كل أم موالية لآل البيت (عليهم السلام) تكون قلقة حيال مستقبل اطفالها العقائدي في حب الامام الحسين (عليه السلام) والالتزام بالطقوس الحسينية بالذات وسط هذه الفوضى العارمة التي نعيشها في مجتمع متذبذب، الفتنة قد تأصلت فيه من جميع الجوانب والأصوات الشاذة والألسن الطويلة قد تعالت لكي تغطي على الصور الحقيقية.
إن هذه الأصوات النشاز تطاولت حتى على الشعائر الحسينية وإن مايؤذينا حقا عندما نرى شخص من الموالين لآل البيت (عليهم السلام) يعلق على الطقوس الحسينية أنها تخلف بينما على مهرجانات تقام في دول الغرب للمثلية وماشابه من الأمور الشاذة التي تخالف التعاليم الانسانية والدينية والكونية على أنها حرية شخصية.
وسط هذه التناقضات الكبيرة والخطيرة بدأ ناقوس الخطر يطرق صوب عقول أطفالنا ويحذر من جيل فارغ فكريا وعقائديا ولا يمكن ان نقف مكتوفي الأيدي صوب توهان أولادنا من عدم تمييز الحق من الباطل.
على الآباء والأمهات أن يتخذوا دورا فعالا حيال هذه الهجمة الشرسة وأن يأخذوا دور الدفاع وصد الأمان أمام هذه الهجمات التي تسعى إلى تشويش الحقائق وتهدف إلى تنشئة جيل فارغ فكريا وعقائديا ولا ينتمي إلى قضية الإمام الحسين (عليه السلام) لابل يسفه وينتقد كل شخص يشارك في الشعائر الحسينية والهدف من انتشار هكذا فكر هو للنيل من تجديد ذكرى واقعة عاشوراء وعدم اقامتها.
يجب أن يكون للأسرة دورا فعالا وأن لا يكونوا جزءا من هذه المؤامرة من خلال رضوخهم لهذه العاصفة المحملة بكم هائل من الأفكار الملوثة والنوايا غير السليمة، يجب على الوالدين أن لا يستهينوا بهدف ماذا نفعل أو سيتعلم أطفالنا عند كبرهم لن يتعلموا مالم يتم ترشيدهم واستدلالهم إلى الطريق السوي، إذا لم ينشأ ويترعرع منذ صغره على القيم الحسينية وتكون جزءا أساسيا من ذكرياته فلن يقترب منها عند بلوغه.
من منا لا تأخذه ذكريات الطفولة في كل عام من عاشوراء ونتذكر كيف كنا نشارك في الشعائر الحسينية، من منا لا يتذكر والداه أثناء خدمتهم لزوار الامام الحسين (عليه السلام) كلا حسب مقدرته واستطاعته.
إذن قضية الامام الحسين (عليه السلام) منهج وأسلوب حياة يجب أن يدرس في البيوت قبل المساجد والمآتم، حب الامام الحسين (عليه السلام) حب فطري يرضعه الطفل من حليب أمه ويترعرع عليه في صغره.
البيت هو مجتمع صغير وجذور الشخص تكون في بيته وميول أهله وإخوانه، يقول الإمام الحسين (عليه السلام): (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليه المرجئة) فبادروا لتعليم وتربية أطفالكم قبل أن يصل إليهم ما لا نريده ولا نرضاه.
اروِ لطفلك روايات قبل النوم واجعلي بطل قصتك الامام الحسين (عليه السلام) بطريقة جميلة ومبسطة حتى يفهمها الطفل، اجعلي من شخصية الحسين (عليه السلام) الفارس البطل المقدام المدافع عن الحق ذلك الفارس الذي لا يفارق أحلام كل طفل وأمنياته، أن يكون كهذه الشخصية الخارقة عند كبره، ربيه على أخلاق أباعبد الله وتحدثي مع ابنتك في رواياتك عن السيدة زينب (عليها السلام) تلك الأميرة الراقية صاحبة الأخلاق والمؤدبة والقوية التي تقف بوجه العدو بكل حزم وشموخ، اجعلي صفات السيدة زينب تنغرس في شخصيتها.
يجب أن نحصن بيوتنا من آفات المجتمع التي تسعى إلى تخريب السيرة الحسينية، يجب أن يكون لشهر محرم الحرام خاصية في بيوتنا نستقبله بلهفة ودمعة ورداء الحزن ليعرفوا أولادنا قيمة هذا الشهر ويطلعوا على مأساة آل البيت (عليهم السلام) ويستذكروها في كل عام.
إن قضية عاشوراء هي رسالة إنسانية قدمها الإمام الحسين (عليه السلام) باستشهاده وسبي نسائه من أجل الحفاظ على الإسلام ومن أجل بث مبادئ نفيسة في قلوب البشرية وقواعد أساسها الإيمان بالله ورسوله وعترته (عليهم السلام).
لذا على العوائل الموالية لآل البيت (عليهم السلام) وعلى وجه الخصوص الأم والأب بذل الجهد الكافي لغرس المبادئ الحسينية بجوهرها الحقيقي في نفوس أبنائهم منذ صغرهم حتى تنمو وتكتمل شخصياتهم وفقا لهذه المبادئ والقيم الخلاقة، فبدلا من تلطيخ صفحات أطفالنا البيضاء بسواد الأفكار المعادية للمبادئ الحسينية، نجعلها مشرقة ومتفتحة بالقيم والمبادئ الأساسية التي جاءت بها الثورة الحسينية المستمدة من كتاب الله الحق، ومن سيرة رسوله الحق ومن سيّر آله الحق أيضا، كونها لا تتناقض مع الأفكار والقيم والمبادئ الانسانية التي عرفتها الأرض منذ أن نشأ فيها الإنسان.
اضافةتعليق
التعليقات