الام المصدر الاول لسلوك الطفل وتصرفاته، فهو لاياخذ منها غذائه المادي فقط، وانما يستلهم منها مشاعره وأحاسيسه وطريقة كلامها وتعاملها.
وعندما تفقد الام هذا الدور سواء بالابتعاد عن طفلها او كونها منشغلة عنه دائما، نلاحظ الطفل سينتقل تلقائيا الى من يطمئن له او من سيكون بديلا عن الام سواء الاخت او الاخ او الاب او حتى الجدة فسياخذ منهم سلوكياته ويعمل على تقليدهم وبهذا ستفقد التحكم على ماتريد أن تبني به طفلها، وهذا الانعطاف فيه ايجابياته ان كان بعد الام لاسباب ضرورية فتسليمها للطفل بيد اشخاص ممن يقربون له وتطمئن لهم، اما الانعطاف الاخر وهذا جدا خطر على طفلك وهو الاتجاه الى القنوات الكارتونية او صديق معين كأن يكون ابن جاركم او الاخطر من ذلك وهو الانترنيت.
نأتي الى خطورة القنوات الكارتونية على الطفل ذو الثالثة من عمره فما فوق، فتتعدد مشاهد القتل والعنف وحتى الانتحار في اغلب افلام الكارتون، فضلا عن مشاهد الحب بين الجنسين وغيرها من السلوكيات التي لاتلائم المجتمع الاسلامي.
وللصديق تأثير مهم على الطفل فيأخذ منه بعض الالفاظ وحتى التصرفات الخاطئة التي ينقلها له من عائلته او من الشارع، فيجب ان يكون الصديق معروف العائلة ويتم الاطمئنان لتربيته.
أما الانترنيت فهذا صاحب الخطورة الاكبر والأكثر تأثيرا على الطفل فحين يترك على اليوتيوب لمشاهدة افلام الكارتون أو الالعاب فمن خلال تنقله ستظهر له مقاطع أخرى من الافلام والمسلسلات وينتقل بلا معرفة بين المقاطع ومايراه سينعكس تلقائيا على تصرفاته ورغباته ويوما بعد يوم سيصبح مدمنا ويصاب بالكسل والخمول جسديا وفكريا لانهسيعتاد الجلوس امام الانترنيت فيكره الحركة والدراسة وكل ماسيأخذ منه الاوقات التي يقضيها مع الانترنيت وغير ذلك سيصاب بالعزلة وقساوة المشاعر وعدم الاهتمام بالمحيط حوله، واحيانا تتفاقم الحالة ويصاب بمرص التوحد.
يبقى السؤال كيف تتخلصين من كل ذلك :
1_ أبقي طفلك بالقرب منك اغلب الاوقات حتى تكونين على علم بتصرفاته.
2_ عند جلوس طفلك على الانترنت اجلسي معه وحددي له فلم الكارتون المناسب لعمره وعصره.
3_ عند قدوم احد الاصدقاء او الاقارب او الجيران لاتجعلي طفلك يلعب مع اطفالهم بعيدا عن مرآك حتى لاينقلوا له سلوك خاطئ.
4_ تحدثي دائما مع طفلك واجعليه يتحدث وانصتي له حتى لاتضيع عليك فرصة مصارحته لك بكل مايشعر به او مايحدث حوله.
5_ عندما يتحدث معك عن فعل خاطئ لاتؤنبيه وتضربيه لانه لن يصارحك مرة اخرى بما فعل او حصل له بل اشكريه ثم علميه ان هذا الفعل خاطئ.
ان ترك الطفل بيد القنوات التلفزيونية والاصدقاء والإنترنت فالام التي تعطي الجهاز لطفلها حتى ينشغل عنها هو تسليم لافكار ومبادئ وسلوك وأخلاق الطفل لمصادر وامهات ومربيات تبعث افكارها الخاصة في طفلك ويتوجه لها حتى عاطفته واهتمامه بالام يبدأ يقل تدريجيا وبهذا تفقد صفة المربية وتدخل في مفهوم الرعاية الذي يشمل توفير الاكل والشرب واللبس فقط ولايدخل فيه تعديل وتغيير السوكيات وتنمية المهارات وهذه التي يطلق عليها التربية.
تلك الامانة التي بين يديك لاتدعي تربيتها لام لاتعرفيها حتى لاتكون هناك ام اخرى لطفلك.
اضافةتعليق
التعليقات