• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بائع الأقفال

زينب الاسدي / السبت 13 نيسان 2019 / ثقافة / 3125
شارك الموضوع :

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها  كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه يمكن صناعة الحياة بحياكة بسيطة وسبر أغوار الحكمة بأقل الزاد.

نظر أحدهم إلى باقي رفاقه بحالة من اليأس؛ تُبين بجلاء سقوطه في أحابيل خيبة الأمل:

ماذا سنفعل؟!

لقد باءت كلُ خططنا بالفشل.

أومأ رفيقه بحيرة، وهو يرفع عمامته البيضاء الملفوفة بعناية خاصة، حيث توالت طبقاتها تباعاً برتابة أنيقة وحركات دائرية متكررة، انتهت بحنك أحاط ذقنه، فأضاف على وجهه شيئاً من وهج الإيمان؛ لكنه لم يخف هموده البادي على محياه:

لقد قمنا بكل المآثر الواردة من أجل اللقاء بالإمام الحجة (عج) ولابد من وجود خلل في مكان ما،  نقطة غابت عنا أو غفلنا عنها.

مضت خطى الأيام تسجل تراكماً في دفتر العمر دون هوادة، حتى جاءهم الخبر أن المولى سيكون متواجداً في صحن الإمام الحسين (ع) في اليوم الفلاني.

كان وقع الخبر صاعقا وغير متوقع، أحال هدوء الساعات الرتيبة الروتينية، إلى تلاطم هائج يسير بالطلبة إلى عالم الأحاجي الغريب في متاهات لا تعرف الوصول.

استعد كل منهم للسفر..

كان الفجر مشبعاً برذاذ خفيف ما لبث أن تلاشى مع الخيوط الأولى من أشعة الشمس النافذة في كل الإتجاهات، لم يكن في اليوم مناسبة خاصة؛ دخلوا في الرواق المطل على الساحة، بدا الصحن غير الصحن والمقام غير المقام.

كانت الجدران تتمتم بتمائم غير معهودة، كأنها تعزف إيقاعاً تتراقص على أثر ابتهالاتها ثريات السقف المزين بقطع المرايا العاكسة لمطامير النفوس، بينما ينشغل القليل من الناس بأداء مناسك الزيارة بأصوات موسيقية ما ورائية.

أخذوا بالبحث عن أي شئ غريب يوحي بجديد.

تراءى لهم على بعد خطوات؛ شاب في جانب من الصحن الشريف قد انشغل ببسطة عرض فيها للبيع مفاتيح بلا أقفال، وأقفال بلا مفاتيح، وأقفال مع مفاتيحها، حيث كان هذا الأمر سائداً آنذاك في العراق، تلك البقعة الملتهبة بالعجائب والغرائب دائماً وأبداً!.

تقدم نحو البائع شاب عفيف بدا في هندامه صراع مرير للملمة ملامح الفقر الفاحش، فقال بتململ:

عندي قفل ليس له مفتاح، أرجو أن تشتريه مني بسعر مناسب لأعيل أيتاماً ينتظرون الطعام!

 راح الأخير يبحث في أقفاله حتى وجد مفتاحاً لقفل الرجل فقال له:

إن قيمة قفلك فلس واحد، ومفتاحي أيضا فلس واحد، وقيمة كليهما معاً خمسة فلوس؛

سأبيعك المفتاح (بالدين) بفلس واحد.

نظر الشاب إلى بائع القفل بحيرة، بينما راح الآخر يستأنف المعاملة قائلاً:

بعني قفلك ومفتاحك بخمسة فلوس! 

قبل الشاب، فأخذ أربعة فلوس بعد أن أرجع للبائع فلسه الذي استدانه.

وقف الطلاب مذهولين من هذه المعاملة وكل ينظر  إلى الآخر باستغراب.

كان قد جلس عند بائع القفل رجل يبدو وكأنه يرجع من مكان قصي وزمان سحيق، في محياه سيماء الصفاء، يكاد المرء يسمع من حوله همسات الملائكة ورفيف أجنحتها الأثيرية، حسن الوجه قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته، طويل الأنف، وجهه كالقمر الدري..

قام وتوجه نحوهم تحيطه هالة من الخشوع الصامت وقال: كونوا كهذا الشاب (مشيراً إلى ذلك البائع) حتى يزوركم الإمام بنفسه، ثم ذهب عنهم غائباً في اللامكان.

هاج الطلبة بينهم متسائلين من كان هذا الشخص؟!

فقال أحدهم فزعاً:

لعله الإمام؟!

أخذ كل منهم جانباً من الصحن يبحث فيه عن الرجل ولكن دون جدوى!

لقد كان غائباً في طيات نفوسهم التي تختلط فيها موازين التعامل، حيث لابد من شحذ الهمة للصيقلة من جديد.

 كان الشيخ مرتضى الأنصاري من كبار علماء الشيعة في القرن الثالث عشر، وقد تصدى للمرجعية بعد الشيخ (محمد حسن النجفي) صاحب الجواهر، واشتهر بالشيخ الأعظم ولقب بخاتم الفقهاء والمجتهدين، كما يعتبر كتاباه الرسائل والمكاسب من أمهات الكتب العلمية التي غيرت مسار الحركة الفقهية في الأوساط الحوزوية.

في بدايات دراسته العلمية كان منشغلاً بحرفة بيع المفاتيح والأقفال حيث يكتسب عدة ساعات في اليوم ليحصل على ما يستطيع به إمرار معاشه..

الانسان
الايمان
قصة
الامل
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحقيقة المطلقة

    هل ينتهي حزن الثقلين؟

    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ

    أطعمة يومية تحافظ على نضارة البشرة وتدعم إنتاج الكولاجين

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    آخر القراءات

    المدرسة للبيع.. والمدير مجانا!

    النشر : الأربعاء 01 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    ماهي آثار الاستحمام بالماء البارد والساخن؟

    النشر : الأثنين 06 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    3 علامات تدل على إن أمعائك غير صحية

    النشر : الأربعاء 31 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 44 ثانية

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    جابر الانصاري في ذاكرة التاريخ

    النشر : الخميس 09 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1134 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 999 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 452 مشاهدات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    • 403 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 389 مشاهدات

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    • 350 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1478 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1460 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1134 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1084 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1071 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1020 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحقيقة المطلقة
    • منذ 7 ساعة
    هل ينتهي حزن الثقلين؟
    • منذ 7 ساعة
    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ
    • منذ 7 ساعة
    أطعمة يومية تحافظ على نضارة البشرة وتدعم إنتاج الكولاجين
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة