رغم حياة اللهو التي عاشها ويقنع نفسه إنها الحياة الفضلى كان هناك شيء بداخله ينغزه حين يمر على باب جامع أو يسمع الآذان.
وكان يلهي نفسه ويقنعها كلما تكلم الصوت بداخله المغطى بالعجز والتكبر والكسل انه يوما ما سيصلي وسيتبع سنة رسول الله واله الأطهار بحذافيرها, علي ذو العشرون عاما عبر سن التكليف ولم يقف على سجادته لإقامة الصلاة ولا مرة كان علي ذو قلب طيب كان يهب لمساعدة كل من يطلبها منه، لم يكن يقصر بحق أي احد لكن تقصيره كان أمام من هو اكبر من الكل كان تقصيره أمام خالقه وكان يدرك خطأه ولكنه كان يشعر بشيء ما يمنعه عن صيامه وعن صلاته, وفي احد الأيام عندما كان عائدا من عمله رأى منظرا مهولا أمامه كان حادث سير أودى بحياة عائلة كاملة فيها الكبير والصغير هرب مبتعدا عن مكان الحادث فرأى أمامه مقاما لسيدٍ يعود نسبه لأهل البيت جلس يبكي نادما متحسرا على ما فات من عمره , حتى المساء عاد مثقلا من تعب العمل مليء بالحزن مما رأى شعر بثقل مشاعره ارتمى على سريره وأغمض عينيه المتعبتين وغط في نومٍ عميق رأى في حلمه رجلا ذا نورٍ ساطع حاول احدهما الاقتراب من الآخر ولكن في طريقه ظهر له ثعبانٌ كبير مخيف اخذ يهرول محاولا الابتعاد عنه ولكن دون جدوى بعدها ظهر له احد الأشخاص الذين كان قد ساعدهم في حياته لينقذه منه, ثم عاد ليحاول الاقتراب من ذاك النور الساطع ليظهر له مخلوق غريب ذو رائحة نتنة حاول التهامه عدة مرات لكنه تمكن من الهرب منه وقف وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة فاقترب منه رجلٌ طويل القامة ممتلئ الجسد كان يغطيه رداءٌ اسود لم يظهر منه شيئا اقترب منه واخبره: لقد آن أوانك استعد للرحيل. أجابه مرتبكا: ولكن! ولكن! ليس الآن فأنا احتاج لمزيد من الوقت.
هلا عرفتني على ذلك الرجل الذي يحيط النور به من كل جانب؟ لمَ لمْ أتمكن من الاقتراب منه؟ لمَ يصدر منه صوت البكاء هذا؟
أجابه: انه إمام زمانك ولم تتمكن الاقتراب منه لأنك بعيدٌ بخطوات عن خالقك فأنت لم تقترب بعد من ربك، وكلما خطوت خطوة لإرضاء إمام زمانك فأنك أرضيت بذلك خالقك ثم اقترب منه حتى أصبحا وجها لوجه وقال هيا لقد انتهى وقتك لنتتقدم أو تتأخر ساعة.
شعر بالإغماء بعدها أفاق من نومه ففتح عينيه بتثاقل وكأنه خرج للتو من صراع مميت وكان الصباح قد طل وانتشر نور الشمس في كل مكان أحس إن هذا الصباح مختلفٌ وشعر بقشعريرة تسري في جسده دفن وجهه بلحافه بدا يتردد بذهنه ذاك الصوت تساءل مع نفسه من هو أكثر خوفا حادث السير المروع أم ذاك الحلم الذي هزني بقوة؟، اخذ نفسا عميقا وكان متهيئا هذه المرة لاتخاذ القرار الذي انتظر طويلا أن يقرره.
اضافةتعليق
التعليقات