أُصاب بالحزن واليأس كلما أضع جدول زمني بساعات محدودة لفترات اللعب لأولادي وأفشل، فالمقاومة التي يشنونها من بكاء مستمر وصراخ وزعل تتعدى طاقة الصبر التي أملكها، هكذا وصفت حالتها (أم كيان) بعد أن عجزت عن السيطرة على أولادها الأربعة لولعهم وتمسكهم بالأجهزة الالكترونية (الموبايل، تاب) والألعاب التي تحويها، وتكمل قائلة: ولكني بعد الاطلاع والقراءة للبحوث والمقالات والدراسات التي تتكلم عن ادمان الأطفال للألعاب الالكترونية والحلول المطروحة والتي وجدت أغلبها ضرب من الخيال لصعوبة تطبيقها، خطرت لي فكرة وكانت هي الحل الأفضل من جميع ماقرأت وتناسب وضعي وهي (المقايضة).
فماهو التعامل بالمقايضة؟
من الطبيعي أنَّ كل ممنوع مرغوب وينطبق الأمر على الصغار والكبار ولعل الصغار هم أكثر تمسكا بما يريدونه فلم يكتمل ادراكهم لاستيعاب مايقال عن الصح والخطأ، لكن يختلف الوضع تماما عندما تطلب منهم تقديم شيء لتمنحهم ما يريدونه أو عمل مقابل عمل اخر، وفي ظل الرغبة والتشبث الكبير للشاشة الالكترونية عند أولاد يصعب على أغلبنا السيطرة عليهم، ويسبب هذا العناد والاصرار إلى الخضوع والاستسلام لرغبتهم والنتيجة يرتاح الاهل من ضجيجهم ومشاكساتهم مع ساعات طويلة للعب المتواصل، مسببة أضرار جسدية ونفسية، معروفة لدى الجميع.
تقول أم كيان: بذكاء وصبر وليونة بالتعامل حولت ماهو سلبي إلى إيجابي، فاستغليت تلك الرغبة كورقة ضغط من أجل تحقيق الكثير من الأمور التي كنت أتمنى أن يفعلونها أولادي دون معاندة.
(اقرأ دروسك وسوف امنحك ساعة من اللعب المتواصل، رتب أغراضك وسوف أمنحك ساعة اضافية، ويجب تحديد الوقت، ولا أترك الوقت مفتوحا وبعد انقضاء المدة المحددة، أكون قد وجدت عمل آخر يقوم به مثل تكليفهم بمهام منزلية بسيطة).
والخيارت كثيرة خصوصا في العطلة الصيفية منها على سبيل المثال، (احفظ آية قرآنية، اكتب جملة أكثر من مرة لتقوية خطك، احفظ بيت شعر قصير أو أنشودة جميلة).
ونستطيع أن نستغلها حتى في بعض الأطعمة التي يرفضون أكلها، فنقول: (كل هذا الوجبة وسوف نمنحك اللعب لمدة كذا من الوقت).
وبعد ان يقوموا بالعمل الذي يطلب منهم اثني على من قام بالعمل بالشكل السريع والجيد، وتضيف: واشجعهم للقيام بعمل آخر وخلقت بينهم روح المنافسة للعمل الأفضل، واصبحت لديهم قناعة أن ليست كل الأشياء يأخذونها دون مقابل، وعليهم أن يعملوا ويجتهدوا للحصول عليها.
كان حل مثالي ما قامت به (أم كيان) وهو أفضل من الاستسلام لرغبة الأولاد وتركهم يضيعون أوقاتهم في اللهو واللعب ويعتادون على الكسل والمماطلة عند الكبر.
اضافةتعليق
التعليقات