كشف تحقيقٌ أجرته المجلة الفرنسية "60 مليون مستهلك" عن احتواء عدد من حفاضات الأطفال على مواد سامة.
وفحص التحقيق مكونات 12 علامةٍ تجاريةٍ للحفَّاضات، فيما كشفت النتائج عن وجود بقايا "مواد سامة" في 10 منتجات، بحسب ما نشره موقع le figaro الفرنسي.
وحسب القائمين على هذه الدراسة، فإن الطبقات التي تحمي أرداف الرضَّع تحتوي على بقايا المبيدات؛ مثل: الغليفوسات (العنصر النشط في مبيدات الأعشاب الشهيرة herbicide)، والديوكسين، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وآثار من مركبات عضوية متطايرة.
وكانت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان قد صنفت مادة الغليفوسات، "كمادة مسرطنة للإنسان"، وحذرت المجلة الشهرية من أن وجود مثل هذه المواد السامة في المنتجات شيءٌ غير مقبولٍ.
بامبرز أول المتهمين
وقد عُثر على هذه المواد في حفاضات pampers baby dry، وcarrefour baby planet؛ إذ أظهرت هذه المنتجات أسوأ النتائج.
وعلى النقيض، كانت علامات تجارية لاتصنف كمنتجات غالية، لم تحتوي على أي مواد سامة.
من جانبها، قالت الناطقة الرسمية لشركة كارفور: "لا نعرف حتى الآن النتائج الكلية للدراسة، ونرغب في الإلمام بها جيداً قبل تقديم أي إجابات"، وهو الموقف ذاته بالنسبة لمُنتج بامبرز.
الشركات لا تقدم معلومات للمستهلك
ندَّدت مجلة "60 مليون مستهلك" بعدم شفافية الشركات المصنِّعة؛ إذ قالت إن شركة مثل بامبرز -وهي الرائدة في هذا المجال- تكتفي بوضع عبارة "ناعمٌ كالحرير" على غلاف المنتج، بينما تتكون الحفَّاضات الآمنة من السيليلوز، وهو المركب الأساسي في الخلايا النباتية، والذي يعطي تلك النعومة الشبيهة بالحرير.
وعلى الرغم من أن هذا الغياب في الشفافية ليس قانونياً، بالمقارنة مع مستحضرات التجميل مثلاً، فإن هذا لا يمنع أن تضع الشركات المصنعة تفاصيل حول ما تتكون منه منتجاتها، بحسب ما تقوله المجلة.
ولم تكن المجلة الفرنسية أول من علَّق على مكونات حفاضات الأطفال؛ ففي أكتوبر/تشرين الأول 2016، وخلال اختبار جودة أُنجِز من قِبل مختبرٍ مستقلٍ، بناءً على طلب love and green، كشفت نتائجه عن احتواء بامبرز على الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وهي مشتقات البترول التي صنفت من قِبل الاتحاد الأوروبي كمواد مسببة للسرطان.
ودعت المجلة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات محدَّدة وضوابط أكثر صرامةٍ؛ لضمان سلامة الرضَّع وتزويد المستهلك بالمعلومات الكافية عن تكوين المنتجات، ويجب الزام الشركات بوضع ملصقات المواد الأولية، ومختلف مكونات تصنيع الحفاضات على المنتحات.
وفي بيان لسكرتيرة دولة فرنسا المكلّفة بشؤون التجارة والاستهلاك مارتين بانفيل، دعت إلى ضرورة اليقظة بخصوص هذا الموضوع؛ من أجل تحديد الدرجات المقبولة لآثار هذه المواد الكيماوية في الحفاضات.
وكانت مارتين قد طلبت العام الماضي، تدخّل الهيئة الوطنية للسلامة الصحية؛ لإنهاء هذه الأزمة، كما دعت إلى ضرورة إجراء المزيد من التحليلات على تلك المنتجات.
اضافةتعليق
التعليقات