حلم الهجرة هو الحلم الذي يداعب الكثير، وبات مشروع المستقبل المربح الذي يعتقده اغلب شباب العراق. فالحصول على حياة هانئة وسط بيئة متطورة ومنظمة تحفظ حقوقهم التي يجدونها مهدورة في بلدهم الأم، أصبحت غاية كل شاب ويعدونه الحل الأمثل بعد أن تملكهم اليأس من تحسين معيشتهم.
وفي الاونة الأخيرة شهدت موجة الهجرة الواسعة الى تركيا، وأضحت الهجرة لهذا البلد هي حديث الشباب في المقاهي والأماكن العامة ووسائل التواصل الاجتماعي.
فما هي اسباب الهجرة الى تركيا وما هي المصاعب التي واجهت المهاجرين؟.
الاسباب:
السيدة زينب البغدادي موظفة سابقة في الامم المتحدة اوضحت: إن سبب أرتفاع موجة الهجرة الى تركيا جاءت بعد تصريح السفير التركي فاروق قيماقجي في مؤتمر صحفي في مقر السفارة في سنة 2016 جاء فيه: «ان تركيا أعادت النظر في إجراءات التأشيرة مع العراق بعد اتخاذ التدابير الأمنية لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وكذلك لفسح مجال السفر للأمور المتعلقة بالعلاج والعمل والسياحة بواسطة التأشيرة الإلكترونية، خلال دقائق معدودة والدخول حصرًا عن طريق الجو». ثم جاء بعدها إجراء كان متفق عليه من قبل الحكومة العراقية والحكومة التركية وهو إمكانية السفر برا وجوا.
وهناك سبب آخر وهو إمكانية الحصول على اللجوء في تركيا عن طريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لهيئة الامم المتحدة او تقديم أقامة في تركيا تحت شروط معينة علما أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) انتهت من عملية التسجيل في تركيا في 10 سبتمبر 2018.
المهاجر هشام السعدي تكلم عن أسباب اختياره لتركيا: الأسعار المنخفضة هي واحدٌ من الأسباب التي شجعتنا لاختيار تركيا وتشمل: المأكل، المشرب، السكن، وسائل النقل. وكثرة العرب من جميع الجنسيات، وإمكانية الحصول على الإقامة عن طريق شراء عقار من الحكومة التركية.
المصاعب التي واجهت الشباب الى تركيا
الشاب مجتبى عطية هاجر إلى تركيا منذ ثلاث سنوات تكلم عن المصاعب التي واجهته قائلا: الحصول على العمل هي أكثر المصاعب التي تواجه المهاجر خصوصا أن اغلب المهاجرين لا يملكون مهارات أو مهن جيدة وفي حال إيجاد العمل فهناك مشاكل تواجهنا مثل أوقات العمل الطويلة والرقابة الشديدة بتأدية العمل بشكلٍ مستمر مع أجور زهيدة جدا وهذا يرجع لسببين أولهما انخفاض الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، ثانيا التفرقة عند بعض أرباب العمل في الأجور والرواتب بين ابن البلد وبين الأجنبي وهي مستحقات بشكل عام منخفضة.
أبو محمد من أهالي الانبار مهاجر منذ سنة 2014 عندما هجمت داعش على المناطق الغربية تكلم عن مصاعب الحياة في تركيا قائلا: اكثر المصاعب التي واجهتنا هي اختلاف اللغة وصعوبة التفاهم مع الآخرين مما جعل فرص أيجاد العمل أمرٌ شبه مستحيل.
أما حيدر اليساري فقد بدأ حديثه عن مشكلة انعدام الثقة واصفا المصاعب التي واجهها كونه لا يستطيع أن يثق بأي شخص فقد تعرض للنصب والاحتيال من قبل مجموعة من الشباب العرب منذ ان وطأت قدميه ارض تركيا فانعدمت ثقته بالجميع موضحا انها اكثر شيء واجهه صعوبة.
والجدير بالذكر، إن البيانات والإحصاءات الرسمية تشير إلى أن العراقيين يشكلون العدد الأكبر من اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين لدى المؤسسات الدولية في تركيا، إذا تم استثناء السوريين الذين يتمتعون بحقوق إقامة تركية خاصة.
وبحسب تقرير لمعهد الإحصاء التركي (تويك) نشره في الثاني من شباط عام 2017، إن عدد العراقيين بتركيا يبلغ 93700 نسمة، من أصل 650300 أجنبي يقيمون في البلاد، بخلاف السوريين البالغ تعدادهم ثلاثة ملايين نسمة.
أما المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد أعلنت في سبتمبر/أيلول 2017 أن عدد العراقيين المسجلين لديها في تركيا بلغ 126 ألفا و750 نسمة، بينهم 27600سجلوا بصفة لاجئ، 99140يحملون صفة طالبي لجوء.
اضافةتعليق
التعليقات