في عتمة الليل وتحت ضوء القمر في كل ليلة حتى تلك التي لم يظهر بها القمر، يمر بها حين تضع رأسها على الوسادة فتسرح بخيالها بعيدا، هربا من نهارات الشقاء لترتمي بين احضان الحلم، فيلوح لها من بين ضباب مخيلتها فارسا على حصانه الابيض يقتطفها وردة من حديقة الزهور، رغم كثرتها الا انه وقع اختياره عليها، هي من بين الكثير ليتوجها اميرة له.
لذا اعتادت أحلام اليقظة كباقي الفتيات وراحت في كل ليلة ترسم لوحة لعروس بفستان ابيض وفارس على حصانه بفرشاة الامل، وبألوان الانتظار، وحين تسرح روحها في عالم الاحلام وتغمض اجفانها على تلك اللوحة سرعان مايعود لها الكابوس الذي ينغص عليها فرحتها وينقض على احلامها.
انه صوت جارتها من جديد تتشاجر مع زوجها، ها قد عاد زوجها متأخرا كعادته وها قد ارتفع عتابها وكلماتها البذيئة والجارحة دون جدوى، عدا ان كلامها يزيد الامر تعقيدا، وحين تنتبه من نومها فزعة على صراخ جارتها التي راح زوجها يضربها بما اوتي من قوة، تظل تتساءل ترى هل ستكون حياتي كجارتي؟
لماذا لا تسكت هذه المرأة بعد ان يأست ان تصلح حياتها الزوجية بأسلوب السب والشتائم؟
لماذا لا تفكر بما ينقذ مابقي لها من ايام في جوار هذا الرجل؟
أيعقل ان تتحول حياة امرأة بفعل لسانها الى جحيم؟
ويتحول الرجل الذي اختارها من بين الكثير من النساء لتكون شريكته الى عدو؟
فيقضي اغلب وقته خارج البيت هربا منها لتبقى هي كمن خسر كل شيء، تولول وتبكي وتندب حظها طوال النهار وما ان يعود ليلا حتى تكمل ما وصلت اليه بالأمس.
كثير من الأزواج يشكون من المشاكل في الحياة الزوجية، ولا عجب فالحياة مليئة بالمتاعب والمصاعب ولا نلقي باللوم على طرف دون اخر فلكل اسبابه ولكن الزوجة بإمكانها ان تصلح وبيدها ان تُغير، فقط لو هي ارادت ذلك وتحلت بالصبر وتصرفت بحكمة وتعرفت متى تسكت ومتى تتكلم ومتى تتغاضى وفي أي وقت تلمح.
عزيزتي المرأة اذا كان زوجك عصبيا او متقلب المزاج فإن كثرة العتاب والقاء اللوم لايجدي نفعا بل سيزيد الامر تعقيدا، أنت من واجبك ان تسانديه وتكوني عونا له ولا تزيدي من مشاكله ومن عصبيته بكثرة الكلام والثرثرة، حين يتغير مزاجه اتركيه يهدأ وسيبادر هو بالاعتذار ويطلب العفو والسماح، ان لم تعلقي على كلامه في وقت الغضب شيئا فشيئا ستزول منه حالة العصبية وسيتعود الهدوء ان انت تعاملتِ معه بحكمة وبما يرضي الله.
انت ايضا تريدين الاهتمام ومراعاة المشاعر هذا صحيح، ولكن لايأتي بكثرة المشاكل والعتاب المستمر، الاهتمام لايطالب به بل هو احسان متبادل، ابدئي انت وستجدين المقابل يمد لك يدا بالمثل.
اضافةتعليق
التعليقات