(أسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني بك) هذا ما ورد في زيارة عاشوراء. ويسأل البعض عن معنى التكريم وماذا يكرم الإنسان؟
الجواب هو لقد كرم الله الانسان، فجاء القرآن الكريم وتحدث عن ذلك التكريم، بغض النظر عن جنسه ودمه ودينه ولغته ووطنه ومركزه، فهو مُكرَّم كرمه الله وميزه عن سائر المخلوقات، كونه مشروع العبادة في الأرض ومميز عن بقية المخلوقات بالعقل والنطق وهناك تكريم اخر كما ينال شهادة البكالوريوس وهناك من يسعى للحصول على الماجستير والدكتوراه وهذا ما يمكن تقريبه للاذهان ، فقد ورد في زيارة عاشوراء التكريم الإلهي بتكريم الحسين (عليه السلام) فكيف يكرم خدمة الحسين ( عليه السلام) فقد جاء في الأثر أن معنى هذه الفقرة أنَّ الله تعالى أكرم الإمام الحسين بمقامات عالية في الجنان.. وأنه تعالى أكرم شيعته كذلك،
قال أبو عبد الله: «ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، لكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه وتبع آثارنا وعمل بأعمالنا أولئك شيعتنا».
علامات المحب الحسيني
ومن الطبيعي للتكريم هو الانتماء للإمام الحسين وهناك علامات تظهر في
سلوك الإنسان وهي:
١ - التأثر عند ذكر مصابه: حيث ورد
عن أبي عبد الله، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين، وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد الله له وبكينا، قال: ثم رفع رأسه
فقال: قال الحسين: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بکی.
٢_ والحزن التأثر، فالحمد لله بذلك على أثر ولاية الأئمة، فإنهم قالوا: شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا، و عجنوا بنور ولايتنا يصيبهم ما أصابنا.
وقد دلت الأخبار على ظهور الكآبة والحزن على أئمتنا مع دخول شهر المحرم، فكان الإمام الصادق لا يُرى ضاحكاً في أيامه أبداً، وكان الإمام الرضا كئيباً حزيناً كاسف اللون في العشر الأوائل يعقد مجلساً للعزاء، ونساؤه من وراء الستر، فإذا دخل عليه أحد، أمره بالإنشاد في الحسين إن كان منشداً، كما في قضية دعبل الخزاعي، وإلا ذكر بنفسه مصائب الحسين كما في رواية الريان بن شبيب حين دخل عليه أول يوم من المحرَّم
فقال: يابن شبيب إن كنت باكياً لشيء، فابك الحسين فإنَّه ذُبح كما يذبح الكبش، وقتل معه ثمانية عشر رجلاً من أهل بيته .
٣ - زيارته: عن أبي جعفر قال: «من لم يأت قبر الحسين من شيعتنا كان منتقص الإيمان، كان منتقص الدين، وإن دخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنَّة».
٤- زيارة الأربعين : عن أبي محمد الإمام الحسن بن علي العسكري أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين.
٥ - التسمية بأسمائه وألقابه.
٦ - الحضور في مآتمه.
٧ - لبس السواد في أيَّام محرم الحرام.
٨- حمل سبحة التربة الحسينية والسجود عليها.
٩- المشي في مواكب العزاء.
١٠- الميل إلى الحسينيين أكثر من غيرهم: فقد روي أنَّ الإمام زين العابدين كان يميل إلى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن علي فأرق لهم.
وايضا أن يسعى أن تكون الذرية وقفاً لخدمة سيد الشهداء: يقول الإمام الصادق لأحد أصحابه: تزوج عل الله أن يرزقك ولداً يكون رائياً لجدي الحسين.
هو ما أشار إليه الإمام الرضا (عليه السلام) لابن شبيب: إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.
فعن الإمام الصادق قال: إذا كان يوم العاشر من المحرم تنظر ملائكة من السماء ومع كل ملك قارورة من البلور الأبيض ويدورون في كل بيت ومجلس يبكون فيه على الحسين فيجمعون دموعهم في تلك القوارير، فإذا كان يوم القيامة فتلتهب نار جهنم فيضربون من تلك الدموع قطرة على النار فتذهب النار عن الباكي على الحسين مسيرة ستين ألف فرسخ.
اضافةتعليق
التعليقات