الكاتبة: لـ صن _ مي هوانغ
عدد الصفحات: 192
رواية من الأدب الكوري للناشئة تجسد واقع الكثير من الأفراد الطموحين الذين لا يمتلكون الثقة الكافية بالنفس للتقدم بسبب نظرة الآخرين لهم وسلبهم أبسط حقوقهم في الحياة فتقوم الظروف بإخراجهم من قوقعة الأمان الخاصة بهم وتجعلهم أمام خياريين إما الموت أو الحياة الغير رتيبة.
الدجاجة التي سمّت نفسها إبساك وتُعنى بها الأوراق هي إحدى دجاجات قن الحظيرة الواهنة التي تساقط ريش رقبتها التي يؤخذ منها بيضها قصراً ، إن أعظم أمانيها هي أن تحضن بيضة واحدة لترى فراخها ، أمضت كل يوم على مدار عام لم تقم من عشها سوى لتأكل القليل، تتأمل شجرة الخرنوب والحظيرة والحياة خارج القن ترى كيف هي؟
بعدما قرر المزارع التخلص من إبساك لأنها لم تعد تبيض فرماها في كومة مع الدجاجات الميتة حتى أنقذها فرخ البط البري المتشرد من أن يأكلها إبن العرس، تستمر الأحداث حتى يهيئ لها القدر بيضة لتحتضنها ويساعدها صديقها المنقذ في إحضار الطعام لمكان العش والليلة التي أكل ابن العرس المتشرد فقست بيضة إبساك ليخرج منها بايبي فرخ بط صغير بني اللون عادت به إلى الحظيرة لتُري مَن استهزأ أن لديها فرخ فريد من نوعه حتى زمجر الديك المتمسك بالأعراف القاسية بغضب شديد "إنه من الأفضل للدجاجة أن تؤكل في مطعم على أن تفعل ما فعلته.. ألا تخجلين من نفسك لأنك حضنت فرخ بط؟!".
أيها القرّاء تمعنوا في هذه الجزء من الرواية ألا يشبه واقع لازلنا نشهده في مجتمعاتنا حين تُنجب الزوجة بنتاً وتُعنف لفظياً ونفسياً فقط لأن مولودها بنت وليس ذكر! وكيف العادات والتقاليد هي الحاكمة على حياة الكثير الكثير وخاصة النساء والأطفال.. فإن هذا الديك المتزمت برأيه هو نفسه ذاك الذكر الذي يتباهى بذكورته ويقلل من قدر المرأة وينعتها بنصف عقل فقط لأنه ( ذكر ) لا ( رجل ) للأسف حتى الآن لم يتحرر مجتمعنا من السطوة الذكورية .. أما تلك البطات الثرثارات هن تلك المجموعة من الإناث فارغات الفكر والعقل طويلات اللسان ..
كبر بايبي وصار بإمكانه الطيران وكبرت معه معاناته لأنه مختلف عن سرب البط ينام وحيداً وبعيداً عنهم وأصبح الخطر المحدق به أكثر كونه فريسة شهية جداً لابن العرس وكلما أراد اصطياده حمته إبساك من الموت .. كثير من الأحداث تحصل بين الصياد وفريسته ..
أكملوا الرواية لتعرفوا الأحداث وأخيراً لتعرفوا كيف استطاعت إبساك الطيران .
الرواية رمزية وتجسد فكرة مهمة أن كل أنثى بداخلها تلك الأم المضحية والحنونة والمحبة التي تخاف على طفلها وإن لم يكن ذلك فعلاً مهما اختلفت الظروف وكذلك تعزز فكرة أن مهما كان الإنسان مرفوضاً ومنبوذاً سيأتي اليوم الذي يُقدر فيه ويُحترم فيه حتى من أعدائه وهذا يعود لاختياره بأن يكون كذلك أم لا .
مقتبسات من الرواية :
" لا يمكنه إيذائنا طالما أننا نتمتع بالشجاعة "
"يترافق الشباب مع قلة الخبرة ؛ لقد تعلمتَ شيئاً إضافياً يا بايبي . لن تحبك البطات لمجرد أنك من جنسها ، فما يهم أكثر أن تفهمك وتفهمها . هذا هو الحب ".
أرجو لكم قراءة ممتعة .
اضافةتعليق
التعليقات