يُرجع علماء بقسم السلوك العصبي التابع لجامعة ولاية أوريجون للصحة والعلوم (الولايات المتحدة) قلة الدافع للنشاط الحركي، إلى وجود خلل جينى يصيب الجين SLC35D3 تحديدًا، وهو ما أطلق عليه جين (الأريكة والبطاطا couch potato gene)، نسبة لأولئك العاشقين قضاء أوقاتهم خاملين على أريكة التلفاز، بصحبة أكياس البطاطا المقرمشة.
يعمل الجين السليم على تنظيم مستويات الحركة، عبر تنشيط مستقبلات (الدوبامين) الذي يعمل كناقل عصبي بالمخ مسؤول عن الحركة، والدوافع، وتحفيز السلوك الذي تعقبه مكافأة؛ فيدفعنا للحصول على مزيد من الشعور الإيجابي بالسعي لتكرار الفعل.
عند حدوث طفرة بالجين المسؤول تقل قدرته على تحفيز تلك المستقبلات، مفقدًا نظام الدوبامين بأدمغتنا وظائفه المتعددة، لذا يجد أصحاب جين "الأريكة والبطاطا" أنفسهم مفضلين الجلوس بالأرجاء.
تم استنتاج ذلك من تجارب أجريت على الفئران، (في دراسة نشرتها نون بوست) تم تقسيمها لمجموعات ومراقبة نشاطها الحركي، وربطه بجيناتها والمقارنة بينها وبين بعضها الآخر في الجيل الحالي والسلالات اللاحقة.
هل نحن مصممون حركيًا لنكون كسالى؟
تارة نمشي رويدًا وتارة نهرول محلقين لنلحق موعدًا هامًا، لكن ماذا عن الأوقات العادية، هل هناك نظم معين للحركة يشترك فيه البشر جميعهم؟
يفترض بحث جديد وجود سبب "بايوميكانيكي" قوي يتحكم بطرق مشينا التي نختارها في المواقف المختلفة، حيث توصل مجموعة من العلماء خلال تجارب أجراها متطوعون على أجهزة للمشي، أننا نغير حركتنا باستمرار بين المشي والركض عندما ننتقل بسرعة 2 إلى 3 أمتار بالثانية (م/ ث).
قد لا نشعر بهذا التغيير في الحركة عند هذه السرعة ويبدو الأمر طبيعيًا، ذلك أن أجسادنا وأدمغتنا تحاول تلقائيًا أن تقلل مقدار الطاقة الذي نستهلكه للوصول من مكان لآخر.
تسعى الأبحاث الحالية للوصول لتوقعات رياضية دقيقة تمكننا من اختبار نظريات الحركة المختلفة تجريبيًا، بدلاً عن الأسلوب السابق الذي اتخذه العلماء المهتمون بدراسة طرق الحركة البشرية، بالاكتفاء بالملاحظة والوصف دون محاولة فهم الكيفية التي نسير تبعًا لها، حسبما يقوله د.جون بيرترام عالم الميكانيكا الحيوية المقارنة Compartive Biomechanist جامعة (كالجاري كندا).
لذا إن كان كسلك ينطبع على حركتك ولاحظ أحدهم ذلك - إن لم يكن الجميع - وحاول أن ينال منك بسخريته، يمكنك أن تضع ساقًا على الأخرى وتتباهى بأن مشيتك في الواقع ألهمت علماء الميكانيكا بدراسة مجال خاص بطرق المشي المختلفة، كما يسعون لتطبيق ما توصولوا إليه في صناعة أطراف صناعية أكثر كفاءة، وروبوتات ثنائية الأقدام أكثر تطورًا وتوفيرًا للطاقة تحاكي البشر بشكل أفضل.
وفي سياق متصل تثبت النظرية التي تقول بأن الأذكياء يقضون وقتاً في التكاسل أكثر من غيرهم، (بحسب دراسة نشرتها موقع العربي).
حيث تدعم نتائج دراسة أجريت في الولايات المتحدة، فكرة أن أصحاب الذكاء المرتفع لا يصابون بالملل بسهولة، مما يجعلهم يقضون وقتاً أطول في التفكير.
أما الأشخاص النشطاء فقد يكونون أكثر حركة، لحاجتهم إلى تحفيز عقولهم بالأنشطة الخارجية، إما للهروب من أفكارهم أو لأنهم يُصابون بالملل بسرعة.
وقد أجرى الباحثون في جامعة ساحل خليج فلوريدا اختباراً كلاسيكياً (يعود لثلاثة عقود) لمجموعة من الطلاب.
طلب استبيان "الحاجة إلى الإدراك" من المشاركين أن يقيّموا مدى اتفاقهم مع عبارات مثل "استمتع بأداء مهام تحتوي العثور على حلول جديدة للمشاكل" و"أفكر بجدية عند الضرورة فقط".
الألعاب الأوروبية الأولى أفضل سبّاح أوكراني يغفل مشاركته في الألعاب الأوروبية بسبب النوم بعد ذلك اختار الباحثون، بقيادة تود مكيلروي، 30 من الـ "المفكرين" و30 من "غير المفكرين" من مجموعة المشاركين.
وخلال الأيام الـ 7 التالية ارتدى المشاركون في المجموعتين جهازاً يتتبع حركاتهم ومستوى نشاطهم، ويقدم تدفقاً مستمراً من البيانات المتعلقة بدرجة نشاطهم الجسدي.
وأظهرت النتائج أن مجموعة "المفكرين" كانت أقل نشاطاً بكثير من مجموعة "غير المفكرين" خلال هذا الأسبوع.
وصفت نتائج هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة علم النفس، بأنها "مهمة للغاية" و"قوية"، بمصطلحات إحصائية.
ولكن في الإجازة الأسبوعية لم يظهر اختلاف بين المجموعتين، وهو شيء لم يوجد له تفسير.
يرجح الباحثون أن هذه النتائج تؤيد فكرة أن "غير المفكرين" يصابون بالملل بسهولة، ولذلك يحتاجون إلى ملء أوقاتهم بالأنشطة الجسدية.
ولكن مكيلروي يحذر من الجانب السلبي لكونك ذكياً وأكثر كسلاً من التأثير السلبي لنمط الحياة الخامل. ويقول إنه على الأشخاص الأقل نشاطاً، أياً كان ذكاؤهم، أن يحاولوا زيادة مستوى نشاطهم لتحسين صحتهم.
ووفقا لصحيفة "الإندبندنت"، قالت جمعية علم النفس البريطانية مقتبسة من الدراسة "في النهاية، هناك عامل مهم قد يساعد الأشخاص المفكرين أن يتغلبوا على قلة نشاطهم، وهو الوعي".
"الوعي بكونهم أميل إلى قلة النشاط، مع الوعي بالعواقب المترتبة على ذلك، قد يؤدي إلى جعلهم يختارون أن يكونوا أكثر نشاطاً خلال اليوم".
وأضافت أنه بالرغم من التركيز على موضوع غير معتاد، فتعميم النتائج يجب أن يتمّ بحذر نظراً لصغر عينة المشاركين.
اضافةتعليق
التعليقات