تحمّل أهل البيت (عليهم السلام) مصائب كثيرة وتعرضوا لكثير من الأذى وواجهوه بقوة وايمان فما تعرض له الإمام علي الهادي منذ صغره حيث عاصر 6 من الحكام العباسيين الذين ضيقوا الخناق كثيرا على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وهم المعتصم والمستنصر والمتوكل والمنتصر والمعتز.
استلم الحكم المعتصم وكان وقتها الإمام الهادي (عليه السلام) صغيرا ، ولما أستشهد الإمام الجواد (عليه السلام ) كان عمر الإمام الهادي (عليه السلام) ما يقارب ٨ سنوات.
ظن المعتصم أنه صغير ويستطيع أن يتفوق عليه علميا ويبني فكره كما يشاء فأوعز إلى أتباعه أن يجدوا معلما للإمام يكون مبغضاً وبعيداً عن نهج أهل البيت (عليهم السلام) ، فاختار الجنيدي أديب وعالم وكان شديد العداوة لأهل البيت (عليهم السلام) ولما بدأ الدروس مع الإمام الجواد (عليه السلام) وجده فقيها عالما تفوق عليه في علمه، فقال هو من يعلمني لا أنا وتحول من البغض لأهل البيت (عليهم السلام) إلى حبهم.
وهكذا حاول الحكام العباسيون الانتقاص من الأئمة الطاهرين وشددوا عليهم حتى ان المحب والموالي لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان يخاف التصريح بذلك في زمن المتوكل العباسي الذي كان أشد العباسيين ظلما وفتكا بآل محمد (صلوات الله عليهم) فقد قام بكرب قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ومنع المحبين من زيارته وفرض الضرائب والعقاب على من يبغى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ولينتقص من مقام ومكانة الإمام (عليه السلام) أتى بالعلماء ليناظروه فتغلب عليهم ووقفوا خائبين لا يحرزون جوابا .
واتخذ الإمام الهادي (عليه السلام) الجانب التربوي التهذيبي ليرشد الأمة ويقوم بدوره فاتبع طريق تزكية النفس والموعظة وعدم التصادم مع الحكام بشكل مباشر واتخذ من حضوره في البلاط في قصورهم طريقة للتأثير في الحاضرين وبيان الحق وخلافه.
ومن كلامه وموعظته أنه قال (عليه السلام):
مَن كانَ عَلي بَينةٍ مِن رَبِّهِ هَانَت عليه مَصائِبُ الدُّنيا وَلَو قرضَ ونشرَ. [تحف العقول، ص 511
فالعارف لربه صاحب اليقين والإيمان الراسخ تهون عليه كل مصائب الدنيا لأنه يعلم بزوالها ويعلم بأن مرده لمالك هذا الكون وأن كل شيء يعود إليه ولا ملك إلا لله .
فصبروا وتحملوا وباعوا الدنيا بما فيها فهم من اشترى الآخرة بالدنيا، هؤلاء الأطهار الذين اختارهم الله وفضلهم لعلمهم وطاعتهم واخلاصهم وجعلهم آية لنا وقدوة نقتدي بهم لنعود إليه بقلب سليم.
اضافةتعليق
التعليقات