ما من دولة او منظمة إلا ولها قوانين وأنظمة تحدد مسيرها وترسم خطة لعمل افرادها لإنتاج الافضل وتجنب الاخطاء والمنعطفات.
مخالفة تلك الانظمة والقوانين بغض النظر عن كونها جريمة توجب معاقبة من يرتكبها، إلا انها في الحقيقة تسبب ارباك في تلك الدولة او المنظمة او المؤسسة، فتؤثر سلباً على الانتاج والافراد معاً.
إذا كان هذا الأمر في دولة يحكمها شخص عادي، او منظمة تُدار من قبل اشخاص بخبرات محدودة، فكيف هو الأمر في دولة ربانية اوجدها الله تعالى في هذه الحياة بقيادة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله، حيث شرع الله تعالى انظمة وقوانين على لسان رسوله تضمن للمسلم حياة كريمة وتُعطي الانتاج الحقيقي للغاية الاسلامية.
السؤال: هل مايعيشه المسلمين في هذا الزمن هو الغاية الحقيقية من الاسلام، هل كان المسلمين خير امة اخرجت للناس؟.
الجواب بشكل صريح لا! والسبب يعود إلى عدم التزام المسلمين بالاشخاص الذين وضعهم الله تعالى لتنظيم مسيرة المُسلمين.
بعد أن اوضح القائد للأمة الاسلامية النبي محمد صلى الله عليه وآله جميع قوانين الاسلام وضوابطه، جاءه الامر الالهي: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
اوقف رسول الله مسيرته، جمع الناس واعلن القائد من بعده، ليُحفظ الاسلام من التلاعب.
عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأخذ بيد علي عليه السلام وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.*
عن أبو عبد الله احمد بن حنبل بن هلال الشيباني، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلى الظهر واخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال:
"ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟
قالوا: بلى.
قال: "ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه"؟
قالوا: بلى.
فأخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه".
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.**
هكذا هي الحادثة مروية في كتبنا وكتب المخالفين بشكل واضح، فهل التزم المسلمون بهذا القانون الالهي؟.
الجواب: لا، ما إن انتقل رسول الله (ص) الى جوار ربه، حتى نقض البعض وصية رسول الله والامر الالهي ومالوا الى غير امير المؤمنين علي عليه السلام، وهذا هو سبب ما مر به المسلمين ويمرون به حتى الآن من ويلات، كحال اي دولة او منظمة تخالف امر قائدها وتنحرف عن المسار المرسوم لها.
ماهو الحل، كيف يُعاد المسلمين الى مسارهم الصحيح؟
- عندما يعودوا الى المنصوص عليه في غدير خم، وهذا هو واجبنا نحن الذين انعم الله علينا بنعمة إتباعه، حيث إن مسؤوليتنا اولاً الاطلاع على كل ما روي في هذه الحادثة وفي كل المصادر ومن ثم نشر ثقافة الغدير على اوسع نطاق كل حسب امكانياته، سواء بإقامة ندوات للمناقشة حول الغدير أو عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الكتابة والتصوير وغيرها، أو عبر اقامة الاحتفالات على مستوى المجتمع او الأصدقاء او الأهل وذلك حسب طاقة الشخص نفسه، وبذلك يتم ترسيخ عظمة هذا اليوم المبارك وتبرز أهميته.
اضافةتعليق
التعليقات