• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تهنئة جزائيّة

ضمياء العوادي / الأربعاء 27 تموز 2022 / تربية / 1613
شارك الموضوع :

يا لتشابه اللحظات! تلك التي عاشت فيها الأمومة بالقوّة وهذه اللحظة التي تعيشها بالفعل

نظرتْ إلى الاسم الظاهر في الشاشة ثم رفعتْ نظرها إلى زوجِها كأنّها تطلب الإذن منه، فتزحزح مبتعدًا بعد أن أعطاها نظرة الموافقة، أجابتْ بهدوء:

- أهلًا فرات

وصلتها التهاني منه، ابتسمتْ بجفاء قائلة: (الفال لكم إن شاء الله)!

ثمّ أغلقتْ الهاتف بعد أن ودّعته، جاءها صوتُ زوجها زيد معاتبًا:

- ألم تؤلميه بهذه الكلمة؟

الألم كلمة استطاعتْ أن تشعر بتناقضاتها، بسعير نار الوجع مع برودة الوحدة، المقاومة للعيش مع التسليم للموت، اختفاء الألوان مع صمود الأسود، سحبتْ لحافها لتغطّي رأسها ثم ردّدتْ بهدوء:

- لم أقصد.

سمعتْ صوت الباب يغلقه زيد بهدوء.

فغاصتْ في بحر ذكرياتها، حين كانت ترتدي ثوبًا أزرقا بينما تبحث عينها عن شخص تعلم أنّه لن يحضر أبدًا.

قطعتْ بحثها بدمعةِ استغاثة: يا علي ألست من تحضر الشدائد، يتيمةٌ بشدة وأنت أبو الأيتام امسح على رأس غريبة ليس لها في الدنيا إلاك.

تلك الكلمات التي انسابتْ معها دمعاتها ثم رددتْ: الحمد لله على كل حال.

ابنة التاسعة عشرة تودّع أمومتها بلا أمّ وبلا أب وبلا الغصة الأخيرة المسمّاة خطيب، فرات ذاك الذي انبسط له قلبها، منذ الطفولة وهي تعيش ملكة معه، صداقة، فحبّ كانتْ تظنّ بأنّ حياتها هي الأسعد لأنّها أحبّت من اختارته العائلة، فلا فراق ولا حرب ولا نار اشتياق، لكنّ القدر يأبى إلّا أن تكون لكلِّ فرد مغامرة، يتجرّعها بتفاصيلها فرحًا وألمًا، خطّتْ لغرفة العمليّات تنظر لتلك الأجهزة التي ستقتلع الورم وتخلّصها منه، تنظر إلى الممرّضات تستجدي إبرة المخدّر، تريدُ أن تغادر قوّة ذكرياتها وطيفه عندما كان يمازحها ويرفض تلك القائمة من أسماء الأطفال التي قدّمتها له، وهو يخبرها بأنّه لا يريد طفلًا يشغله عنها، نظرتْ إلى الساعة، بعد ساعتين فقط سيعقد قرانه، بعد أن أخبرها قبل شهر واحد بأنّه لن يتخلى عن أبوّته، هي تعلم أنّه على حقّ لكنّها جُرحتْ جرحًا عميقًا يفوق وجعُه تلك الجرعات التي سرقتْ شعرها وحلمها الوردي بحمل طفل يخصّها يومًا، أخذت تلك الابرة التي أثلجتْ دمها، نظرتْ كثيرًا إليها قبل أن تغمض عينها متأمّلة بأن يثلج الله صدرها.

فزعتْ وعادت من لجّة ذكرياتها على صوت الباب الذي فُتح فدخلت منه الممرّضة قائلة:

- الصغير يحتاجك هلّا تحنّنتِ عليه؟ ابتسمتْ وهي تضمّه إلى صدرها بعين دامعة، تُداعب يده الناعمة إنّه نسخة مصغّرة منها، قبّلته مغمضة العين، تتذكّر النغمة العذبة التي داعبت أذنيها عندما انتهت من عمليّة استئصال الورم:

- لقد رفعنا فقط مبيضًا واحدًا، يعني بإمكانكِ أن تكوني أمًّا!

يا لتشابه اللحظات! تلك التي عاشت فيها الأمومة بالقوّة وهذه اللحظة التي تعيشها بالفعل، جاء زوجها زيد وحمل طفله وهو يداعبه أطالتْ النظر إليه ثمّ رفعتْ عينها إليه قائلة: (علي) ليكن هكذا اسمه.

ابتسم زيد وهل سأختار له اسما غير (علي) وهو الذي اهداني عليا وأمه، علوية من علي بيوم غديره جالسة على أعتابه بوقار، نفضتْ دمعها ثم غفت تتكأ على يد والأخرى فيها (كانولة)، في الليل كنت أذهب وأعود لأجدكِ على ذات الحال، كانت هناك هالة من الهيبة تحيطكِ، حينها اتصلتُ بأمي لأخبرها أني وجدتُ ضالتي.

صوت طرقات الباب ثم دخلتْ امرأة سبعينية ومعها رجل بعمرها تتسند على يديه، وببحة أم تسألها: كيف حال ابنتي وحفيدي أخذه عمها ليؤذن في أذنه حتى وصل إلى الشهادة الثالثة فعطس الصغير ليضحك الجميع ثم قال الجد لقد صدقها.

ابتسمت ثم نظرت لصورة ضريح الامام علي معلقة أمامها ثم دعت:

- ربِّ شافِ عقم فرات وارزقه طفلًا!

الامام علي
عيد الغدير
قصة
الايمان
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    إنطلق نحو القمة

    النشر : الأحد 17 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    علاقة المجتمع الإسلامي بانحصار الدين المسيحي بين جدران الكنيسة

    النشر : الثلاثاء 07 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: النقلة.. انقل حياتك من الطموح الى المعنى

    النشر : الأحد 01 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الخدمة الحسينية: هل تنتهي بعد الأربعين؟

    النشر : الأربعاء 29 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    تباطؤ سرعة دوران الأرض.. كيف يتلاعب التلوث المناخي بالوقت؟

    النشر : الخميس 25 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    يوم المباهلة وسفينة النجاة

    النشر : الثلاثاء 04 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 529 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 503 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 383 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 369 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1208 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1113 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1091 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1075 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 684 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 18 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 18 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 18 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة