الإبداع هو قدرة عقلية موجودة داخل كل فرد لذا فإن تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال تعتبر من الأساليب الحديثة التي بدأ في استخدامها من قبل المؤسسات في أساليب التربية الحديثة كذلك هي مسؤولية تقع على عاتق الوالدين يجب عليهم اكتشافها وتنميتها عند اطفالهم لكي يساعدوا أولادهم على اظهار مواهبهم الموجودة داخلهم.
حيث إن مرحلة الطفولة تعتبر من أهم مراحل تكوين شخصية الفرد ففيها تتشكل الميول والاتجاهات وتتفتح القدرات وتكتسب المهارات والمعارف وفيها يتحدد مسار نمو الطفل جسديًا وعقليًا واجتماعيًا ووجدانيًا طبقًا لما توفره البيئة المحيطة بعناصرها الثقافية والإجتماعية والتربوية، بحيث يتاح لهذا النمو أن يفصح عن نفسه ويصل إلى أقصى غايته، فإن عملية تنمية التفكير الإبداعي لدى الطفل يجب أن تنبثق من بيئة غنية بالمثيرات تنمى فيها القدرات العقلية بشكل سليم. حيث يرى العلماء أن الإبداع الحقيقي للإنسان الناضج هو ناتج لعملية طويلة يمثل إبداع الصغار الحلقة الأولى منها.
لذلك لابد من اعداد الاطفال الذين هم رجال الغد وأمل المستقبل من خلال تنشئتهم على ثقافة قوامها الإبداع وجعل التفكير الإبداعي هو منهج التعامل مع الحياة والتمكين من اطلاق الملكات الإبداعية عند الأطفال.
فالطفل نظام مفتوح بقدر قابليته للنمو بقدر قابليته للضمور ومن حق كل طفل أن يحصل على أفضل الفرص لينمو ويبدع فالتفكير الإبداعي يتأسس منذ الطفولة المبكرة فكل طفل هو مشروع مبدع ويجب أن ننظر اليهم كذلك.
طرق تنمية التفكير الابداعي عند الأطفال
من أجل التعرف على أهم طرق تنمية التفكير الإبداعي عند الاطفال هما التفكير والإبداع:
التفكير
إن عملية التفكير هي عبارة عن استخدام لتجارب سابقة لنا أو لغيرنا، في حل المشكلات، وذلك من أجل تسهيل الحياة وبشكل أفضل للحصول على أقصى مستويات الراحة والرفاهية.
حيث تحتوي عملية التفكير على جانبين هامين، وهما كالتالي:
التفكير الناقد: وهو المنطق ومقدرة الفرد على التحليل والربط بين الأفكار والنقد العام لكل الأفكار.
التفكير الإبداعي: وهو القدرة على توليد أفكار جديدة إبداعية وحصرية لصاحبها فقط، وهو الإبتكار للأفكار التقليدية، وتحويلها إلى أفكار إبداعية قد تكون غير موجودة.
الإبداع
ويعرف الإبداع بأنه إنشاء الأشياء على غير مثال لها، أي الأشياء غير التقليدية، أو الحصول على الأفكار من العدم، ويعرف بأنه عبارة عن عمليات عقلية متتالية، وذلك من خلال توفير الإمكانيات الموجودة أمامنا في البيئة المحيطة.
والتي يتم استخدامها لخلق الأشياء الجديدة والتي تسمى ابتكارا، ومما لا شك فيه أن أهداف التربية السليمة هو وجود أفراد مبادرين مبتكرين ومستكشفين ومبدعين.
بالإضافة إلى الوسائل الأخرى التي تساعد الطفل في تنمية التفكير الإبداعي، ومنها الفنون المختلفة كالرسم والتشكيل، وكذلك قراءة القصص والروايات، والجلسات التي تنمي المهارات الفكرية.
تنمية مهارات التفكير لدى الأطفال
تتنوع طرق تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال في الكثير من الأساليب والأدوات الحديثة ، منها:
الصور والرسومات
الصور والرسومات من المصادر التي تثير الإهتمام والتأمل للطفل وتساعد أيضا على إطلاق سراح الطفل، وبالتالي يجب على الآباء عرض صور أطفالهم في سن مبكرة والسماح للشباب بالحديث عن أطفالهم. استمع لـ التفاصيل والمحتوى حتى ينتجون ما لديهم من أفكار للصور.
بالإضافة لـ إذاعة صور غير ملونة وطلب من الطفل تلوينها، فهذا يساعد الطفل على شرح ما رآه في تفكيره ، لذا فإن اختيار رسم أجزاء من الصور بألوان خاصة يظهر ما رآه عقله في الصورة. ويمكنك أيضًا أن تسأل طفلك عن أشياء تتعلق بالمهمل في الصورة أو عبر شرح تفاصيل دقيقة جدًا والتحدث عنه وسؤاله عن سبب وجوده في الصورة ومعرفة إجابة الطفل على ذلك. يطور مهاراته الفكرية بشكل جيد.
قصص وحكايات خرافية
القصص هي أكثر ما يأسر عقل الطفل، لكنها تسيء لـ الخيال ويجب أن نختار القصص ذات المغزى ونقدمها للطفل، مع مجموعة من الأفكار التي تدعوه لـ التفكير. فكر وتقبل الفرق بين الصواب والخطأ والصواب والباطل والمحظور والمقبول.
علينا أن نوفر القصة بالكامل للطفل، ودمج عناصر أسماء أبطال القصة حتى يتمكن الطفل من مشاركة هذا معك حقًا ثم تقديمه عبر سلسلة من الأسئلة وإجاباته. أنت تعرف نطاق وجهة نظر الطفل وانتقاده للأسئلة.
جلسات توليد الأفكار
_ يمكن إجراء هذه الجلسات إما مع المعلم أو مع الوالدين أو طبيب الطفل لتصحيح الكلام والسلوك، والجلوس مع الطفل والسماح له بالتحدث عن نفسه وأفكاره.
_ وتحدث عن معظم الأفكار التي يرتديها عقل الطفل واكتشف أكثر ما يثير اهتمامه، ويمكنك أيضًا مشاركة الكثير من المحادثات المختلفة مع الطفل التي تهم الأسرة أو المدرسة.
_ لا ينبغي أن يقاطع الطفل ولا يتم السخرية منه بأي حال من الأحوال، بغض النظر عن لغة الكلام.
_ يجب احترام عقل الطفل وبدلاً من ذلك يتبادل في الألعاب والأفكار التي يرغب في تنفيذها خلال اللعب، لأن كل هذه الأشياء تمنح الطفل تنمية فكرية وإبداعية رائعة ومختلفة.
مقترحات للمربي لتنمية مهارة التفكير الإبداعي عند الأطفال:
- اعرف نفسك جيدًا من حيث نقاط القوة والضعف لديك. ما احتياجاتك؟ هل أنت سعيد في التعامل مع الأطفال؟ هل تتحلى بالصبر والمرونة معهم؟
- اعرف طفلك: بمعنى أن تتعرف على حاجاته، أحاسيسه، اتجاهاته، مشكلاته، قدراته، مواهبه، حاول أن تساعده على إظهارها والارتقاء بها.
- كن لطفلك موجهًا ومحاورًا بدلاً من أن تكون ملقنًا وآمرًا.
- ساعده على التكيف مع زملائه لا سيما ذوي القدرات المختلفة.
- ساعده على تفهم الدور المنوط به وساعده على أن يتفهم قدراته.
- احترم رأيه وشجعه.
- أجب على كل أسئلته بذكاء وصدق.
- ناقش معه أي مشكلة يبحث عن حلها.
- ناقش معه الموضوعات بمستوى تفكيره وليس بمستوى سنه.
- هيئ له المناخ المناسب والجو الملائم للكشف عن ميوله وقدراته وكيفية تنميتها.
- اتركه بعمل مستقلاً، وشجعه على ذلك في مجالات الميول الخاصة وحفزه على الابتكار. مع المراقبة أو الملاحظة عن بعد.
- أبرز دوره القيادي وذلك بإسناد مراكز قيادية له.
- أتح له فرص النمو الاجتماعي الذي يوفر له حياة سعيدة مع غيره من الأطفال وشجعه على زيادة ميوله ومساهمته في أنواع النشاط الرياضي والفني مع الأطفال الآخرين.
- أتح للطفل الحرية لاختيار الألعاب التي يريدها دون توجيهه للعبة بعينها.
- شجع طفلك على ممارسة الأنشطة المختلفة مثل الرسم أو الرياضة.
- لا تتدخل في طريقة لعب الطفل إلا إذا كان هناك ضرر أو خطر على الطفل.
- خصص مكانا محددا لأنشطة الطفل ولعبه.
- شجعه على اللعب بالأدوات المتاحة واستغلالها لابتكار ألعاب جديدة.
- ادخل مع طفلك في تحد لصناعة أشياء جديدة من مواد بسيطة موجودة بالمنزل أو الروضة.
- اطلب المساعدة من طفلك لحل مشكلة ما داخل المنزل مثل الطريقة الصحيحة للوصول لشيء مرتفع.
- شجع طفلك على التغلب على الخوف من الفشل.
- قلل من وقت مشاهدة طفلك للشاشات والهواتف الذكية قدر الإمكان.
- ركز على النشاط الإبداعي الذي ينجزه الطفل أكثر من التركيز على نتيجة النشاط.
وختامًا نوصيكم برعاية أطفالكم والاهتمام بهم وبتفكيرهم وتربيتهم تربية سليمة سوية لينشأ كل منهم مواطنًا صالحًا لدينه ووطنه.
اضافةتعليق
التعليقات