يعد شهر رمضان المبارك كدعوة إلهية للسمو الإنساني حيث تتجلى روح المرء إلى مرحلة القداسة لنخفف بقدر المستطاع شيء من ذنوبنا فليس هناك احد منا خالي من الذنوب وإن كانت طفيفة.
بهذا الصدد رصدنا عادات منافية لما اعتدنا عليه في السنوات الفانية من خلال تغيير مفهوم الصيام لدى البعض حول تحول الأمر إلى تباهي أكثر من استجابة ربانية لأمر الله عز وجل.
(بشرى حياة) تسلط الضوء بهذا الاستطلاع على فلسفة الصيام في زمن العولمة:
صوم الجوارح
تسرد ايلاف طالب موظفة في القطاع الحكومي رأيها قائلة:
من الضروري مراعاة حرمة الشهر فهناك رجال ونساء ابتعدوا جدا عن مفهوم الصيام الصحيح فالأهم من الامتناع عن الطعام والشراب هو صوم الجوارح بعدم الحديث عن الآخرين في غيابهم أو نقل الكلام واثارة الفتنة والاكتفاء بالصمت على الاقل خلال هذه الايام المباركة وذلك لان البعض لديهم هذه الطباع التي لا تتغير حتى في شهر رمضان الكريم.
من جانب آخر قالت المهندسة سهير عبد العباس: عذرا لما سأقوله بهذا الجانب لان هناك بعض السيدات تناسين مفهوم الصيام بالمعنى الادق الذي دعانا ديننا الاسلامي له، فالإسراف بالتبرج وارتداء الزينة والثياب غير الفضفاضة تعد من المحرمات كما نعلم وغالبا ما يرفضن النصح بهذا الشأن ولكنني كنت اعول ان الامر سيكون مختلفا في شهر رمضان احتراما لسيد الشهور خصوصا حينما تخبرنا احداهن بانها صائمة فلا يسعني سوى الصمت فصيامها منافي تماما لعاداتنا وتقاليدنا الاسلامية التي تربينا وفقها.
واشار الاستاذ حسنين الانصاري/ تدريسي بقوله الى ضرورة الاهتمام بالواعز الديني في ايام حياتنا بشكل عام ولكن هناك اولوية خاصة لشهر رمضان لكوننا نكون اقرب الى الله فيه، والابتعاد عما ينهانا عنه ديننا بعدم الاسراف في الحديث عن الاخرين وارتداء ثياب مناسبة غير مثير للانتقاد والانتقاص من كيان الشخص سواء كان رجلا او امرأة.
ختم حديثه متمنيا، شهرا مباركا يعم فيه الخير والبركة على ارجاء المعمورة جميعها.
صيام حقيقي
فيما قال الشيخ احمد الساعدي : نحن في زمن العولمة هذا نكون حقا بحاجة الى صيام حقيقي لا صيام بطني، صيام ينعكس تأثيره على الفرد والمجتمع لا صيام يبتعد عن المعنى الحقيقي لفلسفة الصوم خصوصا و نحن نواجه هجمات شرسة تجتاح منازلنا بسلاح متطور غير ممكن ردعه الا بالتحصن بالدين وهو التكنولوجيا التي بدت تأخذ حيزا كبيرا من حياتنا اليومية.
حيث يرى البعض ان ما يقدمون عليه من تصرفات منافية لتقاليد اساسيات الصيام انما هو تطور بيئي واجتماعي يواكب الحداثة متناسين ان العادات لا تتجزأ وما يدعون اليه هو بدع من اثم الشيطان (نستجير بالله منه) لذا علينا ان نكون جميعنا وخصوصا على اهل بيتنا الرقيب الناصح لما يحمله التقدم الحضاري من عادات تستغل اولادنا وتقودهم الى هاوية الخطأ.
اضافةتعليق
التعليقات