نعيش انا وعائلتي في بيت في مدينة كربلاء، بيت يجمع ابي وامي واخوتي منذ ان غادرنا دمشق بسبب الارهاب، فاحتضننا بدفئه ليعوضنا عن امان فقدناه هناك لبعض الوقت فغمرنا الله بنعم في هذه المدينة كان البيت احداها.
في كل عام يأتي زوج من الحمام الى هذا البيت ليعشعش على نافذة من نوافذ منزلنا يؤنسنا بهديله ويحمل اخبارنا الى من لانعلم ويفرحنا بأزواج من حمام صغار ننتظره ليكبر لنشتاق اليه وهذا الامر تكرر لأكثر من ثلاث سنوات مضت.
ان نتعلق بطائر السلام وان نحرص على امنه وحصوله على كفايته من الطعام شيء انساني فطري غرس باطباعنا نحن البشر ولا ادري اكنا نحافظ عليها ام كانت هي من تحمينا.
في قصة هجرة رسول الله صل الله عليه واله ووجوده في غار حراء كان الحمام والعنكبوت البطلان اللذان ببركة وجودهما دفع عن الوجود المقدس لنبي الرحمة الاذى واتساءل انا وعائلتي ان كانت حماماتنا كذلك تحمينا مما لم يخطر في بالنا من شرور اقلها شرور انفسنا.
كثيرة هي المواقف التي يشعر بها الانسان بالرحمة اتجاه مخلوق اخر ويرى اثر هذه الرحمة في دنياه فضلا ان تكون وسيلة يتقرب بها الى الله في اخراه.
وفي دولة عظمى مثل امريكا حيث تتوافر كل الامكانات العلمية والقدرات المادية توظف بعيدا عن مصالح البشر بل انها تنسحب عن مجلس اسس لحقوق الانسان فكيف اذ لم تؤمن بحقوق الانسان ان تلتفت الى حقوق الكائنات الاخرى في العيش الامن المستقر.
في هذه الدنيا تناقضات عدة ومن هذه التناقضات يعتبر الانسان ويجعلها لحظات تفكر يرجع فيها الى خالقه ليرى عظمة الاسلام.. دين يجعل للحيوان حقوقا وللانسان حقوق جدير ان يتقرب به الى الله.
وان كانت امراة دخلت النار لهرة حبستها لم تطعمها ولم تجعلها تاكل من حشائش الارض فما بالك بمن يؤذي الشعوب بالحروب والمجاعات والجهل والمرض.
شعب يجمع على قيادة ترسله الى الهاوية بل الى مستنقع من الشرور عليه ان يراجع نفسه كثيرا لأنه يتحمل نتيجة اختياره الذي يدل على طبيعته ورضاه عن حكومته فالناس على دين ملوكها.
لذلك لتكن اختياراتنا لولاة امرنا من المعصومين الذين هم الولاة الحقيقيون الذين بفرجهم تكشف هذه الغمة عن هذه الامة.. وان ننتخب من يمثل قيمنا ومبادئنا وانسانيتنا.
فهذه الدنيا ليست غابة يربح فيها الاقوى فالاسلام يريد الربح للجميع بالعدالة والقسط.
ولو تحولنا الى عالم الاسرة الصغير الذي هو نموذج عن العالم الكبير حيث يسيطر الابوان على صغارهما حينما يكونان قدوة حسنة لهم حيث يعلمانهم توقير الكبير والعطف على الصغير ليتعاون الجميع في الاسرة على القيم والمبادىء الاخلاقية وان لا يحتكر احد من العائلة شيئا لنفسه بل ان نزرع قيم الايثار وحب العطاء والمبادرة في سلوكهم كل هذه تنعكس على المجتمع ككل فنتشأ دولة قيمية في مقابل دول تحاول تحطيم كل ما هو ملون جميل في عالمنا.
ان اهتمامنا بالتفاصيل الصغيرة في منظومتنا هذه التفاصيل من الكرم والاخلاق والمبادرة والعطاء والاخاء والرأفة بالحيوان والعناية بالأغراس وحب العمل والتضحية في سبيل اسعاد الاخرين هي ما تجعل الدول قوية بمجتمعاتها قادرة على الوقوف امام جبروت الطغاة وزيفهم.
اضافةتعليق
التعليقات