كشفت دراسة حديثة عن فوائد "غير متوقعة" في مركب يوجد بمشروبات الطاقة التي يحذر الأطباء الشباب باستمرار من تناولها.
وقال علماء من جامعة كولومبيا الأميركية، إن تجارب سريرية أجروها على فئران وقرود، أثبتت أن مادة "التورين" الموجودة في مشروبات الطاقة أيضا، قد أبطأت الشيخوخة لدى هذه القوارض والثدييات، ومنحتهم حياة أكثر صحة.
ووجد الباحثون أن مستويات "التورين" تنخفض بشكل كبير مع التقدم في العمر، لكن رفعها عزز صحة الفئران وأطال عمرها، في تجربتهم، وفقما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وليس من الواضح ما إذا كان البشر سيستفيدون بنفس الطريقة، أو ما إذا كانت الجرعات العالية المطلوبة آمنة، لكن العلماء دعوا إلى إجراء تجارب مضبوطة على البشر للتحقق من ذلك.
ونقلت "ذا غارديان" عن المشرف على الدراسة، الدكتور فيجاي ياداف، قوله: "تتناقص وفرة التورين مع التقدم في العمر، وعكس هذا الانخفاض يجعل الحيوانات تعيش حياة أطول وأكثر صحة. يمكن أن تكون هذه النتائج صحيحة مع البشر أيضا".
وأضاف ياداف: "من المحتمل أن يكون من الصعب للغاية معرفة ما إذا كان البشر سيعيشون لفترة أطول، ولكن على الأقل يمكننا التحقق مما إذا كانوا يعيشون بصحة أفضل لفترة أطول، وهذا بالطبع هو هدف الطب".
مشروبات الطاقة: قاتلةٌ ولا تُعززُ اللياقة
وأشارت الدراسة إلى أن الفئران التي أعطيت "التورين" كانت عظامها أكثر كثافة وتمتعت بعضلات أقوى وذاكرة أفضل وجهاز مناعي أكثر شبابا، مقارنة بتلك التي لم تحصل على المركب.
كذلك توصلت الدراسة إلى أنه إلى جانب تحسين الصحة، فقد عاشت الفئران التي تناولت "التورين" لفترة أطول في المتوسط بنسبة 10 في المئة، مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول المركب.
وبعد الفئران، جرّب العلماء "التورين" مع قرود المكاك، وتوصلوا إلى أن إعطاءهم حبة "تورين" يوميا، عزّز من صحتهم، إذ منع زيادة الوزن، وخفض نسبة الغلوكوز في الدم، كما أنه حسّن كثافة العظام والجهاز المناعي.
ووفق موقع "مايو كلينك" الطبي فإن "التورين"، الذي يحتوي على كيمياء مشابهة للأحماض الأمينية الأخرى، مادة مهمة في العديد من عمليات الأيض التي تحدث في الجسم.
ويُعتقد أن لمادة "التورين" خصائص مضادة للأكسدة، لكن لا يُعرف إلا القليل عن آثار استخدام المادة المكمّلة على المدى الطويل.
وتوجد مادة "التورين" بصورة طبيعية في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان وحليب الأم، وهي متوفرة أيضا في صورة مكمل غذائي. حسب سكاي نيوز
ماذا يحصل للجسم بعد تناول مشروبات الطاقة؟
يواصل خبراء الصحة تحذيرهم من تبعات مشروبات الطاقة على صحة الإنسان، وبالتحديد فئة الشباب التي تقبل بشكل متزايد عليها. فما هو تأثير مشروبات الطاقة على الجسم ولماذا ينصح بتركها؟
كادت سامنثا شارب (33 عامًا) أن تفقد حياتها بسبب إدمانها على مشروبات الطاقة. تضطر سامنثا حاليا للعيش مع جهاز تنظيم ضربات القلب. إذ اعتادت هذه الشابة البريطانية على شرب ما يصل إلى ست علب من مشروبات الطاقة يوميا. بدأت الأعراض بالظهور عليها من خلال فقدانها للوعي في المنزل بالإضافة لشعور بالتعب الشديد وعدم القدرة على النوم. ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن شارب قولها في لقاء مع صحيفة ليستر ماركوري The Leicester Mercury البريطانية: "لدي ثلاثة أطفال. كما أعمل في المساء. هذا الأمر دفعني إلى استهلاك مشروبات الطاقة". وكانت سامنثا تعمل في التنظيف قبل عملها الحالي في أحدى الحانات. وتصف أثار مشروبات الطاقة عليها: "جعلت المشروبات قلبي ينبض بشكل أسرع كما تسببت لي بالصداع. و كنت أشعر بالغضب وبحاجتي لشرب علبة اخرى لأبقى قادرة على الاستمرار".
نسبة عالية من السكر والكافيين
يشير المكتب الفيدرالي لتقييم المخاطر في ألمانيا BfR إلى أن كوبا واحدا من القهوة يحتوي على 90 ملغ من الكافيين. أما علبة من مشروبات الطاقة فتحتوي على 80 ملغ من الكافيين. ورغم تقارب النسب إلا أن مشروبات الطاقة تشكل خطرا أكبر بكثير من المشروبات الساخنة، وذلك لأن الأخيرة تستهلك ببطء. أما مشروبات الطاقة فتشرب عادة بسرعة، مما يرفع من خطر الجرعة الزائدة. أما الحد الأقصى الموصى به للبالغين هو 200 ملغ من الكافيين يومياً. كما يجب عدم الخلط بين مشروبات الطاقة ومشروبات الرياضة الغنية بالكاربوهيدرات، والتي تهدف إلى تعويض فقدان الطاقة والماء الناتج عن النشاط البدني.
ماذا يحدث في الجسم؟
وقد أطلق المكتب الفيدرالي لتقييم المخاطر BfR تحذيرا من احتواء مشروبات الطاقة على مستويات عالية من الكافيين، عادة إلى جانب المواد الأخرى توراين وإينوسيتول وجلوكورونولاكتون، التي تحفز القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي. وفي حالة وجود مستويات عالية من الكافيين، يمكن أن تحدث تأثيرات غير مرغوب فيها مثل زيادة الإثارة ونبض القلب والسرعة وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. يقول البروفسور الدكتور أندرياس هينسل، رئيس المكتب الفيدرالي لتقييم المخاطر: "إن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة خلال فترة قصيرة، وشرب كميات كبيرة من الكحول في نفس الوقت، بالإضافة لممارسة التمرين البدنية بشكل مكثف والمعاناة من النوم القليل، قد يجعل المرء يعاني من مشاكل صحية حادة". حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات