يقال: "التعلم في الصغر كالنقش علىٰ الحجر"، فمرحلة الطفولة هي من أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان، لأنَ الطفل كالوعاء الفارغ يحوي كل ما يوضع به من أفكار ومعتقدات وتصرفات وحتى علوم، لذلك تقع مسؤولية الإهتمام بالطفل وتصيرِهِ بأحسن صورة علىٰ كاهل أبويه، فأصبح من واجباتهم، فأما أن يغرسوا فيه البذرة الصالحة الطيبة التي تأتي بثمارها الطيبة لاحقاً أو البذرة الفاسدة النتنة التي تأتي بالثمار الفاسد والذي يلوث ما حوله.
لذلك فصلاح الطفل مُقترن بصلاح التربية، وتعليم الطفل واجب أيضاً على أبويه سواء أكانت هذه علوم دينية من قبل العقائد والفقه وتفسير القرآن.. إلى آخره التي تنفعه في آخرته أو العلوم الدنيوية مثل علم الكيمياء والفيزياء والرياضيات والكثير التي تنفعه في دنياه، ولقد أوصىٰ أهل البيت -عليهم السلام- بالتزود من العلوم فعن أبي عبد الله جعفر الصادق -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - "طلب العلم فريضة علىٰ كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم".
فبعدما ينتهي دور الأب والأم في التعليم والتوجيه يأتي دور الفرد نفسه في طلب العلم، وعنه - عليه أفضل الصلاة والسلام- قال: "ومن تعلم العلم، وعمل به، وعَلَّم لله، دعي في ملكوت السماوات عظيماً فقيل تعلم لله، وعمل لله، وعَلَّم لله".
إذاً ليس فقط تعلم العلم بل العمل به وتعليمه للغير، وفي عهده -عليه أفضل الصلاة والسلام- تأسست على يديه جامعة إسلامية كبرىٰ والتي تخرج منها أكثر من أربعة آلاف عالم في علوم الدين والرياضيات والكيمياء، وحتىٰ الطب، فكل عالم وما يحمله من مختلف العلوم يعود أصله إلىٰ الإمام جعفر الصادق -عليه السلام-، فكان جابر بن حيان الكيميائي المشهور يبدأ مقالاته في هذا العلم بقوله: حدثني سيدي جعفر بن محمد الصادق -عليه السلام-، فها هو إمامنا يحترم العلماء ويشجعهم ويوضح لهم الطريق الصحيح للبحث والحوار لخدمة الدين وتعميق أساس الإيمان، لذلك نرى أصحاب الإمام -عليه السلام - جميعهم من كبار العلماء فقد نالوا الحظ الأوفر في صحبته، فمن صحابته أبان بن تغلب فكان إمام أهل زمانه في علم التفسير والحديث والفقه واللغة والنحو، وجملةً من أصحابه مثل حريز بن عبد الله السجستاني وأبو حمزة الثمالي وحمران بن أعين الشيباني، فقد ارتوو من بحر علومه (عليه أفضل الصلاة والسلام). ومعَ هذه العلوم الغزيرة إلا إن المسلمون أصبحوا هم المتأخرون بينما الغرب متقدمون نتساءل لماذا؟!
لأنهم عملوا بهذه العلوم ونحن لم نعمل مع أن أئمتنا أوصونا بطلب العلم والعمل به، ولكنا جهلنا وتخلفنا، لذلك فلنتعلم ولنعمل لنكن من الفائزين.
اضافةتعليق
التعليقات