• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الممتحنة الصابرة

فاطمة الركابي / الأربعاء 11 كانون الأول 2019 / تربية / 2756
شارك الموضوع :

نقرأ في إحدى فقرات زيارة السيدة الزهراء(عليها السلام): \"اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا

نقرأ في إحدى فقرات زيارة السيدة الزهراء(عليها السلام): "اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً"(١)، إن إختيار حجج السماء لا يكون بلا مقدمات-كما هو بَين- وعلى أساس ذلك يحصل التفاضل بين الناس، إذ أن أول المقدمات المتحققة في مولاتنا الزهراء(عليها السلام) إجتياز الامتحانات الالهية في ذلك العالم، كما ورد في هذه الفقرة التي وصفتها" بالممتحنة"، ومن ثم تخبرنا بتحقق النجاح بالإمتحان بعبارة "فوجدك"، وصورة النجاح هو "تحقق الصبر".

فالصبر في مفهومه الفاطمي يُمكن أن نعبر عنه بإنه ضبط النفس تجاه كل ابتلاء وظرف قاهر وصعب، لأداء التكليف الالهي على أكمل وجه.

إذ يمكن أن نرى شيء من تحقق إجتيازها للإختبارات الالهية في ذلك العالم من خلال ما مرت به وعاشته في حياتها الدنيا-وبمقدار ما وصل إلينا وما فهمناه من سيرتها الشريفة- فمنذ لحظات طفولتها مع إنها ابنة أكبر وأعظم رجل في الأرض إلا إنها لم تعش حياة مرفهة مريحة كما هو المعتاد لمن لهم السلطة والوجاهة والجاه، بل كانت تعيش كحياة بسيطة ومتواضعة جداً، كانت نعم العون والسند المدافع لأبيها الخاتم (صلى الله عليه وآله) في كل مراحل دعوته، لم تظهر إلا الإيمان والثبات، فهي حقيقته وجوهره.

وفي أجمل لحظات كل فتاة أعطت فستان الزفاف، لتكشف لنا عن جوهر قيمة الانسان الصبور في بذل ما تحبه النفس للمحتاج، وفي لحظات إظهار العطف من اي أم للأبناء هي كأم أعطت كل ما في المنزل من طعام لسائل جائع- على بساطته وتواضعه- فبقوا أمامها جياع، فأقر الله تعالى عينها بمائدة من السماء، فأظهرت لنا شكل أخر من الصبر الذي هو بالعطاء وإدخال السرور على الفقراء.

وفي لحظات التعليم للأخريات امتزج الصبر بالحلم  فهي صلوات الله عليها لم تمل تكرار الاجابات، وكثرت الغاديات اليها من النسوة السائلات بل كانت بها تذق طعم إنسانيتها بنفع الاخريات، وفي لحظات المعايشة كانت تشاطر جاريتها في أعمال البيت مع ما لها من رفعة الشأن وعلو الدرجات.

أما حياتها مع الأمير (عليه السلام) فكانت له الأُنس والسَكن، كانت تقاسمه مرارة وصعوبة العيش بثغر باسم وقلب ملئه الحب والرضا والاطمئنان، وهكذا لحظات ليلها كانت تقضيه بالتهجد وتقديم الدعاء لقضاء حوائج الجيران.

 حتى ختمت حياتها كما بينت في خطبها بأن ابتدأت حديثها معرفة نفسها [أيها الناس: اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ](٢) وكأنها تقول: أنا التي أصبر على ما سيلحق بي لقول كلمة الحق أمام سلطان جائر في الوقت الذي كانت تلك الوقفة صعبة على الاغلب الأعم من الرجال، وهل يُستغرب بعدئذ من النساء إن لزِمن الصمت والإكتفاء بالإنصات؟! وكأنها تقول: ها أنا أقف لنصرة الحق، ولإظهار الحقيقة، داعية لنجاة مجتمع أتبع حزب الشيطان، ناصرة لحجة الله في أرضه لأكون يوم القيامة من حزب الله {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(٣) وإن كان به فقد النفس ومفارقة أعز الأحباب، وأي أحباب إنهم أحب الخلق على الخالق المتعال لكنها (عليها السلام) -كما قلنا- الصابرة، فصبرت على فراقهم لتبلغ جوار الباري وقربه وقربهم الأبدي بعد هذه الحياة القصيرة. هكذا كانت دنياها بإختصار تجليا ل[فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً] وما خفي أعظم فهي سر الله !.

________

(١) وسائل الشيعة: ج 14، ص 367.
(٢) بحار الأنوار: ج ٢٩، ص٢٢٣.
(٣) المجادلة:22.

فاطمة الزهراء
القيم
الدين
الانسانية
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

    كيف خسرت أول مشروع لي… وربحت نفسي!

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    آخر القراءات

    تضرر مزارعي الأسماك في العراق بسبب نفوق الشبوط وسط مخاوف من التلوث

    النشر : الأربعاء 07 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أعظم ست أفكار للإبداع والإبتكار

    النشر : الخميس 20 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماذا يحدث لجسمك إذا تناولت 3 حبات تمر يوميا؟

    النشر : الأثنين 20 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    السيدة رملة: بين حنان الأمومة وشجاعة الهاشميات في واقعة الطف

    النشر : السبت 20 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    إحقن حياتك اليومية بالنكتة والدعابة

    النشر : الأحد 27 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الطموح.. طبع ثقيل الدم يحتاج إلى الإسبرين

    النشر : الأثنين 14 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 889 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 420 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 393 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 374 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 363 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1281 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 889 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 696 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 678 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 654 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 612 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟
    • منذ 14 ساعة
    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟
    • منذ 14 ساعة
    كيف خسرت أول مشروع لي… وربحت نفسي!
    • منذ 14 ساعة
    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة