من ثمر الجنة كانت بداية التكوين، وعندما أخذ جبريل ملك السماء، بيد محمد خير خلق الله في الأرض والعلياء، إلى جنة الرحمن، فناوله ذلك الرطب، فما بات إلى أن تحولت إلى نطفة في صلب الرسول (ص).
وعندما هبط تحولت نطفة الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى رحم خديجة، فولدت فاطمة بعيدا عن أجواء الدنيا، بعيدا عن المادة، فكانت فاطمة حوراء أنسية، يقول أبو الزهراء: كلما اشتقت إلى رائحة الجنة، شممت رائحة إبنتي فاطمة.*
يشم رائحة التفاح، وعبير السفرجل، وغصون السماء.
فكانت هي أم الحسن، مثالا للمرأة المتكاملة، ونموذجا للعطاء المتكامل، كائن رقيق تجسد في أنثى الزهراء لأنها أنس الوجود.
طَلَبَ الإلهُ مِن الرَسولِ مُحَمَّداً
أنْ يأكُلَ التُفّاحَ فِي الإســـــــــراءِ
فَتَحوَّلَ التُفّاحُ ماءً طَيِبَـــــــــــــــــــــاً
لِيَكونَ نوراً إسمُهُ الزَهـــــــــــــراءِ
الزهراء سر كامن لا يمكن للبشرية معرفته يقول الله عزو وجل: يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما.
فاطم أم أبيها وحبيبته فقد قال {صلى الله عليه وآله}: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ) وكان نور وجهها مصدر راحة أميرها فقد قال عليه السلام: (كنت اذا نظرت إليها انجلت عني الهموم والأحزان)*. كانت ولا زالت فاطمة تتألق عبر الزمن، إنها زهرة تزهر الأرض والسماء، إنها فاطمة من ستفطم شيعتها من النار، وتلتقطهم في يوم الحشر.
الزهراء ملاذ شيعتها ومحبيها، تقضي حوائجهم، تحضر مجالسهم، لا ترد لهم طلبا، تسكن في قلب من أسكنها في قلبه، تضم تحت ضلعها بناتها، تحيطهن بحنانها وتكسوهن برحمتها، إنها هي التي في يوم ميلادها لا نعلم ما حجم الفرح في صدورنا وقلوبنا، لكن عندنا أمنية، أن يكون مولدها القادم، ينيرها مهديها .
متباركين يا أحباب فاطمة..
وأنصار يوسفها .
اضافةتعليق
التعليقات