أقامت جمعية المودة والازدهار ورشة بعنوان رحلة عوالم (محطة البحث عن الجوهر) واستهدفت الطالبات في المرحلة الثانوية يوم السبت الموافق 1062023 ، 20 ذي القعدة 1444 هـ.
وقد كان الهدف من الورشة تعريف الشابات بمجموعة من المفاهيم التي لها علاقة مباشرة بحياتنا من خلال التنقل بسلسلة من المحطات من عالم الحيوان والنبات مروراً بعالم الأشياء والألوان وصولاً لعالم الأفكار وعالم الأشخاص والوقوف عند كل محطة والتعرف عليها تفصيلياً.
قدمت الورشة الصيدلانية المدربة حنين حليم، وانطلقت بتعريف هرم ماسلو وارتباطه بالعوالم من خلال عرض تقديمي وبعدها بدأت بالتعريف عن المحطة الأولى ستكون في عالم الألوان، وبدأت الحوار مع المشاركات بـ:
تخيلي معي: أن كل شيء من حولنا يتحول إلى لونين فقط، أسود وأبيض! البيت، العمل، المدارس، الملابس لا وجود للون آخر معهم، هل سيكون من الجميل لو إننا اقتصرنا على هذين اللونين فقط؟
فكانت الإجابات متنوعة ومتعددة ثم عرّفت المدربة اللون على أنه سقوط الضوء على السطح فـتتحسس العين الموجات فينعكس الضوء، أما أنواع الألوان:
١- المحايدة
٢- الباردة
٣- الحارة
وبينت خصائص كل لون ثم عرجت على الألوان الباردة التي تميل إلى أن يكون لها تأثير مهدئ رومانسي وجذاب، وتكون هذه الألوان رائعة ومريحة وممتعة، والأمثلة على هذه الألوان هي الأزرق والأخضر، حيث أن اللون الأزرق قوي ومهم وسلمي وذكي، أما اللون الأخضر يشير إلى النمو والصحة والبيئة والانسجام.
الألوان الحارة الدافئة تنقل المشاعر من التفاؤل البسيط إلى القوي، ويمكن أن يؤدي دفء اللون الأحمر أو الأصفر أو الوردي أو البرتقالي إلى الإثارة أو حتى الغضب.
تساعد الألوان المحايدة في التركيز على الألوان الأخرى أو على النقيض تعمل على تقليل الضوء على بعض الألوان الأخرى، وإلى حد ما يعتبر اللون الأسود والبني والبيج دافئة، ومن ناحية أخرى تكون الألوان الأكثر برودة هي اللون الأبيض والفضي والرمادي، ومع ذلك فإن هذه السمات الدافئة والباردة تتسم بالمرونة والأكثر براعة من تلك الخاصة باللون الأحمر أو الأزرق.
ثم بدأت المدربة بعالم الحيوان والنبات وتطرقت خلاله إلى سلسة من التعريفات:
الحيوانات من الكائنات الحية الأكثر أهمية على وجه الكرة الأرضية:
1 تمتاز بتعدد أنواعها وأشكالها وخصائصها.
2 في البيئة الواحدة قد يجد الإنسان العديد من أصناف الحيوانات التي لا تعدّ ولا تحصى، بعضها يزحف وبعضها يمشي وبعضها يسبح وبعضها يطير.
3 فالمملكة الحيوانيّة مملكة واسعة جداً لا يكاد يعرف مبتدؤها من منتهاها، تلعب دوراً فعالاً في التكامل الكوني .
4 يمتلك كل نوع من أنواع الحيوانات خصائص تميزه وتفرقه عن النوع الآخر وهذه السمات أفادت الإنسان والنباتات بشكل أو بآخر فالكائنات جميعها تعيش في حلقة متكاملة أبدعها الله تعالى وأحسن صنعها.
5 تتنوع خصائص الحيوانات وتختلف ضمن ثلاثة مجالات مختلفة تعتمد عليها حياتها وحياة الكائنات الأخرى أيضاً وهي الحركة والتغذية والحواس .
أما عن عالم النبات:
١- النباتات من الكائنات الحيّة التي أنعم الله بها على الإنسان .
٢- مَصدرٌ غذائيٌ مهمٌ للإنسان ومنظرٌ جماليٌ للطبيعة .
٣- تُنقّي الهواء من غاز ثاني أكسيد الكاربون .
مميزات النباتات:
١- ذاتية التغذية: من أهمّ مميّزات النباتات أنّها مُنتجة للغذاء وتوفر التغذية لنفسها وللحيوانات وللإنسان وذلك عن طريق تحويل الطاقة الشمسيّة إلى طاقةٍ كيميائيّةٍ بواسطة عملية التركيب الضوئي التي تحتاج إلى الكلورفيل كمادةٍ أساسية .
٢- توجد النباتات في مُعظم مناطقِ الكرة الأرضيّة، وتمنع انجراف التربة وتصحّر البيئة، وتستطيع أنْ تَعيش في بيئاتٍ مُختلفة .
٣- تزود النباتات الجو بالأوكسجين وبخار الماء الذي يُلطف الجو وتستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون المُلوث للجو فهي بمثابة فلترٍ طبيعي للغلافِ الجوي.
٤- تنفرد النباتات بعمليةِ التركيبِ الضوئي فهي تستعمل أشعّة الشمس وثاني أكسيد الكربون لإنتاج السكريات البسيطة.
٥- تحتاج النباتات إلى التربة والماء بشكلٍ أساسيٍ للنمو، وتحتاج إلى الأكسجين في التربة لكي تتنفس الجذور.
وأشارت المدربة إلى أن هذه العوالم لا عقل لها وخُلقت لفائدة الإنسان وأنها معرفة بدائية يبدأ من خلالها الإنسان اكتشاف الاشياء التي تكوَّن عالمه من حوله.
ثم انتقلت إلى المحطة التالية وهي عالم الأشياء: (الحاجات الاجتماعية بهرم ماسلو) وبدأت بمجموعة من التساؤلات:
فكروا معي ثم أجيبوا: هل تبهرنا المساكن الفارهة والسيارات الفاخرة والسفن والطائرات والشوارع والأبنية ومختلف ألوان المظاهر المادية الخلابة والجمال الظاهري الصوري؟
من منا لم يتعلق بشيء من هذه الدنيا؟
من منا لم تمتلك دُمية كانت تحبها وتعتني بها وكأنها صديقتها أو أختها؟
لا تحكم على الكتاب من عنوانه! لماذا؟ لأن ليس كُل ما يلمع ذهباً، ووضحت هذا المفهوم من خلال قصة.
وأضافت: عالم الأشياء تم تعريفه على أنه كل ما ينتجه هذا المجتمع من مبانٍ وشوارع وزراعة وصناعة وغير ذلك من المنتجات والخدمات المحسوسة والملموسة فعالم الأشياء يقوم على الماديات والملموسات بالحواس الخمس (أكل، شُرب، نوم) لذلك كان الإنسان البدائي أقرب إلى عالم الأشياء من أي عالم آخر لأنه كل اهتمامه (لا وجود لتطور بقية العوالم) وكان العالم من حوله عبارة عن أشياء يُريد بعضها ويخشى بعضها الآخر وربما عبداً للـه بعض منها، ثم طرحت تساؤل آخر؟
كم منا سجيناً بسجن الأشياء دون أن يدرك حتى؟ هل أدركنا كم نحن أُسارى لعالم الأشياء والماديات أما الطُغيان في عالم الأشياء ماذا يصنع؟
الموبايل، السيارة، اللبس، المكياج وغيرها من المحسوسات ومُشكلة الإفراط في تقدير الأشياء يجعل أحكامنا واهتماماتنا تتحول من نَوعية إلى كَمية فنحنُ نهتم بعدد الصفحات التي قرأناها على حساب المحتوى ونزن الأشخاص على حساب ما يمتلكونه من أموال ومظاهر على حساب الفكر والأخلاق! (مظاهر والاكتئاب)
ثم تطرقت إلى عالم الأشخاص فوضحت العلاقات الإنسانية والاتصالات والقوانين التي تُنظم حياة الأشخاص الذين يكونون هذا المجتمع فيما بينهم فعالم الأشخاص مُرتبط بالشخص من حيث اسمُه، نسبه، عرقه، شكله، عشيرته، ماله هذا العالم أكثر تميزاً ورُقياً من العوالم الماضية يبدأ الإنسان بدخوله بعد أن تبدأ مادة الإحساس بالنمو عنده وبعد أن يدخل عالم الأشياء متى ما تعلق الإنسان بإنسانٍ آخر فهو لا يرى منه إلّا حسناته وخيره! (التعلق المرضي) وهنا أين تكمن خطورة هذا العالم؟
عندما نُقدس الأشخاص لدرجة ترفعهم عن البشرية وتضعهم في درجة العبودية وهُنا تحدث المُصيبة الكبرى لأننا عندما نربط الأفكار بالأشخاص نحرم من الفكرة الجيدة إن جاءت من عدو ونتورط في فكرة سخيفة طالما جاءت من صديق وما لم نسلخ الفكرة عن الشخص فلن نستفيد من الأفكار ولن نعرف قدر الناس وعن المولى أمير المؤمنين يقول: (خُذ الحكمة ولو من مُنافق).
وقد أكدت المدربة على أن الإنسان يولد والعوالم الثلاث لا تعني لنا شيئًا ثم نبدأ بالتعرف إلى عالم الأشياء بداية بثدي أُمنا الذي نرضع منه وإصبعنا الذي نضعه في فمنا وأظافرنا التي قد نجرح بها خدنا دون معرفة وقصد وفمنا المفتوح الذي نضع داخله أي شيء بعدها ننتقل لـالعالم الثاني وهو عالم الأشخاص وتبدأ الحكاية من وجه أُمنا الذي يمثل لنا مصدر الغذاء والأمان ووجه والدنا وإخواننا، بعدها تزداد الحكاية تعقيدا فـتزداد معرفتنا بعالم الأشخاص عندما نرى لأول مرة وجهًا جديدًا بالنسبة لنا فتبدو على وجهنا ملامح الذعُر والخوف والرهبة والاستغراب فـ نبدأ بالصُراخ، وأخيرًا وعند نهاية المطاف ننتقل إلى المحطة الـ ما قبل الأخيرة وهي: عالم الأفكار: (راقب افكارك لأنها ستصبح أفعال وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات).
متى تبدأ رحلتنا بهذا العالم؟
عند أول مشكلة تُقابلنا في حياتنا سواء من لعبتا التي لا نستطيع تشغيلها أو الباب الذي لا نستطيع فتحه أو الكوب الساخن الذي نضع يدنا عليه ويسبب لنا ألمًا دون معرفة السبب، وهُنا تبدأ رحلتنا في العالم الأرحب والأوسع الذي يمكن أن ندخله ويرفع مستوانا الحضاري والإنساني عالم الأفكار هو الذي يترفع عن المحسوسات والملموسات والماديات ويتعامل مع الأفكار والقيم والمجردات بصورة لا تتأثر بـبُعدها المادي أو الشخصي (النعم ورياضة الامتنان واستخدام الأشياء).
فمتى ننتقل لهـذا العالم؟
ليس سهلاً أن نكسر قيود العبودية لـعالم الأشياء والأشخاص وننتقل إلى الأسمى وهو عالم الأفكار الأمر يحتاج إلى تربية ورعاية وتنمية تبدأ من النشأة الأولى في البيت ثم تنتقل إلى المدارس والجامعات ثم المحطة الأخيرة إلى: المُجتمع!
عالم الأفكار عالم يُصنف الأفكار إلى:
١- أفكار رائدة
٢- وأفكار عملية
الأفكار الرائدة: هي التي يرثها المجتمع عن أسلافه ويورثها للأجيال القادمة وهي تكمن في مخزونه الأخلاقي.
أما الأفكار العملية: هي التي يواجه بها كل جيل التحديات الخاصة به وهي تكمن في وسائله التقنية.
الفكرة هي لحظة إشراق تتحول إلى قوة كامنة قادرة على تغيير مجتمع مثلما صنع (أبو الحسن والحسين).
السبب الذي جعل خير أُمة تعود إلى الوراء ويحكم عليها بالتخلف؟
ليس السبب بنقص في الوسائل المادية والكهرباء والماء وغيرها وإنَّما السبب بالافتقار للأفكار البنَّاءة، إلى الفكر الذي يجعل من شخص و٧٠ فرداً يثور على عشر الآلاف من الجهلة والفسقة!
من عدم التوازن بين المحاور الثلاثة؛ فـالطغيان في عالم الأشياء أو عالم الأشخاص أو حتى عالم الأفكار جعلنا نعود لتلك الملة التي كانت عاكفة على عبادة الأصنام (الأشياء) والمستويات (الأشخاص).
كل هذا لماذا؟ إلى أين نريد أنَّ نصل؟
وجهتنا ستتغير، اليوم سنعود لنسلك طريق الجنة، طريق أهل البيت، من أجل أن نرتقي ونرتقي حتى نبلغ الوجهة الأخيرة التي تصنع منا خير أتباع لـخير مدرسة ومنهج فماذا يريد منهج أهل البيت؟
يريد منا أن نُحطم قيود العوالم الثلاث وننتقل إلى العالم الأسمى، العالم الذي سيقود العوالم الثلاثة ويجعلها وسيلة لا غاية!
وكان مسك الختام لهذه الرحلة هو عـالم القيم
إن الشعار الذي جاء به صاحب القيَّم العُظمى والإنسان الأكمل أمير المؤمنين (عليه السلام) هو بكل وضوح: (اعرف الحق تعرف أهله ولا يغرنَّك كثرة السالكين ولا كثرة الهالكين فلا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) وإن تُطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله والجماعة ما وافق الحق ولو كُنتَ وحدك فرداً غريباً تحاوطكَ جيوش الظلام من كل حدب وصوب.
إن عالم الأفكار لابد أن يكون تحت مظلة القِيم وفي إطارها بل أن يخدم هذه القِيم لأنها اذا تمردت على عالم القيِم لكانت نفس هذه الأفكار هي المعول الهدام للإنسانية والأمم والحضارات بل وحتى العوائل وفي هذا الصدد ذكرت المدربة قصة الأخلاق والصفر.
إن الطيف الواسع الذي جاء به أهل البيت من القِيم والأخلاق الحميدة: كالصدق والأمانة والتعاون على الخير وحب الآخرين ومساعدة المحتاجين والمودة والاهتمام بالناس وتفقُّد الضعفاء وإرساء العدالة والسعي في قضاء حوائج المؤمنين وما إلى ذلك إنما جاء لـيُلوَّن حياتنا بشتى ألوان الخير والقيِم ويخرجها من ظُلمات أسود الأشياء ورمادي القيِم.
وأخيراً ختمت المدربة بجزء من الواقع الذي نعيشه بسؤالها:
ما هي مشكلات مجتمعاتنا؟
إنها تقبع بمستنقع القِيم الطالحة من حسد، أنانية، نفاق، كذب، سوء ظن، إخلاف الوعد، وغيرها من القيم التي عادت بمجتمعاتنا إلى الأسوء وبعد معرفة الجوهر هلموا للغوص فيه فهو الأحق بأن نقضي وقتنا من أجل الحصول عليه وإحياء القيم بداخلنا لنكون خير أمة.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى لدعم وتمكين المرأة والشابة ثقافيا، وبناءها من خلال إقامة عدة دورات على مختلف الأصعدة.
اضافةتعليق
التعليقات