ارتفعت نسبة الفقر في العراق بشكل غير مسبوق، منذ عام 2003، وسط انتشار الفساد الممنهج وزيادة البطالة، فيما يشير البنك الدولي في إحصائية له إلى أن 50% نسبة الأطفال الفقراء في المحافظات الجنوبية، ما ساهم في خروج المواطنين بتظاهرات واسعة خاصة في تلك المحافظات.
وبحسب إحصائية البنك الدولي فإن "نسبة الفقر في العراق وصلت إلى 41.2 % في المناطق المحررة، و30 % في المناطق الجنوبية، و % 23 في الوسط، 12.5و % في إقليم كردستان".
وأوضحت الإحصائية أن "48% من السكان في العراق أعمارهم أقل من 18 عاما بينهم 23% فقراء، أي كل طفل من أربعة أطفال يصنف فقير، وتشير الإحصائية الدولية إلى أن "5 % نسبة الأطفال الفقراء في كردستان، و50 % نسبة الأطفال الفقراء في المحافظات الجنوبية".
وبحسب مصادر حكومية فإن "أعداد الموظفين في القطاع العام والمتقاعدين تبلغ أكثر من خمسة ملايين شخص يستهلكون نصف ميزانية العراق المالية سنويا كرواتب، مما يعطل توفير الأموال اللازمة للتنمية الشاملة، وأخذ الدين العام بالازدياد في العراق منذ عام 2013، اذ ارتفع من
( 73,1 ) مليار دولار، إلى (132,6 ) مليار دولار في العام 2018، في حين أن الاحتياطي النقدي أخذ بالتناقص من 77,8 مليار دولار عام 2013 حتى وصل 40,8 مليار دولار في العام 2018.
نتائج مسح للفقر في العراق
نفذ الجهاز المركزي للإحصاء والادارة التنفيذية لاستراتيجية التخفيف من الفقر في وزارة التخطيط، وبالتعاون مع هيأة الإحصاء في إقليم كوردستان والبنك الدولي، مسحا وتقويما للفقر في العراق لعام ٢٠١٨.
وذكر المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة محمد الهنداوي في بيان له ان المسح يهدف للحصول على مؤشرات إجتماعية وإقتصادية محدثة، وقد بلغ حجم العينة ( 8640) أسرة في جميع محافظات العراق بواقع ( 360) أسرة في كل محافظة، عدا بغداد واقليم كوردستان فقد بلغت (900) أسرة.
وكانت أهم المؤشرات:
الأنفاق:
أظهرت النتائج أن هيكل انفاق الأسرة على السلع والخدمات الاستهلاكية قد تغير مقارنة بالسنوات 2012،2014 ،2018/2017.
سلع وخدمات متفرقة
جاءت مجموعة المواد الغذائية بالمرتبة الاول (32%)، تليها مجموعة الوقود والسكن والاضاءة (24%) ، ثم النقل بالمرتبة الثالثة (12.1%) والملابس والاحذية بالمرتبة الرابعة (6.4%) ثم الاثاث والتجهيزات المنزلية بالمرتبة الخامسة (5.2%) لعام ٢٠١٧-٢٠١٨.
بلغ متوسط إنفاق الأسرة (1276) الف دينار/ شهريا بالأسعار المدفوعة و(1503) آلاف دينار/ شهريا بأسعار السوق تبين من نتائج الانفاق الاجمالي للأسرة إن:
(31%) من الأسر تنفق أقل من مليون دينار شهريا.
(48.2%) من الأسر تنفق مابين مليون وأقل من مليونين دينار شهريا.
(14.6)%من الأسر تنفق مابين مليونين وأقل من ثلاثة ملايين شهريا.
(5.7)%من الأسر تتفق ثلاثة ملايين دينار فأكثر شهريا.
متوسط الأسعار المدفوعة
تم احتساب متوسط إنفاق الأسرة الشهري بأسعار السوق بعد تقييم مواد البطاقة التموينية بأسعارها في الأسواق التجارية وتقييم الايجارات لكل أنواع المساكن حسب أسعار الإيجارات السائدة للمساكن المناظرة.
-بلغ متوسط إنفاق الفرد الشهري (212.6)الاف دينار/ شهريا بالأسعار المدفوعة و(253.3) آلاف دينار / شهريا بأسعار السوق وتبين نتائج الانفاق الاجمالي للفرد إن:
- 45.7 من الأفراد ينفقون أقل من 200 ألف دينار شهريا.
- 26.8من الأفراد الذين ينفقون مابين 200 ألف إلى أقل من 300 ألف دينار شهريا.
- 14من الأفراد الذين ينفقون ما بين 300 إلى أقل من 400 ألف دينار شهريا.
-13.3 من الأفراد الذين ينفقون 400 ألف دينار فأكثر شهريا.
إستراتيجية العراق للحد من الفقر
أعلن وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي اليوم إطلاق إستراتيجية للحد من الفقر بالعراق، تستمر على مدى أربع سنوات حتى عام 2022، وقال الجميلي في مؤتمر بالعاصمة بغداد إن الإستراتيجية ستعتمد على التركيز على تنمية الطبقة الفقيرة، من خلال مشاريع إستراتيجية تتيح فرص عمل للعاطلين عن العمل، فضلا عن تقديم العون ضمن شبكة الرعاية الاجتماعية.
وقال الجميلي إن المسح الأخير أظهر وجود مستوى مرتفع من الفقر ينبغي على الحكومة التعامل معه ومعالجته والتخفيف من آثاره، دون تقديم رقم بعينه وترجع آخر الأرقام الرسمية المعلنة من وزارة التخطيط عن معدل الفقر في البلاد إلى نهاية 2013 بنسبة 16%، في حين تشير التقديرات إلى بلوغه 30% عام 2016.
وزاد معدل الفقر في العراق منذ 2014، نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط، الذي تُشكل إيراداته نحو 95% من نفقات الدولة، كما أسهمت الحرب ضد تنظيم الدولة خلال ثلاث سنوات في تزايد حدة الفقر بالبلاد نتيجة نفقاتها الباهظة وتدمير الكثير من البنى التحتية ومنازل السكان.
اضافةتعليق
التعليقات