على أعتابِ تلك الدار التي غابَت عنها الشمس وأَفل القمر..
تحديداً في يومِ العشرين مِن صفر، تجلسُ كيمامةٍ صغيرةٍ كسيرة الجناحِ.. هاجَرت عنها بقية اليماماإ الى أَرضِ الكربِ والبلاء وبَقِيتْ وحيدةً متلهفةً ترقبُ خبراً، عسى أَن يأْتيَ أَحدٌ ولو برائحةٍ منهم! وما أَشدَّ الانتظار..
تَنهّدَتْ والروحُ من فرط الحَنينِ تساءَلتْ: أيَنك يا أَبَه؟ أَينكَ يا شَمسي وأَين عمي القمر؟ أَبتاه.. أَكَلَ الحُزن قلبي وشَرِبَ الفراقُ لون وجهي، أَبتاه أَما عَلِمتَ بأَنَّ المرض فراقك؟! وأَن الزهور تموت برحيلِ الربيع؟
يا أَماني.. أَما عَلِمتَ بأَنَّ اليَمام يموت إِنْ فقَدَ الأَمان؟
أَضناني الإنتظار.. وقلبي مُلتاعٌ من شدةِ شوقه، مَنْ ذا الذي يأَتيني بقميصِك فَترتدُّ إِليَّ روحي؟
وما زالَتْ تُتَمتِم بلوعةٍ، فإذا بصوتِ ناعٍ يهزُّ فؤادها
"يا أَهلَ يثرب لا مقام لكُم بها قُتِلَ الحــُســَيـنُ فأَدمُعي مدرارُ "
ركضَ قلبُها قبل قدمَيها..
كسَفَت الشمس وخسَفَ القمر
مــــاتَ كُــل شــيء! مــــات..
نَهربُ إلى حُزنِكَ لِنروي ظمأَنا، تُحيينا تلكَ الدمعات التي نذرِفها...
(حُـسَـيْـن) .. من حاءِ إِسمكَ نَتنفس حُباً وبينَ بقيةِ حروفِكَ تَنتَهي غُربة أَرواحِنا.
نقتاتُ الشَّجا على مصابِك فَنلتذ بالعيشِ بينَ آلامِك...
فاضَ مِن عطشِكَ سلسبيلاً أَنهَلَ صَدَى مُهجِنا فتدفقَ في الوجدانِ عشقاً وتَوقاً ووجْداً لا يَنضُب ما بَقيَ الدهر..
أَيُّها الحاضر فينا
أَمّا بَعْد..
ذَوَت الروحُ على أَعتابِ إِنتظارِك والقلبُ إِكتوى بنارِ الجوى، حَنانَيكَ.. أَما آنَ لِسَنا وجهكَ أَنْ يُطفِئ غُلَّتنا؟
اضافةتعليق
التعليقات