• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بائع الأقفال

زينب الاسدي / السبت 13 نيسان 2019 / ثقافة / 3016
شارك الموضوع :

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها  كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه يمكن صناعة الحياة بحياكة بسيطة وسبر أغوار الحكمة بأقل الزاد.

نظر أحدهم إلى باقي رفاقه بحالة من اليأس؛ تُبين بجلاء سقوطه في أحابيل خيبة الأمل:

ماذا سنفعل؟!

لقد باءت كلُ خططنا بالفشل.

أومأ رفيقه بحيرة، وهو يرفع عمامته البيضاء الملفوفة بعناية خاصة، حيث توالت طبقاتها تباعاً برتابة أنيقة وحركات دائرية متكررة، انتهت بحنك أحاط ذقنه، فأضاف على وجهه شيئاً من وهج الإيمان؛ لكنه لم يخف هموده البادي على محياه:

لقد قمنا بكل المآثر الواردة من أجل اللقاء بالإمام الحجة (عج) ولابد من وجود خلل في مكان ما،  نقطة غابت عنا أو غفلنا عنها.

مضت خطى الأيام تسجل تراكماً في دفتر العمر دون هوادة، حتى جاءهم الخبر أن المولى سيكون متواجداً في صحن الإمام الحسين (ع) في اليوم الفلاني.

كان وقع الخبر صاعقا وغير متوقع، أحال هدوء الساعات الرتيبة الروتينية، إلى تلاطم هائج يسير بالطلبة إلى عالم الأحاجي الغريب في متاهات لا تعرف الوصول.

استعد كل منهم للسفر..

كان الفجر مشبعاً برذاذ خفيف ما لبث أن تلاشى مع الخيوط الأولى من أشعة الشمس النافذة في كل الإتجاهات، لم يكن في اليوم مناسبة خاصة؛ دخلوا في الرواق المطل على الساحة، بدا الصحن غير الصحن والمقام غير المقام.

كانت الجدران تتمتم بتمائم غير معهودة، كأنها تعزف إيقاعاً تتراقص على أثر ابتهالاتها ثريات السقف المزين بقطع المرايا العاكسة لمطامير النفوس، بينما ينشغل القليل من الناس بأداء مناسك الزيارة بأصوات موسيقية ما ورائية.

أخذوا بالبحث عن أي شئ غريب يوحي بجديد.

تراءى لهم على بعد خطوات؛ شاب في جانب من الصحن الشريف قد انشغل ببسطة عرض فيها للبيع مفاتيح بلا أقفال، وأقفال بلا مفاتيح، وأقفال مع مفاتيحها، حيث كان هذا الأمر سائداً آنذاك في العراق، تلك البقعة الملتهبة بالعجائب والغرائب دائماً وأبداً!.

تقدم نحو البائع شاب عفيف بدا في هندامه صراع مرير للملمة ملامح الفقر الفاحش، فقال بتململ:

عندي قفل ليس له مفتاح، أرجو أن تشتريه مني بسعر مناسب لأعيل أيتاماً ينتظرون الطعام!

 راح الأخير يبحث في أقفاله حتى وجد مفتاحاً لقفل الرجل فقال له:

إن قيمة قفلك فلس واحد، ومفتاحي أيضا فلس واحد، وقيمة كليهما معاً خمسة فلوس؛

سأبيعك المفتاح (بالدين) بفلس واحد.

نظر الشاب إلى بائع القفل بحيرة، بينما راح الآخر يستأنف المعاملة قائلاً:

بعني قفلك ومفتاحك بخمسة فلوس! 

قبل الشاب، فأخذ أربعة فلوس بعد أن أرجع للبائع فلسه الذي استدانه.

وقف الطلاب مذهولين من هذه المعاملة وكل ينظر  إلى الآخر باستغراب.

كان قد جلس عند بائع القفل رجل يبدو وكأنه يرجع من مكان قصي وزمان سحيق، في محياه سيماء الصفاء، يكاد المرء يسمع من حوله همسات الملائكة ورفيف أجنحتها الأثيرية، حسن الوجه قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته، طويل الأنف، وجهه كالقمر الدري..

قام وتوجه نحوهم تحيطه هالة من الخشوع الصامت وقال: كونوا كهذا الشاب (مشيراً إلى ذلك البائع) حتى يزوركم الإمام بنفسه، ثم ذهب عنهم غائباً في اللامكان.

هاج الطلبة بينهم متسائلين من كان هذا الشخص؟!

فقال أحدهم فزعاً:

لعله الإمام؟!

أخذ كل منهم جانباً من الصحن يبحث فيه عن الرجل ولكن دون جدوى!

لقد كان غائباً في طيات نفوسهم التي تختلط فيها موازين التعامل، حيث لابد من شحذ الهمة للصيقلة من جديد.

 كان الشيخ مرتضى الأنصاري من كبار علماء الشيعة في القرن الثالث عشر، وقد تصدى للمرجعية بعد الشيخ (محمد حسن النجفي) صاحب الجواهر، واشتهر بالشيخ الأعظم ولقب بخاتم الفقهاء والمجتهدين، كما يعتبر كتاباه الرسائل والمكاسب من أمهات الكتب العلمية التي غيرت مسار الحركة الفقهية في الأوساط الحوزوية.

في بدايات دراسته العلمية كان منشغلاً بحرفة بيع المفاتيح والأقفال حيث يكتسب عدة ساعات في اليوم ليحصل على ما يستطيع به إمرار معاشه..

الانسان
الايمان
قصة
الامل
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الامام زين العابدين والاستثمار في الانسان

    الامام السجاد: حين يصبح الدعاء ثورة

    الوضع السياسي والاجتماعي للأمة في عصر الامام زين العابدين

    مواقع التواصل الاجتماعي.. إليكم تأثيرها الخفي على تواصل الأهل مع أبنائهم

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    فن المصارحة وبناء الأسرة في ضوء القيم الإسلامية

    آخر القراءات

    استطلاع رأي: ماهو تأثير المستوى الثقافي على الزوجين؟

    النشر : الخميس 12 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    بنادول عراقي!

    النشر : الأربعاء 28 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الامام علي

    النشر : السبت 25 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    نصائح وحيل للأمهات الجدد

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    تناول الأسماك الزيتية مفيد لصحة القلب

    النشر : الثلاثاء 19 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    لا أريد شرب الماء، وأخاف المطر! أغرب أنواع الحساسية التي تصيب البشر

    النشر : الخميس 28 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 862 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 730 مشاهدات

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    • 476 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 467 مشاهدات

    حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشاط والفرح؟

    • 419 مشاهدات

    وعي العباءة الزينبية ٢

    • 391 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1294 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 919 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 862 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 730 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 694 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 683 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الامام زين العابدين والاستثمار في الانسان
    • منذ 14 ساعة
    الامام السجاد: حين يصبح الدعاء ثورة
    • منذ 14 ساعة
    الوضع السياسي والاجتماعي للأمة في عصر الامام زين العابدين
    • منذ 15 ساعة
    مواقع التواصل الاجتماعي.. إليكم تأثيرها الخفي على تواصل الأهل مع أبنائهم
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة