يتلقى الأطفال كل أنواع اللقاحات في السنوات الأولى من حياتهم، لكن لقاح كورونا الجديد لا يشمل الأطفال، فما الأسباب؟
رغم صدور أكثر من لقاح ضد فيروس كورونا، فإن شركة فايزر كانت الشركة الوحيدة التي خصصت لقاحاً ضد الفيروس لمن هم في سن 12 عاماً فما بعد.
وتعمل شركة فايزر على إجراء دراسة للقاح على أكثر من 4600 طفل في ثلاث فئات عمرية: من 5 إلى 11 عاماً؛ و2-5 سنوات من العمر؛ والأطفال من سن 6 أشهر حتى سن عامين.
ومن المقرر أن تظهر بيانات الأطفال من سن 5 إلى 11 عاماً بوقت ما في شهر سبتمبر/أيلول، واعتماداً على النتائج، تطلب الشركة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية السماح باستخدام اللقاح في حالات الطوارئ بالشهر نفسه.
ويمكن أن تستغرق اعتبارات الاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عدة أسابيع، ما يعني أن لقاح الأطفال الصغار لن يكون متاحاً على الأرجح حتى أواخر خريف عام 2021 أو حتى العام التالي.
بدورها، تجري شركة موديرنا دراسة على نحو 6700 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عاماً، ولم تقدم جدولاً زمنياً بشأن متى تتوافر نتائج بيانات التجربة.
كما تجري شركتا اللقاح الصينيتان سينوفارم وسينوفاك تجارب نحو هدف تلقيح الأطفال، حسب ما نشرته مجلة Nature.
ومن المتوقع أن تعلن دراسات أخرى عن نتائج في الشباب الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً قريباً، وضمن ذلك دراسات عن لقاح Zydus Cadila ولقاح فيروس كورونا Covaxin، وكلاهما مصنوع في الهند.
لكل فئة عمرية متطلباتها
بدوره أوضح أستاذ قسم الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت ومستشار لقاح للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور ويليام شافنر، أن لا علاقة للقاح بحجم الطفل؛ بل له علاقة بنضج الجهاز المناعي، وهو ما لا يرتبط بشكل فردي بحجم الطفل.
وأضاف لموقع CNN، أن الأطفال الصغار قد يحتاجون إلى جرعات مختلفة، أو حتى عدد مختلف من الجرعات، قد يقل عن البالغين.
ورغم أن الاختلاف قد يكون في حجم وعدد الجرعات، فإن الأطفال لا يتشابهون أيضاً؛ بمعنى "ما قد تراه في طفل يبلغ من العمر ستة أشهر قد يختلف عما تراه في طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، مقابل طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، أو في مراهق يبلغ من العمر 13 أو 14 عاماً"، حسب قوله، وقال إن كل فئة عمرية بحاجة لإجراءات مختلفة وتقييمات تراعي هذه الاختلافات.
وأوضح أن إعطاء جرعة قليلة قد لا يكون كافياً لحماية الطفل، بينما إعطاء جرعة عالية قد يؤدي لظهور عوارض مثل الحرارة وألم الذراع والتعب والألم.
ولفت إلى أن أعطاء اللقاح في ذراع البالغين أدى إلى ألم شكا معظم الملقّحين منه، لكنه قارنه بإعطاء لقاح في فخذ طفلٍ عمره سنتان مثلاً، ستؤدي إلى آلام تمنعه من المشي أو الزحف فيكثر بكاؤه وتزداد مستويات التوتر لديه.
وإلى أن تظهر نتيجة الدراسات، ينصح الخبراء، بممارسة إجراءات الحماية وارتداء الكمامات لحماية الصغار والمجتمع من موجتين رابعة وخامسة من الجائحة. حسب عربي بوست
فيروس كورونا: هل ينبغي إعطاء اللقاح للأطفال؟
إن تطعيم الأطفال هو إجراء اعتيادي ومقبول على نطاق واسع ضد أمراض الحصبة والنكاف وشلل الأطفال والدفتيريا وأنواع متعددة من التهابات السحايا والسعال الديكي.. والقائمة تطول. وعملية التطعيم تبدأ من عمر لا يتجاوز بضعة أسابيع.
إذاً، ماذا عن مرض كوفيد-19؟
بدأت بعض الدول بفعل ذلك- فالولايات المتحدة قامت بالفعل بتطعيم حوالي 600 ألف طفل، تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة. وهي تتوقع أن يكون لديها بيانات كافية حول السلامة لتطعيم الأطفال الأصغر سناً العام المقبل.
أما المملكة المتحدة فتسرع من عملها في تطعيم البالغين- الذين ينبغي أن يكونوا جميعاً قد حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح بحلول نهاية يوليو/ تموز المقبل- لكنها لا يزال عليها أن تتخذ قراراً بخصوص تطعيم الأطفال.
هناك سؤال علمي يطرح نفسه هنا- هل سيؤدي تطعيم الأطفال إلى إنقاذ أرواح الناس؟- وهو سؤال معقد حيث أن الإجابة قد تختلف من بلد لآخر. كما أن هناك بعداً أخلاقياً إذا كانت الجرعات المخصصة للأطفال من شأنها أن تنقذ المزيد من الأرواح إذا ما أعطيت للعاملين في المجال الصحي ولكبار السن الضعفاء في دول أخرى.
إحدى الحجج التي تساق ضد تطعيم الأطفال هي أنهم يحصلون على فائدة قليلة نسبياً من ذلك.
وقال البروفيسور آدم فين، عضو اللجنة المشتركة حول التطعيم والتحصين في المملكة المتحدة: "من حسن الحظ أن أحد الأشياء الجيدة القليلة بشأن هذا الوباء هو أن الأطفال نادراً ما يتأثرون بشكل خطير بهذه الإصابة".
إن الإصابة لدى الأطفال دائماً تقريباً ما تكون خفيفة أو بدون أعراض ظاهرة، وذلك في اختلاف واضح عن الفئات العمرية الأكبر الذين منحوا الأولوية في حملات التطعيم.
وتقدر دراسة أجريت في سبع دول، ونشرت في مجلة لانسيت الطبية، أن أقل من طفلين من بين كل مليون طفل توفوا بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 خلال الوباء.
وحتى الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية من شأنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بكوفيد، لا يتم تطعيمهم في المملكة المتحدة في الوقت الراهن. والتوصية بالتطعيم محصورة فقط بأولئك الأطفال "المعرضين بشكل كبير جداً للإصابة بالمرض وبنتائج خطيرة"- والتي من الممكن أن تشمل أطفالاً أكبر سناً يعانون من إعاقات شديدة ويقيمون في دور الرعاية.
وتعتبر اللقاحات آمنة بصورة كبيرة، لكن المخاطر والفائدة لا يزال يتعين موازنتهما بعناية.
بعض الدول قد تستفيد من تطعيم الأطفال
هنالك فائدة محتملة أخرى من تطعيم الأطفال- وهي أنه قد ينقذ حياة أشخاص آخرين.
وهذا النهج مستخدم بالفعل بالنسبة للانفلونزا. فالأطفال في بريطانيا الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى 12 عاماً يتم إعطاؤهم بخاخ الأنف كل عام، بهدف حماية أجدادهم.
يقول أحد الآراء إن فعل الشيء نفسه مع لقاحات كوفيد من شأنه أن يساعد في المساهمة بتحقيق مناعة القطيع-وهي النقطة التي يصارع عندها الفيروس للانتشار، لأن عدداً كبيراً من الناس يتمتع بالحماية.
وتبدو لقاحات كوفيد فعالة في تعطيل انتشار الفيروس. فجرعة واحدة فقط كفيلة بتخفيض احتمال الإصابة بالفيروس إلى النصف على الأقل، وحتى أولئك الذين يصابون بالفيروس ينخفض احتمال نقلهم للعدوى إلى أشخاص آخرين إلى النصف.
ولا يبدو أن الأطفال هم ناشرون كبار لفيروس كورونا، لكن المراهقين الأكبر سناً يمكنهم مع ذلك أن يلعبوا دوراً في نشر الفيروس.
وقال الدكتور آدم كوتشارسكي، من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي: "هنالك دليل بالتأكيد على إمكانية انتقال العدوى في المراهقين الذين يدرسون في المرحلة الثانوية، وبالتالي فإن التطعيم قد يكون له تأثير على انتقال العدوى بشكل عام".
ولكن ليس هناك إجابة شاملة حول ما إذا كان الأمر يستحق الجهد.
ويمضي برنامج التطعيم في المملكة المتحدة قدماً وكانت هناك حالات تفشي واسعة للمرض تركت إرثاً من الحصانة يمكنها أن تلعب دوراً هي الأخرى.
غير أن أكثر من رُبع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاماً في إنجلترا لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا في دمهم، على الرغم أن أياً منهم لم يحصل على التطعيم.
وبالتالي، فإن المملكة المتحدة ودولاً مماثلة قد تجد أن لديها مناعة كافية لوقف انتشار الفيروس بدون تطعيم الأطفال.
وقال الدكتور كوتشارسكي: "إنه وضع مختلف تماماً بالنسبة للدول التي لم تشهد موجات انتشار كثيرة، والتي لا تحصل على تغطية عالية للتطعيم لدى البالغين، وبالتالي فإن من الصعب جداً الحصول على المناعة بدون تطعيم الفئات العمرية الأصغر أيضاً".
وتعتبر أستراليا واحدة من الدول التي تعاني من تردد لدى المواطنين في أخذ اللقاح ونجحت، إلى جانب أماكن مثل نيوزيلندا وتايوان، في احتواء الفيروس بشكل جيد.
هل الأمر مقبول أخلاقياً؟
أحد الأشياء التي ينبغي أن تضعها في ذهنك هو من سُيحرم من اللقاح إذا أعطي لطفل بدلاً من ذلك؟
تقول منظمة الصحة العالمية إنه يتعين على الدول الغنية أن تؤجل خططها لتطعيم الأطفال، وتتبرع باللقاحات إلى بقية دول العالم. وقال البروفيسور أندرو بولارد، الذي أشرف على تجارب سريرية للقاح أكسفورد- أسترازينيكا، إنه "من الخطأ أخلاقياً" إعطاء الأولوية للأطفال.
وقالت البروفيسورة إليانور رايلي، وهي عالمة متخصصة في المناعة في جامعة إدنبرة إن "هنالك سبب منطقي لذلك، ولو كانت هناك إمدادات غير محدودة من اللقاح لكان بإمكاننا الاستمرار في تطعيم من هم فوق عمر 12 عاماً، لكن هذا الأمر غير متوفر".
وأضافت قائلة: "في النهاية هو قرار سياسي فيما إذا كنا سنعطي الأولوية لأطفالنا على حساب الأشخاص البالغين الذين يموتون بأعداد كبيرة في أماكن أخرى من العالم". حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات