• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نسخة مكررة

هدى المفرجي / السبت 27 كانون الثاني 2024 / ثقافة / 1319
شارك الموضوع :

ماذا سيحصل لو وهبنا انفسنا فرصة الرفض لمرة واحدة وتوقفنا في محطة الغصب لنقول: كفى انا لست نسخة مكررة

فكرت كثيرا ماذا لو وهبت حروفي حرية التعبير في هذا الموضوع، بحثت في بادئ الأمر هل أنا على حق أم أنني سأخالف قول الأمهات، تلك النسخة المكررة عبر الأزمان التي ورثتها جدتي عن أمها وأمي عن أمها لكن بطريقة محدثة قليلاً،  كيف ورثت عن امها ان الانثى هي ترتيب ادنى في هرم الحياة بينما الذكر هو قمة الهرم وهي متشبثة بهوس ارضاء الناس وكانهم القاضِ الذي سيأمر بقطع رأسها ان لم تسير على نهج السابقين من مجتمعها.

الوقت الذي ورثته والواجب الذي اسسته وان لم يكن في الحقيقة واجبها كل تلك الاشياء التي لا اراها سوى اشياء نقدمها حباً منا لا واجب مجبورين على القيام به، متناسين إن هوس إرضاء الناس الذي في داخلنا كان معَنا مُنذ أن كنا أطفالا حينما كنا نحاول أن نفعل كل شيء بأنفسنا، حتى تلك الأشياء التي لا نستطيع القيام بها وكل شيء لم نكن نحب ان نفعله ، إذ كنا نحاول لفت الأنظار إلينا لنثبت لمن حولنا أننا موجودون، وأننا نستطيع القيام بالكثير، أي أننا نحاول أن نثبت أنفسنا أمام الآخرين، ونحاول أن نحصل على التقدير لأنفسنا، ولما نقوم به من أعمال، فذلك يُشعرنا بنشوة الإنجاز، ويُعطينا قيمةً لذواتنا ولما نفعله.

تخيل أنك قمت بعمل عظيم جدا، ولكنك لم تُكرم ولم يأبهْ أحدٌ بك، بل وبّخك بعض الناس على ما فعلت، كيف سيكون شعورك حينها، قد تبدأُ تشك في قيمة ما فعلت، وفي الحقيقة عملك كان عظيما، ولكنك أُصبت بذلك الشعور لأنك تستمد قيمةَ ما تعمل ممن حولك من أفراد المجتمع، وهذه هي مشكلة الأغلب، فهم لا يجدون ذواتهم إلا في أعين الناس وألسنتهم، فلذلك يؤثر عليهم كلام الناس بالسلب والإيجاب، لكن ماذا سيحصل لو وهبنا انفسنا فرصة الرفض لمرة واحدة وتوقفنا في محطة الغصب لنقول: " كفى انا لست نسخة مكررة ".

امي الحبيبة انت عالم كامل يحتضنني لكن في الحقيقة انا لا اشعر انني في المستقبل اود لابنتي ان تكون نسخة مكررة عني تفعل اغلب الاشياء بروح دمية خشبية والخيوط معلقة على اصابعها، الزمان قد اختلف واختلفت معه كل القيم والنفوس وزادت الفتن ففعل الامس ربما لايتناسب مع اليوم ومانعيشه حتما لايقارن بما مر عليكم، وفي الحقيقة كان يجب علينا أن نسير في حياتنا وفق هرم أولويات أعلاه الله وأدناه الناس، وبينهما نفسك.

فعندما تريد القيام بعمل، أو اختيار شيءٍ ما، يجب أن تبدأ من أعلى هرمك وهذه فلسفة المؤمن، حيث تبدأ بالله أولًا وهل العمل أو الخطوة التي ستخطوها يقبلها الله أم لا، ثم ننزل إلى الأولوية الثانية وهي نفسك التي بين جنبيك، فعليك أن تسبُر أغوارها لمعرفة ما الذي تريده بصدق، وبتجردٍ كاملٍ عن آراء الناس، وردود أفعالهم تجاهك وتجاه ما تعمل وتختار، فهذا هو السبيل إلى الوصول إلى الطمأنينة والسعادة، أن تفعل ما ترغب وتريد، وأن تحقق شغفك، ألا ترى من يعمل عملًا يُحبه ولديه شغفٌ كبيرٌ به في غاية السعادة والانسجام مع ما يعمل، فهو لا يشعر بمن حوله ولا يشعر بالوقت وهو يمضي وكلّ الذي ذُكر مشروطٌ بغير معصية الله، فمن أطاع نفسه بعصيان الله هلكت نفسه وهلك معها.

وفي النهاية هذه حياتك ليست لأحدٍ سِواك، خالصةً لك من دون جميع البشر، لن تعيشها إلا مرةً واحدة، فلا تكن كالدمية يُحرّكها الناس كيفما يريدون، فقط عِشها بالطريقة التي تُحب، عِشها بشغفك، عِشها كما تُرِيد أنت فقط، لترضيَ الله ثم نفسك، ودعك من الناس ورضاهم، وعلى وتيرة رضا الناس يروى أن جحا في أحدِ الأيام كان يحزمُ أمتعته استعداداً للسفرِ مع ولدهِ، وبعد أن انتهى من حزم الأمتعة، ركب هو وولدهُ على ظهرِ الحمارِ، ومرّا بأول قرية في طريقهم فسمعا أهلَ القرية يتهامسونَ: انظروا إلى هؤلاءِ ما أقسى قلوبَهُم، يركبونَ على الحِمارِ هم وأمتعتهم ياللحمارِ المسكينِ، وعندما اقتربا من القريةِ التي تليها قالَ جحا لابنه : انزل يا بنيّ من على ظهرِ الحمارِ، وأكمل سيراً على الأقدامِ حتّى لا يقولوا عنّا ما قالهُ أهلُ القريةِ السّابقةِ، فنزلَ ولدهُ وسارَ بجانبِ الحمارِ ، فقالَ أهلُ القريةِ : انظروا إلى قسوةِ هذا الأبِ ، يركبُ هو ويجعلُ ابنه المسكينَ يسيرُ على قدميهِ، فلمّا حانَ مرورهُم بالقريةِ التي تليها نزلَ جحا وبقيَ ابنهُ راكباً فقالوا : انظروا إلى هذا الابن العاقِّ الذي يركبُ ويتركُ والدهُ الكبيرَ يمشي على رجليهِ، فلما وصلوا للقريةِ الأخيرةِ نزلَ جحا وولدهُ وتبعهما الحمارُ فتهامسَ أهلُ القريةِ باستهزاءٍ : انظروا إلى هذين الأحمقين يمشيان على أقدامهما ولا يركبان الحمار.

لذلك بكل بساطة لا تحاول ان ترضي احد او تكون نسخةً من أحد، أوجد الشيء الذي خُلقت لأجله "فَكُلٌ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَه"، خُلقت لتكون شيئا فريدا وعظيما، خُلق الكون من أجلك، وسخرت الحياة لِخدمتك وتذكر دائما: أنت نسيجُ وحدِك مختلفٌ عن الآخرين كما قال الامام علي (عليه السلام): "وَتَحْسَبُ أنكَ جُرمٌ صَغِيرٌ وَفِيكَ انطَوَى العَالَمُ الأَكبَرُ".

الانسان
المجتمع
السلوك
التفكير
الشخصية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    مستويات التحليل اللغوى وجوانبه السيكولوجية

    النشر : السبت 19 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    رهن الضجر

    النشر : السبت 20 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    أهم الخطوات التي تجعلك مرناً في تعاملك مع الأخرين

    النشر : السبت 25 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    فرط التعرق.. مشكلة كل صيف

    النشر : الأحد 09 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    مارس السرنديبية في حياتك

    النشر : الأحد 22 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    سأعيش هدفي

    النشر : الخميس 09 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 16 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 16 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 16 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة