إن العظمة لا تقاس بزمن ولا بهتاف بل ترتبط بمبدأ وضمير قائم غير نائم.
عند إيداع الفكرة، بيت العظمة.. يقر العلم ب سجوده، ويرتضي الكتاب عنوانا يرابط القدرة، ويكتفي بنفسه. يعلن القلم عن ولاءه، ويسعى لاثبات قوته ورباطة جأشه، متقلدا نهضته جوف الحروف دون أدنى تراجع ومقتضى الظرف وأحواله.
لأن العلم مقيد بالمعرفة، وركيزة الفخر هو شجاعة السطور في ذكر الحقيقة وتدوين فعل الخير ، وترجمانه روح الفضائل وخلق ذات مرنة تفهم معنى الاندماج وصدق الحديث..
اليوم ، ونحن نعيش أزمة التزاحم في عين الحقيقة وايداعها مهرجان الكلمة نرفد العمق دون أدنى خوف، وب حلة الحركة الظاهرة في آخره ونردد، إن العظمة لا تقاس بزمن ولا بهتاف بل ترتبط ب مبدأ وضمير قائم غير نائم.
الدين.. وأولويات المبدأ
الحديث عن شخصية العظمة، تعني أن تستسلم الذات لوفود القوة بيت المبدأ واحتواء أفكاره ومواطنة الحبر وبصمة الاقتدار.
لذا يتوسم ب فضائل الخلق، ومتانة النص، وعمق الاستدلال فيه.. وهذا يدفعنا لأن نعرف عمق الإيمان وجوانب التأثير الباطن وتأكيده على الجوارح لأن من نقاط قوة العقيدة ارتكاز الهدف، وأداء الأمانة بأحسن صورها..
وليس هناك أدنى شك، بأن البنان سوف يدفع ثمن إشارته ويتحمل عبء المواجهة وترقى عندها القواعد لدفع ذلك الثمن، حقا إنها ساحة لايتصداها إلا من نبت قلبه ولسانه على وفرة العلم وعظمة الذات، ودمعة كتاب.
حضارة في رجل
تقلد السيد الفقيد سيف الكلمة، وكان العلم مطيته، وتقوى الله دثاره، وجامع الكلمة على قول الحق للحق، حتى تميز عن غيره، ب روعة الحديث وهدوء المجلس، وايداع الخطاب قلوب مستمعيه برتابة ملحوظة..
اعتمد السيد الفقيد، في مجمل خطابه على أدلة الحضور، وكمالية الكلمة وخلودها القناعة ذهن المتلقي، وهو الأمر الذي يجلب لب المستمع، لفهم عميق لمحتوى الطرح.
لم يترك ثغرة عصفاء في موضوعه إلا وألجمه بدليل علمي مستمدا روحها من جملة الأحاديث والروايات المعتبرة المذكورة والمتعاهد على صحتها من مصادرنا الموثقة..
وقد عد من رواد العلم والعمل، ونبذ العنف بكل صوره، وقد بات ذلك جليا في كل محاضراته، ومؤلفاته الثمينة التي ورثها الجيل الحاضر .
لذا اجتمعت عناصر الحضارة في شخصه، وتمكنت أفكاره من أحكام قبضة السلام على مجرى الظروف الراهنة.
وكما هو المعهود، إن لكل حضارة ملهما يتكلم بلغة الحاضر ويناقش بأسلوب مستبين يجمع بين المبدأ وماهية الفكرة ومدى ارتباطها بواقعية التفكير ، ف كان هو الملهم الحق لعموم الشرائح وبالأخص الفتية منها، حقا إنها ل عظمة أن يجمع الماضي والحاضر والمستقبل في محضر الحضارة.
وختاما، إن التأريخ ترك لنا في ذمة الذاكرة عظيما فكان المعجزة، ونقول، كان بوسع النهاية أن تنتظر.. ريثما تنجلي المعجزة متكلمة بكتابها.. كان لابد أن نتقاسم عمر الألم وقد رحل عنا أثير الكلمة..
اضافةتعليق
التعليقات