ضمياء العوادي كاتبة ومديرة تحرير مجلة نسوية طبعت مجموعتها القصصية الأولى بعنوان (بعد فوات الإعتراف) وعن خبايا هذه التجربة (بشرى حياة) أجرت معها حوارا:
_بداية كيف انبثقت لديك فكرة الكتابة؟
فكرة الكتابة كانت مضمرة تظهر بين حينٍ وآخر على هيئة بعض الخواطر البسيطة والتي لا تعدو عن كونها نثار كلمات غير مسبوكة ولا تنسب لأي فن أدبي، كنت ألتذ بقراءة الشعر الفصيح والاستماع له حتى وإن لم أفهم منه شيء لكن انجذابي وحبي للغة العربية جعلني أختص بها.
أما الإنطلاقة كانت في المرحلة الثانية من قسم اللغة العربية حيث كانت هناك دورة للقصة القصيرة أقامتها جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية أخبرتني مديرتها أم محسن معاش بأن أنظم لهذه الدورة واتعلم فن الكتابة اعتذرت منها كثيرا اخبرتني حينها بأن أحاول لا ضير وفعلا من أول يوم ومع أول واجب تفجرت الموهبة حتى أني لم أصدق ما كنتُ أكتبه بدأ والدي يقرأ لي ويقدم لي النقد والدعم وكذلك أساتذتي في القسم والزميلات ولله الحمد تمسكت بهذه العطية وسرتُ اصقلها حتى اليوم انتجت أول مجموعة لي.
_ما هي المحفزات التي أسهمت بتطوير موهبتك؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك كأديبة كربلائية؟
المحفزات لعله من أبرزها هي وجودي في ساحة أدبية ومجموعة الكاتبات والقارئات فكنا نتبادل الآراء والخبرات ونقف على المعاني والمفردات حتى بدأتُ في السير إلى عالم المقالة والقصة وأجمع بين الصحافة والأدب.
أما الصعوبات في الحقيقة لعله أكثر ما يعيقني هو الوقت والفكرة، الجندي الذي كان يذوب العقبة الأولى هو أمي عندما أخبرها بأن هناك فكرة طرقت قلمي تكمل هي العمل وتتركني أدون تلك الأفكار وكثيرا ما كانت تشاركني الثانية، أما الثانية فالحوار الدائم مع الزميلات يستطيع الهامي، كنت أناقش فكرة القصة أو المقال مع الجميع حتى أرى مختلف فئات المجتمع كيف تنظر إلى هذه الموضوعة وهذه الفكرة وما الجدوى من ورائها.
أما كأديبة كربلائية فلي الميدان الواسع الذي من الممكن أن أستلهم منه بسهولة فأنا أولا أمام واقعة غزيرة بالمضامين العالية وأمام تجمع كبير من مختلف الثقافات فضلا توفر ما تحتاجه أي كاتبة من الكتب والندوات والدورات وحتى التشجيع.
_هل يختلف الأدب من بيئة إلى أخرى كيف وجدتِ ذلك من خلال تجربتكِ؟
أرى أن الأدب في كل مكان هو ذاته محوره الأساس معاناة الإنسان فهو بوح النفس البشرية وتقلبات حياة الفرد وتدفق مشاعره ومعاناته النفسية كل ذلك يصب في قوالب أدبية خاضعة للجمال وفق مذاهب أدبية متنوعة، فما يفرقه ممكن الاسماء طريقة إدارة الاحداث وغيرها.
_لماذا (بعد فوات الاعتراف)؟
بعد فوات الإعتراف نحن بالعادة ندون كل ما فات لكنه باقٍ ذو أثر والإعتراف كذلك كثيرا ما ندير حواراته بصمتٍ بعد فوات أوانه لأنه حينها لا يجدي الصوت نفعا فجاءت قصص المجموعة تحاكي هذا المفهوم، ومنها الإعتراف فغالبا عندما يفوت أوانه يبقى مجرد حوارات يخوضها المرء بينه وبين نفسه في كل مرة يعيد الموقف نفسه حتى يصل إلى مرحلة التسليم بأن كل هذا الاعتراف ضرب من الوهم لا يمكن استرداد اللحظة.
اضافةتعليق
التعليقات