إن طبيعة العمل الذي يعمل فيه الإنسان تُعدّ من المؤثرات التي تؤثر على نفسيته، فعندما يعمل بأجواء مناسبة عندها يكون مرتاحاً نفسياً للقيام بعمله بشكل أفضل، بعكس وجوده في ظروف عمل غير مناسبة، فمثلاً: عمل الأفراد تحت أشعة الشمس المباشرة في أيام الصيف، مع عدم توفير أيّ وسائل لحمايتهم من الإصابة بضربة شمس من المحتمل أن يؤثّر ذلك على صحتهم النفسية، ويشعرهم بالقلق من طبيعة عملهم.
أما الصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته أو قدراتها الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في المجتمع، هنالك وسائل علاج فعالة للاضطرابات النفسية وطرق للتخفيف من المعاناة التي تسببها تلك الاضطرابات، من الأمور الرئيسية إتاحة الرعاية الصحية والخدمات الإجتماعية القادرة على توفير وسائل العلاج والدعم الاجتماعي دون الاستماع إلى الأصوات المحبطة لرغبة الشخص المستعد لمواجه ذلك الرهاب النفسي من الطبيب أو المرشد النفسي.
اضافةتعليق
التعليقات