أقبل شهر رمضان المبارك، شهر الفضائل والخيرات وتزكية النفوس وتربيتها، يأتي ويحمل معه كل نفحات الذكريات والحنين لأيام روحانية وأجواء مفعمة بـطعم الحياة، نتعلم منها الصبر وتقوية الإرادة.
يأتي الشهر الفضيل وقـد استعد الناس لهُ، كلٌ بـما يراه مناسباً، فـهذا عزم على ختم القرآن عدة مرات، وآخر قرر الإجتهاد فيه على طاعة الله، وثالث يرى ان هذا الشهر فرصة لمسح الذنوب، إلاّ ان اخرون وضعوا الميزانيات الضخمة من أجل شراء "مالذّ وطاب" من الأطعمة عبر الذهاب إلى السوبر ماركت، أو أسواق الغذاء الكبيرة، من أجل تعبئة "الثلاجة" أو مخزن المنزل، وكأن شهر رمضان بات محصوراً فقط بالأكل والشرب!.
في هذا التحقيق نستطلع آراء بعضهم حول استقبال شهر رمضان المبارك.
صـفـحـة بـيـضـاء
تقول علياء العقابي- معلمة جامعية: نستقبل شهر رمضان المبارك بفتحِ صفحة بيضاء مشرقة مع الله تعالى بالتوبة الصادقة وأيضاً مع رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بطاعته، ومع الوالدين والأقارب والأرحام والأصدقاء والجيران بالصلة والبر، وكذلك مع المجتمع الذي نعيش فيه حتى نكون عباد الله الصالحين النافعين.
مضيفةً "إذا بلغنا اليوم الأول من شهر رمضان المبارك نقوم ببعض الأعمال الواردة في الكتب المأثورة مثل كتاب مفاتيح الجنان، فمن تلك الأعمال غسل الوجه بـكف من ماء الورد فإن ذلك فيه أمان من المذلة والفقر، ومن ثم صلاة ركعتي أول الشهر والصدقة بعدهما".
مبينةً ان تكون النية خالصة لله تعالى في الصيام، فـهو مفتاح لقبول الباقيات الصالحات وفيه توفيق من رب الكائنات، فـعلى قدر النية تكون معونة الله لعبده المؤمن، وكذلك القيام بالعبادات مثل قراءة القرآن الكريم والاستغفار وقراءة الأدعية الخاصة بالليالي والأيام، مؤكدةً على مساعدة الفقراء والمحتاجين ففيه أجر عظيم وثواب كبير.. وهناك أجر عظيم لمن يفطر صائم كما جاء في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) "من فطر صائماً له مثل أجره".
فمن خلال هذه الأعمال نـستشعر الثواب العظيم الذي أعده الله تعالى للصائمين ولا بد لنا من ان نفرق بين الصيام والصوم فـالصيام هو صيام المعدة والصوم هو صوم اللسان بـمعنى أنه ليس علينا أن نمتنع من الأكل والشرب فقط وإنما يجب علينا أن نحفظ لساننا من الكذب والنميمة..الـخ.
ففي إستقبال شهر رمضان تكون هناك فرحة وبشارة للمسلمين كافة فـيقومون بتهنئة بعضهم البعض، وأجمل مافيه هي صلة الأرحام، وقراءة القرآن، وغفران الذنوب، واستجابة الدعاء ولا ننسى فضل ليلة القدر التي هي خير من ألفِ شهر.
فأستقبال شهر رمضان هو بـمثابة إستقبال الحبيب للغائب المنتظر.
الـتــسـامـح مـع الـنـاس
وأكدت أم البنين مجيد انها تبدأ استعدادها لأستقبال شهر رمضان الفضيل بالعبادات والتسامح مع الناس والتقرب إلى الله تعالى والإكثار من الصلاة على محمد وآل بيته الأطهار، مضيفةً ان شهر رمضان يختلف عن باقي الشهور لـكونه يتميز بالصيام والقيام والأدعية وغيرها من الأمور الربانية والدعاء فيه مستجاب، والناس تتوافد فيه إلى المساجد والتجمع مع بعضهم البعض في وقت الإفطار.
وتتنوع فيه الأكلات الشعبية، ونشاهد الكثير من العوائل التي تتوافد بالخروج إلى المطاعم خلال وقت السحور، وهكذا المسلمون يستقبلون شهر رمضان الكريم بإطعام المساكين والفقراء وتقديم الفطور إلى الجيران.
من جانبه تحدث مصطفى الشمري قائلاً: إن الإسراف في الأطعمة ومتابعة المسلسلات الرمضانية وكثرة الزيارات والسهرات تنسينا معاني روحانية شهر رمضان المبارك، مضيفاً أن الإسراف يزداد عادةً في شهر رمضان المبارك، وهو مايتطلب القضاء عليه والتركيز في الغذاء الصحي، مع الابتعاد عن المشروبات الضارة والأكلات الدسمة، فالجسد له حق الاعتناء.
إسـراف وتـبـذيـر
أم علي- موظفة تقول: شهر رمضان المبارك يأتينا ضيفاً كريماً وسرعان مايمضي، يتطلب الإستعداد السلوكي له بالأخلاق الحميدة وقراءة وتعلم أحكام الصيام، مبينةً أن شهر رمضان كله بركة في المشاعر الإيمانية وفي الأوقات، مشيرةً إلى أن الإنسان يؤدي الصلوات المفروضة عليه رغم الجوع والعطش، فـهو مستمتع بذلك، ويرجو من الله القبول، مبينةً أيضاً أن هناك من تجده يسرف في موائد الإفطار والسحور، فـيكثر من أنواع الطعام ثم لايؤكل منه إلا القليل، لـيهدر بقيته مع النفايات، مؤكدةً أن الإسراف والتبذير سلوكيات خطيرة دخلت حياة الناس في المناسبات والولائم، وكلفتهم أموالاً طائلة، متأسفةً على أننا نرى الناس في الأسواق ومحلات المواد الغذائية يزدحمون ويتسابقون على السلع والمواد الغذائية في نهار شهر رمضان، مايؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع، ذاكرةً أن هذا الإسراف ليس من مقاصد الصيام، بل على العكس، أن شهر رمضان، شهر الاقتصاد وترشيد النفقات والاكتفاء بالضروريات.
فـرصـة مـبـاركـة
آيات كريم -مهندسة قالت: إن قدوم شهر رمضان المبارك فرصة مباركة لتصفية النفوس وتنقية القلوب واجتماع الكلمة على طاعة الله جلّ وعلا بأن يقبل المسلمون جميعهم مطيعين لله تعالى مقبلين على عبادته وطاعته مبتعدين عن كل مايسخطه ويأباه.
نسأل الله أن يعيننا جميعاً على صيام هذا الشهر المبارك وقيامه، وأن يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا سبل السلام، وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور، وان يجعلنا من عباده المتقين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
شـهـر خـيـر وبـركـات
أما زهراء الغزالي-موظفة في وكالة إخبارية تحدثت قائلةً: شهر رمضان، شهر خير وبركات وعادةً أول أعمالنا الختمة القرآنية، وأداء أعمال الأيام اليومية للشهر الفضيل، وزيارة أولي القربى، وإقامة العزومات للاحباب والأصدقاء، وتوزيع مانستطيع على المحتاجين والفقراء، وحضور المحافل القرآنية والمجالس الحسينية.
وأكدت في الشهر الفضيل يجب أن نروض أنفسنا على الطاعة والصبر والتقوى... وختمت حديثها بالدعاء للمؤمنين والمؤمنات وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وتقبل الطاعات.
اضافةتعليق
التعليقات