في عصر اليوتيوب والتطبيقات، اصبح كل شيء مباح، وفي متناول الجميع ولا تخلو مقاطع الفيديو التي يعرضها اليوتيوب من الموسيقى، لا يمكننا الهروب من التلفاز واعلاناته والموسيقى الصاخبة في المسلسلات، أفلام الكارتون وأصوات الموسيقى التي تطغى على الرسوم والكلام، وهذا بعد لم نتحدث عن صالات الاعراس وحفلات عيد الميلاد، ونغمات الهواتف الشخصية التي تسمعها عن بعد مسافة.
عُرف منذ عهد قديم وقد علمت الناس جيداً أنه إذا فتحت باب للموسيقى على محفل واستمر، خرج العلم من باب آخر.
الموسيقى وأمواجها تؤثر على صحة الانسان
تسبب حالة من الخدر، وأحياناً تغير حالة الفرد وتخرجه من حالته الاعتيادية إلى عالم ثاني، مرة في عالم النشاط والفرح ومرة في عالم الكسل والحزن، وأحياناً تُبكيه وعندئذٍ يفقد الإنسان وعيه، وتنحرف رغبة الفرد من السير في الطريق المستقيم في الحياة إلى طرق غير مستقيمة وخطرة، وهذه التحويلات الروحية هي التي تسبب ابتلاء الفرد بالأمراض النفسية، وبالتالي تعطل عنده أمور الحياة، وأحياناً في سير هذه الطرق يلاقي تلوثات أخرى مثل الإدمان المُضر نظير هروين، مورفين أو الكحول والخمر، والذي يُضاعف من الضرر والخطر الوارد على الفرد.
نظرية الدكتور تابش متخصص أمراض القلب والشرايين من كلية الطب الفيلا دلفيا (أمريكا)، يعد تأثير العوامل أو المثيرات الخارجية والبيئية على نظام الأعصاب من أوليات العلم الفيزيولوجي حيث تؤثر هذه المثيرات بالإضافة إلى الأجهزة العصبية على الأجهزة الأخرى، والموجودة في الجسم عن طريق هذا النظام. فإذا كانت هذه المثيرات مستمرة وخطرة بالتالي سوف تكون النتائج التي يمكن الحصول عليها سيئة وسلبية أيضاً.
(البروفيسور الدكتور موسو) طبيب نفساني ايطالي في إحدى المستشفيات الايطالية، في إحدى المستشفيات الهادئة في ايطاليا هنالك مريض نائم على السرير في الحالة التي تكون جمجمة المريض مرفوعة ويشاهد دماغ المريض، وجالس في جنب المريض الدكتور موسو من أكبر علماء وأطباء النفس والأعصاب، وقد ركز الدكتور في حالة المريض، المكان في هدوء غامض ولا يوجد أي صوت، فجميع مصادر الصوت ابتعدت عن هذا المكان (مكان الاختبار) لكي لا يوجد أي مانع لاكمال هذا الاختبار بشكل صحيح، في هذه اللحظة مع إشارة البروفيسور تبدأ الساعة الجدارية بالحركة وبعد ثواني يبدأ منبه الساعة بالتنبيه، في هذه الحالة يشاهد البروفيسور بأن فجأة موج من الدم يبدأ بالجريان نحو الدماغ (دماغ المريض) بعد ذلك مرافق البروفيسور عطس، وشاهد البروفيسور أيضاً بهجوم الدم نحو دماغ المريض.
هنا تم الاختبار القصير للبروفيسور موسو ولكن هذا الاختبار له أهمية كبيرة ودقيقة حيث لوحظ بأن المريض يحس ويتأثر بأقل الأصوات حتى في حالة النوم، أخطر و أسوأ عذاب للشخص النائم
هو صوت الموسيقى القليلة والصادرة من جهاز الراديو، تبين من هذه الاختبارات بأن الأصوات الموسيقية ولو كانت قليلة تسبب قلقاً شديداً وغير طبيعياً للدماغ، فحتى لو كان قليلاً يحدث قلقاً غير طبيعياً في عمل الدماغ.
الصوت القليل للموسيقى حتى في حالة النوم يُعد عدواً لصحة الإنسان، لا تتركوا أبداً الراديو مفتوحاً عند النوم حتى و إن كان صوته منخفض جداً لكي لا يسمع منه صوت ولو كان قليلاً، لذا لم نبالغ إذا قلنا أحد أسباب الجنون هو الموسيقى لأن هذا الموضوع من وجهة نظر العلم والمحققين واضح وقاطع جداً، وعلى هذا الأساس أغلب المطربين والعازفين يصابون باضطرابات فكرية ونفسية وتعقب الموسيقى الفرد المصاب إلى أن تسبب له الجنون وعدم التعادل النفسي والعقلي كما أصابت (بتهوﭭﻦ) و (شومان) و (بادي بولدن) و (مندلسن) و (راول) و (شوبن) باختلالات روحية وفكرية واضطرابات نفسية ووصلوا إلى حد الجنون.
يذكر بروفسور علم النفس الكلينيكي الدكتور روبرت بيلنجز أن التعرض على المدى الطويل لموسيقى منخفضة الترددات ومرتفعة الشدة، قد يسبب مضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الموت، حيث إنّ ما يحدث عند سماع أي نوع من أنواع الموسيقى الصاخبة، أنّ هذه الذبذبات و الترددات العالية تخترق جسم الإنسان و تنفذ إلى أعضائه الداخلية، فيفسرها الجسم بأنها خطر عليه، فيفرز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزون، فيُسبب ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم ودقات القلب والكولسترول.
يؤدي الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة إلى أضرار على مستوى كل خلية من خلايا الجسم، ويفسرها الجسم كصورة من صور الألم ليزيد من معدّل إفراز الهرمونات المسكنة، وما يصاحبها من نشوة و لذة و متعة، وذلك ما يفسر إدمان المراهقين على هذا النوع من أنواع الموسيقى.
التأثيرات القلبية عند سماع الموسيقى
القلب هو المركز الرئيسي لدوران الدم ويقع داخل القفص الصدري مائلاً نحو اليسار قليلاً وبالضبط على الحجاب الحاجز يتقلص القلب وينبسط بصورة منتظمة منذ ولادة الإنسان حتى وفاته دون توقف! وفي عمله هذا يدور الدم في الأوردة.
لذا القلب هو المركز الرئيسي لدورات الدم وتقسيمها إلى جميع أجزاء الجسم من الرأس واليدين والأرجل والأعضاء الداخلية مثل: الكبد، المعدة، الطحال، الأمعاء الدقيقة والغليظة و..... الخ، كله يتم عن طريق القلب (الحركات المنظمة للقلب).
وعلى هذا الأساس يعد القلب من أهم أعضاء الجسم لأن عمله حساس ودقيق جداً والحياة الاجتماعية لجميع أعضاء الجسم مرتبطة به، إذا توقف القلب ساعة عن عمله تتوقف حركة الدم في كل أعضاء الجسم وتظهر آثار الموت على الفرد، عدد ضربات القلب في كل 24 ساعة أكثر من 100 ألف مرة وتقريباً 9 آلاف لتر من الدم يدخل القلب ويخرج منها خلال 24 ساعة.
إذا كان القارئ العزيز هو أحد مستمعي الموسيقى فليدرك بصورة جيدة هذا الشيء بأنه عند استماع الموسيقى فإن كل الأفكار والتركيز والطاقة الفكرية والتدبرية للفرد تكون عاجزة، وفي تلك اللحظة التي ينجذب بها الفرد للموسيقى يفقد القدرة على التفكير ولو كان بسيطاً حتى يفكر في مصالح ومفاسد حياته الشخصية أو في مصالح ومفاسد حياته الاجتماعية، هذا هو الأثر والتسلط والضغط الشديد والاضطرابات والتحركات الخارجية للموسيقى على الأعصاب، ومراكز التفكر والتدبر في قشرة الدماغ والذي يعمل على تخريب الطاقات الفكرية، عندئذٍ لكون المراكز العصبية في الدماغ واقعة في حصار التحركات فإنه يعد بمثابة الذي قطع جميع الأسلاك الارتباطية بين الدماغ و الأجهزة الأخرى.
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } قال أكثر المفسرين: معنى (لهو الحديث) في الآية؛ الغناء.
اضافةتعليق
التعليقات