أخيراً توصّل العلماء إلى معرفة أسباب آلام الحيض المبرحة، وذلك بعد الكشف عن دراسة جديدة كلياً عن الدورة الشهرية رصدتها صحيفة The Independent البريطانية.
ووجد العلماء استناداً إلى أبحاثهم أن متلازمة آلام الحيض سببها التهابٌ شديد، مرجعه سببٌ بيولوجي هو عبارة عن بروتين C-reactive protein أو CRP، ما يشير إلى أن خير وسيلة لوقف آلام الدورة هي في استخدام مضادات التهاب معينة.
وقد نشرت الدراسة في مجلة صحة المرأة the Journal of Women’s Health حيث خضعت لها 3302 امرأة وأظهرت النتائج أن وجود هذا البروتين مرتبطٌ بمتلازمة آلام الحيض. وكان وجود هذا البروتين قد رُبط في دراسات سابقة عن نوبات القلب بالالتهاب كذلك.
ويقول القيّمون على الدراسة: "إن أعراض الحيض المتمثلة في تغير المزاج والمغص أو آلام الظهر، واشتهاء الأطعمة أو زيادة الوزن أو النفخة، فضلاً عن آلام الثدي عدا آلام الرأس، جميعها تبدو مرتبطة بشكل أكيد بارتفاع منسوب بروتين hs-CRP الذي هو علامة بيولوجية دالّة على وجود التهاب".
وقالت الدراسة: "كذلك يشير البحث إلى أن العوامل المرتبطة بأعراض الحيض هي جميعها معقّدة، ما يلمح إلى إمكانية وجود آليات مختلفة لمسببات هذه الأعراض. وتشير هذه النتائج إلى أن الالتهاب قد يكون له دورٌ ميكانيكي في معظم أعراض متلازمة الدورة الشهرية، مع أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الطولية حول هذه العلاقات والارتباطات."
وتابعت: "لكن قد يكون مفيداً ووقائياً أن ننصح النساء بالابتعاد عن سلوكياتٍ مرتبطة بالالتهاب، كذلك قد يكون مفيداً لعلاج هذه الأعراض تناول مضادات الالتهاب."
قالت د. سوزان كورنشتاين المحررة في المجلة في مقالها عن الدراسة: "معظم النساء يعانين من بعض أعراض الحيض، وباكتشاف السبب الكامن وراء هذه الآلام ما هو إلا التهابي فستفتح لنا أبوابٌ للمزيد من العلاجات وخيارات الوقاية، كما سيخلق ذلك فرصة جديدة للتدخّل لمنع الخطورة على المدى الطويل."
ومع أن كثيراً من النساء يعبرن بالدورة الشهرية بانتظام إلا أن العرف الاجتماعي لا يبيح الانفتاح كثيراً على موضوع الطمث، ما أدى إلى قلة وندرة عدد الأبحاث العلمية، ما جعل من دورة الطمث مجالاً مجهولاً تنقصه الأبحاث مقارنةً بغيره من قضايا ومجالات الصحة.
كما تفيد الدراسة إلى أن 80% ممن يحضن يتعرضن لأعراض الطمث المسماة بالإنكليزية PMS والتي تشمل آلاماً في البطن وأوجاع الرأس النصفية والنفخة والغثيان والخمول.
وفي فبراير/شباط الماضي كان البروفيسور جون غيلبود الأستاذ في الصحة التناسلية بجامعة يونيفرسيتي كوليج بلندن قد أشعل النقاش والجدل من جديد حول أبحاث الطمث العلمية بقوله إن آلام الدورة "كحدّة آلام النوبة القلبية".
حيث قال وقتها: "الرجال لا يمرون بها ولهذا لا تحظى القضية بالاهتمام الرئيسي الذي تستحقّه. أؤمن بأنها أمرٌ علينا الاهتمام به، شأنها شأن أيّ شيء آخر في عالم الطب."
اضافةتعليق
التعليقات