الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم عواطفك وعواطف الآخرين وإدارتها بطرق إيجابية لتخفيف التوتر والتواصل بصورة فعالة وهو أحد الجوانب المهمة في الحياة، إن القدرة على إدارة العواطف والتحكم فيها وموازنتها بشكل صحيح يُعد أمراً ضرورياً لتحقيق النجاح.
يعتمد النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال وكذلك النمو الشخصي على تنمية ذكائهم العاطفي، حيث أشارت الدراسات إلى وجود علاقة بين الذكاء العاطفي في مرحلة الطفولة والنجاح المستقبلي، فالأطفال الذين يمتلكون مهارات عاطفية جيدة في سن مبكرة كالقدرة على التعاون وإتباع التعليمات والتعاطف مع الآخرين غالباً مايحققون نجاحاً مهنياً وعلمياً في المستقبل.
وفي دراسة أجرتها جمعية العلوم النفسية الامريكية وجدت أن الطلاب الأكثر قدرة على فهم وإدارة عواطفهم بشكل فعال يقومون بعمل أفضل في المدرسة من زملائهم، وذلك بالاستناد إلى معدل الدرجات، وهذا الفرق يعود أساساً إلى مايسمى مهارات الذكاء العاطفي.
تقول الدكتورة كارولين ماكان من جامعة سدني: على الرغم من أننا نعلم أن الذكاء العالي والشخصية الضميرية هما أهم السمات النفسية اللازمة للنجاح الأكاديمي، فإن بحثنا يسلط الضوء على عامل ثالث وهو الذكاء العاطفي الذي قد يساعد الطلاب أيضاً على النجاح وتستكمل قولها لا يكفي أن تكون ذكياً ومجتهداً، بل يجب أيضاً أن يكون الطلاب قادرين على فهم وإدارة عواطفهم للنجاح في المدرسة.
على الرغم من أن مفهوم الذكاء العاطفي كمجال بحث أكاديمي جديد نسبياً ويعود تاريخه إلى التسعينيات وفقاً لما قالت كارولين حيث قامت مع زملائها بتحليل بيانات أكثر من 160 دراسة تضمنت أكثر من 42،000 طالب من 27 دولة نُشرت بين عامي 1998 و2019 أكثر من 76% منهم كانوا من البلدان الناطقة باللغة الانكليزية وتراوحت أعمارهم بين الدراسة الابتدائية والجامعية.
وجد الباحثون أن الطلاب ذوي الذكاء العاطفي العالي يميلون للحصول على درجات أعلى وأفضل في الاختبارات مقارنة بأقرانهم الذين لديهم ذكاء عاطفي أقل.
إن من فوائد الذكاء العاطفي في التربية هو احتمالية زيادة مستوى الذكاء العقلي عند الأطفال مما يعود عليهم بأفضل النتائج في الاختبارات، وكذلك يساعد الطفل على بناء علاقات قوية وناجحة وتكوين الصداقات وحل النزاعات، وأيضاً يساهم الذكاء العاطفي في تحسين الصحة العقلية للأطفال فهو يقلل من احتمالية اصابة الطفل بالاضطرابات النفسية.
هناك بعض النصائح لتنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال ومنها أن نشجعهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال خلق أجواء مريحة للطفل تُمكنه من التحدث عن مشاعرهِ ودعمهِ وأن جميع المشاعر طبيعية ومقبولة حتى لو لم تكن ممتعة أحياناً، كذلك الاستماع بإهتمام لحديث الطفل وفهم مشاعره وطرح بعض الأسئلة المفتوحة عندما يواجه مشكلة ما لإستكشاف مشاعره بشكل أعمق وكذلك السماح له بإتخاذ القرارات وتوجيهه نحوها أيضاً.
يمكن قراءة بعض الكتب والقصص التي تركز على العواطف والتعاطف مع الآخرين، حيث تعتبر الكتب وسيلة فعالة لتعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال لذا من الضروري أن نختار الكتب والقصص المناسبة لسنهم.
اضافةتعليق
التعليقات