أخذت والدة ليث موعداً لزيارتي ثم ألغته فجأة، وفي غضون أسبوع طلبت موعداً آخر وكانت على وشك إلغائه مجدداً، حين غيرت رأيها وقررت المجيء، منذ دخولها الى غرفتي كانت هذه السيده أشبه بانهيار عصبي يمشي على قدمين، فالكلمات كانت تخرج من فمها كما يخرج الرصاص من فوهة بندقية، فيما كانت تروي قصتها وفي كل مرة كانت تذكر فيها اسم زوجها السابق كانت تدير وجهها بحركة مفاجئة بأستنفار، تحدثنا ما يقارب عشرين دقيقة ولم تأتي بذكر ليث او مشاكله او قلقها بشأنه.
عندئذ استلمت زمام الامور وأدرت الحديث بلطف وبدأ الحوار يتركز حول هدف الزيارة، بأختصار كان ليث قد بدأ يعاني من صعوبة التعلم وانخفاض معدله في المدرسة، بينما السجل المدرسي له كان يشهد بأنه طفل ذكي ولكن في مرحلة انفصال الابوين عانى ليث من تدهور في ادائه المدرسي بشكل كبير.
فقررت ان ابدأ بعلاج الأم فبعلاجها سوف يشفى الطفل، يقول روبوت فولهام: "لا تهتم كثيراً بكون ابناءك لا يستمعون لك ولتوجيهاتك بل اهتم بكونهم يشاهدونك ويراقبون تصرفاتك"، هنا يبين روبوت ان الأم هي المعلمة الاولى في كل شؤون الحياة وأن الطفل يسير على خطى أمه.
فيجب على الأم أن تتقبل موضوع الانفصال ومن ثم تبدأ بشرحه للطفل فتبين له احياناً بأن الابتعاد مصلحة للأسرة، ومن ثم تبدأ بالعلاج.
مشاكل التربية:
١-غالبية الامهات لا تقوم بتربية طفلها التربية الصحيحة التي يحتاجها، فهي إما طالبة أو موظفة ترجع إلى البيت متعبة لتأخذ قسطا من الراحة ثم تجلس مشغولة مع الاخريات أو ببرامج الهاتف وطفلها بجانبها لا تحاوره إلا بكلمات مقطعة وأوامر ونواهي، وتتملل من لعبه وحركته.
٢- خطأ تربوي فادح أقرّ ضرره العلم وهو إعطاء الطفل جهاز لوحي أو كمبيوتر ليلهو به ويتابع برامج الاطفال في قنوات خاصة للطفل ولكنها غير تربوية، كما يترتب على استخدامه لهذه الاجهزة حرمانه مما تطلبه مرحلته العمرية: لعب، تخاطب، خروج للنزهة، تمشي في الشارع والسوق ولا يستطيع ان يتعرف على العالم من حوله.
٣-قضاء أكثر وقت الطفل مع الخادمة التي تستقدم من بلدها جاهلة بالتربية ويطلقون عليها اسم (المربية) وهي لا تعرف اي شيء عن التربية ولاتعرف كيف تتخاطب معه، وتتركه يلعب لوحده.
علاجات صعوبة التعليم والتي اعتبرها خطة الإنقاذ:
١-اذا كنتِ موظفة ومشغولة فاعلمي ان طفلك هو الشغل الوحيد.
٢-تجنب ترك فلذات الاكباد مع الخادمة بقدر الاستطاعة.
٣-احمي طفلك من شر الأجهزة التي يطلقون عليها تربوية وهي لا تعلم الطفل ولا تنفعه بشيء.
٤-اعطائهم الحب، ولا يكفي أن نحمله في قلوبنا بل ينبغي على الوالدين إظهاره لهما من خلال السلوك، مثلا تقبيلهم، في الحديث ان رجل جاء إلى النبي (ص) فقال: ما قبّلت صبياً قط، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه واله: "هذا رجل عندنا انه من أهل النار".
كذلك سيدة نساء العالمين كانت تحرص على إسماع أبنائها دعاءها لهم في صلاة الليل لتأكد اهتمامها بهم وبأنهم يحتلون مكانة في قلبها.
واخيراً يجب ان يعرف كل منّا بأن للطفل كيان يجب احترامه، ففي قصة إبراهيم عليه السلام، عندما جاءه الأمر الإلهي في الذبح، ومع ان الأمر الإلهي لا يتغير ولا يتبدل، لكن إبراهيم لا ينفذه إلا بعد مشورة الطفل: "يابني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى؟".
اضافةتعليق
التعليقات