لا يقتصر دور الطبيب البيطري على الثروة الحيوانية فحسب بل له دور مهم في الحفاظ على صحة أفراد المجتمع من الأمراض المشتركة والانتقالية بين الانسان والحيوان غير أن أغلبنا متناسين مدى أهمية وجوده في ميدان العمل إذ يتلقى الطلبة خيبة أمل بعد التخرج لعدم ايجاد فرصة عمل وفق اختصاصهم، فضلا عن تعرضهم للاستهزاء من البعض حين يسمع بالطبيب البيطري!
الصد الأول
حدثنا الطبيب البيطري أحمد الخفاجي قائلا: إن اختصاص الطب البيطري يعد جدار الصد الأول الذي يحمي الإنسان من الأمراض ولا يقل أهمية عن الطب البشري لأن مدة الدراسة فيه تمتد إلى (5) أعوام كما أن المنهج لا يفتقر من الصعوبة إلا أننا نلاقي اجحافا كبيرا في حقنا من جوانب عدة أولها عدم توفر فرصة عمل إذ تم ايقاف التعيين المركزي الذي كان أسوة بباقي القطاعات الصحية.
فضلا عن استهجان اغلب الناس به وضعف الثقافة بتفهم هذا التخصص في المجتمع العراقي والذي يشابه تماماً كليات الطب البشري متناسين صعوبة العمل فيه اذ يتعامل الطبيب البيطري مع حيوان أحيانا يفوقه حجما، اتمنى ان يكون هناك اهتمام اكبر واوسع بشان الطب البيطري كونه ركيزة أساسية في الإشراف على حقول الدواجن والأسماك وتربية الحيوانات.
مستوى المناهج
و قال الطبيب البيطري علي مسلم لـ(بشرى حياة) إن الطبيب البيطري يعاني الأمرين في دراسته إضافة الى الصورة التي تقع في ذهن البعض أذ يتصور ان الدراسة في الطب البيطري دراسة بسيطة وهي من أسهل الدراسات باعتبار إنك طبيب (حيوانات) وهذا امر مؤلم خصوصا عندما نسمعه من اناس متعلمين اذ يكون الألم أشد وقعا على النفس، وربما لا يعلم الكثير أن مستوى الدراسة والمناهج التي تدرس في المراحل الاولى هي بنفس مستوى الدراسة في الطب العام خصوصاً في الاختصاصات الدقيقة.
مشيراً: الى وجود مقاعد دراسية للطلبة الاوائل في المرحلة الاولى لغرض الدراسة في كلية طب الأسنان والصيدلة.
الحلقة الأهم
من جانبه قال الطالب مهدي كريم / مرحلة رابعة طب بيطري/ جامعة كربلاء:
دخلت كلية الطب البيطري لأنه يعد الحلقة الاهم في توفير الامن الغذائي، كما واجهت بعض التنمر من الاخرين غير اني استطعت تجاوز تلك المواقف بحكمة من خلال مواجهتي لهم وشرح مدى اهمية اختصاصنا.
ختم حديثه: اتمنى ان يكون هناك مستقبل واعد للطب البيطري في العراق.
فيما قال الطالب مؤمل حاكم: التحقت بكلية الطب البيطري وفق رغبتي الشخصية لأهمية هذا الاختصاص وحبي للعمل فيه وانا على امل ان يتم تسليط الضوء على الاطباء البيطريين بشكل اوسع خصوصا اننا نشهد تزايدا في تربية الحيوانات وهذا يدل على الحاجة لهم في المستقبل.
وفي السياق ذاته قالت الطالبة حوراء احمد/ مرحلة رابعة: بسبب عدم توفر فرص العمل للخريجين اتجه اغلب الاطباء البيطريين للعمل في القطاعات الخاصة او بتخصص اخر بعيدا عن دراستهم، وعلى الرغم من ذلك ارى ان مستقبل الطبيب البيطري ناجح فهو يعد الداعم الرئيس في تأمين الثروة الحيوانية.
كلية الطب البيطري
تتألف كلية الطب البيطري من عدة فروع علمية منها (فرع الفسلجة والكيمياء الحياتية والادوية، فرع التشريح والانسجة والاجنة، فرع الأحياء المجهرية والطفيليات، فرع الامراض وامراض الدواجن والاسماك، فرع الطب الباطني والوقائي، فرع الجراحة والتوليد، فرع الصحة العامة).
وأثناء زيارتنا لأروقة جامعة كربلاء التقينا بعميد كلية الطب البيطري الاستاذة الدكتورة وفاق البازي حدثتنا قائلة:
إن انحسار التقديم على كليات الطب البيطري يعود لتوقف التعيين المركزي، فمنذ إيقاف قانون التدرج الطبي عام( 1989) كان بداية الكارثة إذ تسبب هذا القرار بتكدس الأطباء البيطريين وتوجههم إلى أعمال لا تمت لتخصصهم بصلة، كما ان معدلات القبول منخفضة جدا تصل الى 70% لا يناسب المستوى العلمي للكلية فدراسة الطب البيطري تمتد لمدة خمس سنوات وفق نظام الكورسات وتكون الدراسة باللغة الانكليزية وهي تحتوي على منهج علمي وعملي دقيق.
وحول السبل الناجعة لتفعيل دور الطبيب البيطري بصورة فعالة اكثر في ميدان العمل اضافت البازي:
اهمها هو تفعيل قانون التدرج الطبي البيطري والزام مشاريع الثروة الحيوانية ان تكون تحت اشراف طبي بيطري مع دعم المشارع الصغيرة والمتوسطة للشباب وانشاء حقول دواجن حكومية وبكادر طبي مختص، فضلا عن انشاء مشاريع اقتصادية للأبقار والجاموس والاغنام، كما ان تكلفة صقل المهارات لطلبة الطب البيطري عالية وتأتي بعد كليات طب الاسنان من ناحية التكلفة المالية، ويجب الاهتمام بالتوعية الإعلامية بأهمية الطب البيطري عبر توسيع دائرة عمله بصورة أكبر من الموجود حالياً ليتعدى الدور التقليدي في مكافحة الأمراض والتشخيص والوقاية.
واكدت على ان الكلية تتلقى دعم مستمر من رئاسة الجامعة والمنح المالية من المحافظة في توفير وحدة الحقل الحيواني والدروس السريرية في المستشفى والوحدات البيطرية وكذلك التدريب الصيفي بالإضافة للعيادة الاستشارية البيطرية المجانية في الكلية.
اضافةتعليق
التعليقات