انهكته المصائب و اعلن استسلامه أخذ نفسه المثقلة بالهموم و الأحزان وتحرك ليجد جوابا لأسئلته العقيمة ذهب إلى مولاه وبدأ يشكو حاله قائلا: يامولاي لست جيدا ضجر قلبي وانقطعت بي السبل ماذا أفعل؟ قال له فر إلى الحسين. في كل مرة شعرت بأن حلول الأرض انتهت وانقطعت بي السبل التجأت هائمة الى ضريحه المبارك و تغيرت أحوالي بطريقة مدهشة لذلك هذه وقفة اجلال لشكر كل هذه النعم طوال هذه السنوات ! شكرا يا مولاي لأنني أشعر برعايتك لي في كل لحظة من لحظات حياتي اللحظات التي لايعرف عنها اي شخص سوانا أنت وأنا و الدموع المنهمرة في ساحة الله جل و علا بينما كنت أحدق على تلك التفاصيل الأزهار ،اللون الأخضر الذي يزيد الأرواح نضارة و حياة، الأصوات و مزيج من الدموع الألم و الأمل الفرح و الحزن والأيادي المرفوعة نحو السماء التي تطلب من ربها أن يفيض عليها الخيرات ببركة هذا المولود المبارك سفينة النجاة فكرت اذا كان هذا الضريح المبارك يملك هذا الجمال كيف سيكون جمال وجهه؟لذلك يتأخر أهل الجنة عن الدخول فيها لأنهم يهيمون عشقا بجماله و يساقون الى الجنة رغما عن ارادتهم لأن جمال وجهه جنتهم ! ماذا يفعلون بالجنة و نعيمها ؟ نحن قوم نعيش في جنة الله على الأرض هنا مأوى الأرواح المتشردة من قبح العالم هنا مأوى كل من يبحث عن السعادة لذلك نردد صباحا ومساء و في الرخاء والشدة اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا و الآخرة. كانت تقول لي والدتي الزام الحدود في كل شيء حسن إلا في حب الحسين وعلى مثل الحسين فلتُذهل العقول و تُكثر الشجون وتُقدم الأرواح على طبق من الاخلاص والصدق ففي هذه الروضة المباركة لا يُسمح بالمتنافق البقاء يُمسح اسم المتلون المنافق عن دفتر العشق و يخرج خارج القائمة في مملكة الحب لا يوجد أي نفاق ما يبقى هو حب صادق خالص بعيد عن المصالح والمآرب ها هو فطرس يعلمنا أسس الحب وطريق النجاة يعلمنا كيف نخرج من الظلمات الى النور وكيف نرتفع و نرتقي وكيف نحيا و نخلد باسم الحسين عليه السلام. يعلمنا مهما طال الألم سيكون هناك أمل ومهما كسر جناحنا سيكون باب التوبة مفتوحاً ببركة مولانا الحسين عليه السلام يعلمنا كيف ان الحياة تكون ذات معنى وجوهر مع الحسين عليه السلام يعلمنا الخدمة الحقيقية و التفاني لأجل المحبوب. وها هو اسمه في سجل العاشقين يتلألأ شامخاً ويترك الأثر الجميل في قلوب المحبين ليعرفوا أين هم و في ساحة من ؟ في ساحة من قال الرسول صلى الله عليه وآله في حقه:أحب الله من أحب حسين. في ساحة من قال له سيد الخلق صلى الله عليه وآله: حسين مني وانا من حسين ومن الإجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والأئمة (عليهم السلام) من ولده. فطرس عرف بمن يتمسك كي يُغفر له ويَرتفع فسمي عتيق الحسين لما حصل عليه من الشفاء ببركة سيدالشهداء عليه السلام يعلمنا بأن ندقق في آية هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟ بعد أن شُفي ببركة سيدالشهداء قال : يا رسول الله أعلم أن أمّتك تقتل ولدك هذا وله عليّ مكافأة لا يزوره زائرٌ إلاّ بلّغته الزيارة، ولا يسلّم عليه مسلم إلاّ بلّغته السلام، ولا يصلّي عليه مصلٍّ إلا بلّغته الصلاة، ثم ارتفع طائراً إلى السماء. هل نتمسك بسيدالشهداء بهذه القوة؟ وكيف نشكره؟ كيف نشكره عن كل هذه الألطاف؟ عندما يحب الانسان أي شخص يفعل الكثير من الأفعال التي تكون مرضياً عند محبوبه لذلك يقول الامام الصادق عليه السلام : (معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً قولوا للناس حسناً واحفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول وقبح القول). فالحب لا يتحقق بالقول فقط بل يتحقق بالتمسك والمعرفة وتزكية النفس وممارسة دائمة لأعمال الخير و ترويض النفس بالتقوى. بعد أن يسعى الانسان على تربية نفسه وترويضها ينتقل الى المرحلة الثانية وهي العمل على صعيد أوسع و هو العمل الإجتماعي ليصبح حسينيا بالفعل وينشر رسالته الى البشرية. علمنا فطرس بأن خير الدنيا والآخرة في باب سيدنا ومولانا الحسين عليه السلام لنسأل أنفسنا في أي درجة من الحب نحن؟ و أين تأثير سيد الشهداء في حياتنا؟ أين نحن من عطائه و انسانيته ، أين نحن من ايثاره وتفانيه في الله ولله والى الله؟ ان استطعنا أن نجيب على هذه الاسئلة فطوبى لنا العتق من الشهوات طوبى لنا العتق من الدنيا و مافيها طوبى لنا الحرية باسم سيد شباب أهل الجنة الحسين (عليه السلام)!.
اضافةتعليق
التعليقات