تُقسم البعثة النبوية تاريخ العرب إلى عهدين كبيرين جدا أولهما العصر الجاهلي وثانيهما العصر الإسلامي، ومن الجدير بالذكر أن تاريح العرب في جاهليتهم مشوب بالغموض لا تتوافر الوسائل لدرسه دراسة توضح معالمه وتمكن من تقرير واقعه. ولذلك فإنهُ من العسير على من يتعرض لتأريخ التربية فيه أن يقوم بأكثر من تلمس بعض الحقائق والمقارنات والإستقراءات التي تُنير الطريق بعض الإنارة :
العصر الجاهلي
ينقسم عرب الجاهلية إلى بدو وحضر أما البدو فأقوام الرحل يتنقلون في طلب المرعى وإنتاج المياه ولذلك فقد كان تأمين معاشهم همُهم الأكبر الذي صرفهم عما عداه من شؤون الحياة وأما الحظر فقد كانت لهم مدنهم وحضاراتهم وبالتالي مدارسهم ومؤسساتهم العلمية وازدهرت حضارتهم في جزيرة العرب نفسها.
إهتموا بالعلوم والفنون فدونوها وعلموها واشتغلوا بالهندسة والرسم وفن البناء واهتموا بالحساب والطب والزراعة والآداب وإنهُ لمؤسف حقًا أن لا تساعدنا مخلفاتهم التأريخية من جلاء غرامة حضارتهم، وصفوا مدينتهم وصفًا علميا دقيقا إلا أن الثابت المؤكد أنهم قطعوا شوطا بعيدا في مضمار الرقي وبديهي أن نشير هنا إلى أن البدو كانوا أُميين في غالبيتهم عاشوا على تجاربهم ومقتضيات حياتهم البسيطة وأتقنوا من الفنون والعلوم ما كان على صلة مباشرة بحاجتهم اليومية كعلم النجوم يستفيدون منه في تنقلهم والطب والقيافة والفراسة والأنواع وبديهي ايضا أن يكون غرض التربية عند البدو إعداد الناشئ لحياته البسيطة وتمكينهُ من السيطرة على محيطه وإتقان ما تعلمه آبائه من فنون ومعارف عن طريق توريثه أو هذهِ الفنون والمعارف وتعلمه إستعمال السلاح وركوب الخيل للدفاع عن عشيرته وبسط سلطانها، إن أنكر ولا شك في أن الهدف الثاني لهذهِ التربية كان تعويد الطفل البدوي عادات قومه وتخليقه بأخلاقهم ومثلهم لا سيما وإن الخلق والعادات كانت مفرطة الأهمية عند البدو.
ولقد كان للعرب الجاهليين أسواق ومجالس أدب ففي الأسواق يجتمع الناس في مواسم معينة فيبيعون ويشترون وينشدون الشعر ويلقون الخطب فيحكم بينهم قضاة من فحولهم مما كان له أطيب الأثر في ترقية اللغة وتهذيبها والنهوض بالشعر والنثر مما ترك لنا ثروة أدبية ذات بال ومن أشهر ما ترك المعلقات العشر وغيرها من روائع الأدب الجاهلي وأشهر هذهِ الأسواق عكاظ ومجنه والمجاز وكانت تشبه إلى حد بعيد ملاعب اليونان حيث يتناظر فلاسفتهم ويتناقش علمائهم.
وفي مجالس الأدب كان الناس يتناشدون الأشعار ويتبادلون الأخبار ويبحثون أمورهم وأشهر هذهِ المجالس أو الاندية نادي قريش أما في المدير المتحضر فقد كانت المظاهر الزاهرة ودور للكتب عامرة وقد عثر بين آثارهم على إنقاذ مدارس وبقايا ألواح من قرميد عليها دروس في الحساب والهجاء وغيرها من ضروب العلم.
العصر الإسلامي
حرص القرآن الكريم والرسول (صلى الله عليه وسلم) على حث المؤمنين على طلب العلم فقال الله تعالى في كتابه العزيز: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وقال: "وقل ربي زدني علما" وقال الرسول: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" كما قال: "لا تغدوا فتتعلم باب من العلم خير من أن تصلي مائة ركعة".
وقال: "حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة" فقيل يا رسول الله وما ومن قراءة القران فقال:" وهل ينفع القرآن إلا بالعلم وكانت فدية أسرى غزوة بدر أن يعلموا أطفال المسلمين القراءة والكتابة ولقد كان القرآن الكريم أو الكتاب دور في اللغة العربية وكان صاحب الفضل الأكبر من إنتشار التعليم بين المسلمين فأقبلوا على دراسة اللغه العربية توصل لقراءة القرآن وفهمه، والقرآن الكريم هو الذي حفظ اللغة العربية وأبقى لها نقائها ولقد انصرف المسلمون زمن الراشدين إلى نشر دينهم وتوطيد دعاء ملكهم فلم يهتموا بالعلوم إلا ما كان منهم متصل بتدوين القرآن وفي عصر الأمويين إنتشر الإسلام وأتسعت رقعة ملكه واختلط العرب بالأعاجم ففشل اللحن بينهم وأختلفت وجهات النظر في مسائل الدين فالتفتوا إلى العناية بالله وتدوين قواعدها كما بدأوا يعملون النظر في أمور دينهم ويجتهدون فيه فنشأت علوم اللغة والعلوم الشرعية.
اضافةتعليق
التعليقات