تشترك اللغات الإنسانية في خصائص عامة شائعة فيما بينها، ومنها: خاصة البناء اللغوي الأساسي والذي يتدرج من الوحدات الصوتية البسيطة إلى الوحدات الفكرية المعقدة. ويعتمد فهمنا للكلام على دلالات متنوعة..
وهكذا فالتنظيم اللغوي يتضمن مستويات فونولوجية ونحوية ودلالية.
المستوى الفونولوچي Phonology (علم الأصوات الكلامية): ويهتم هذا المستوى بوحدات الأصوات الأساسية التي تكون الكلام . والفونيم Phonerme (الوحدة الصوتية الأساسية للغة ما) عبارة عن نوع من الأصوات يميز متحدثيها بلغة ما من حيث ما لها من صفات مميزة تفرق بينها وبين غيرها من الأصوات، بمعنى أنها وحدة صوتية قادرة على التفريق بين معاني الكلمات، وليست حدثا صوتيا منطوقا بالفعل في سياق محدد، فالفونيمات أنماط للأصوات، والمنطوقة بالفعل هي صورها.
المستوى النحوي: وهو عبارة عن اعراب الكلمات داخل الجمل وضبطها بالشكل . وتتراكب الوحدات الصوتية لتكون الوحدات الكلامية Morpheme والوحدة الكلامية هي أصغر وحدة من الكلام ذات معنى قد تكون كلمة وقد لا تكون فمثلاً: كلمة « قلم ، هي وحدة كلامية. أما كلمة « قلمي، فهي وحدتان كلاميتان أي أنها مكونة من « قلم » « وياء النسبة. .
إذن: فالكلمة عبارة عن تنظيم ما مكون من حروف بصرية أو أصوات سمعية تكون رمزاً معيناً للدلالة على الأشياء أو الموضوعات أو الأحداث.. وتتجمع الكلمات في وحدات أوسع أي في جمل، تبعاً لقواعد النحو والاعراب والتي تحدد كيفية ارتباط الكلمات بعضها ببعض وتنظيمها داخل نسق معين لتكون جملة مفيدة. وقد افترض تشومسكي Chomsky أن العنصر الأساسي للكلام هو الجملة البسيطة الإيجابية، وأن هذه الجملة الأساسية تتخذ أشكالاً عديدة وفقاً لقواعد النحو والإعراب. فمثلاً : « قرأ محمد » تعتبر جملة أساسية بسيطة، يمكن تغييرها فنقول: « محمد قرأ ». ومحمد لم يقرأ ، ومحمد قرأ كثيرا ، وما قرأ محمد ... ومما لاشك فيه أن القواعد الأساسية تختلف من لغة إلى أخرى؛ ولكن هذه القواعد وما يمكن أن يطرأ عليها من تغييرات داخل الجمل عامة بالنسبة إلى جميع اللغات.
ويذكر تشومسكي في نظريته اللغوية الحديثة: « أن مهمة النحوى هي تحديد القواعد اللغوية وتنظيمها وتوضيح الشروط اللازمة لتطبيقها ، بالإضافة إلى أن النظرية اللغوية تهتم بدمج النحو في نظم المعرفة المختلفة. .
المستوى الدلالي: وهو ما يخص معاني الألفاظ والأحداث والتي تستحضر صوراً معينة.
لدى الفرد. حيث أن بعض الألفاظ تحصل على معناها من خلال ارتباطاتها الانفعالية بالمواقف المتباينة التي مر بها الفرد ويتشكل معناها الدلالي وفقا لهذه الخبرات السارة منها والمؤلمة. كما يتوقف معنى اللفظ أيضاً تبعاً لنوعية المخاطبة وعرض ألفاظ العبارات في موقف ما وبطريقة ما تثير نوعاً ما من الدلالات لدى المخاطب ، ومن هنا تختلف معاني ودلالات الألفاظ اختلافا بينا لدى الأفراد .. ويطلق على ذلك: علم دلالات الألفاظSemantics . الجانب السيكولوجي للتحليل اللغوى درس بعض علماء النفس اللغوي الوحدات والمستويات والقواعد اللغوية من حيث ما لها من جوانب سيكولوجية بالنسبة إلى المتحدث والسامع. وقد تضمنت الدراسات تغيير عنصر لغوى واحد وملاحظة أثر ذلك على قدرة المفحوص على الإدراك والتعلم والتذكر بالنسبة إلى العبارات اللغوية ، الفونولوجيا (علم الأصوات الكلامية): إن الباحثين في المستوى الفونولوجي قاموا بتحديد الخصائص المادية الصوتية الأساسية لتمييز الوحدات الصوتية وإدراكها ، وقد وجدوا أن بعض الأنماط اللغوية المتشابهة بدرجة قصوى تدرك كوحدات صوتية متباينة . بينما الأنماط غير المتشابهة والتي بينها اختلاف كبير جداً، لا يمكن للفرد إدراكها وتمييزها.
علم الوحدات الكلامية Morphemics : الوحدة الكلامية في اللغة الانجليزية من حيث الجمع تقوم على ثلاثة أشكال تبعاً للوحدة الصوتية الأخيرة للأسماء، وذلك من حيث إضافة حرف ( S ) أو حرف ( 2 ) إلى بعض الأسماء في حالات الجمع. وذلك تبعًا لقواعد النطق للمفردات اللغوية باللغة الانجليزية في حالات معينة. وقد درست بركو Berko هذه الناحية على أطفال من أعمار ما قبل المدرسة وعلى تلاميذ الصف الأول الابتدائي، وقد وجدت أن تلاميذ هذا الصف استطاعوا التفريق بين حروف الجمع في نهايات المفردات اللغوية أكثر من الأطفال الأصغر سناً. وقد استطاع المفحوصون استخدام القاعدة وتطبيقها في مواضعها الصحيحة، وإمكانية تطبيقها في المواقف الجديدة مما دل على معرفة الأطفال للقاعدة الكلامية واستخدامها بشكل سليم . وليس تطبيقها سماعياً .
اضافةتعليق
التعليقات