• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نور على الدرب!

زهراء جبار الكناني / الثلاثاء 16 آيار 2017 / تطوير / 3299
شارك الموضوع :

اليأس من الحياة شعور ينتاب المرء عندما تحل به المحن، وتواجهه المصاعب، وهو أول أعراض الموت وأنت على قيد الحياة، وهو مرض خطير إذا أصابنا وتمكن

اليأس من الحياة شعور ينتاب المرء عندما تحل به المحن، وتواجهه المصاعب، وهو أول أعراض الموت وأنت على قيد الحياة، وهو مرض خطير إذا أصابنا وتمكن منا، فهو قتل لنفوسنا ويقتل فينا الرغبة في الحياة، ومع هذا فنحن وحدنا نستطيع أن نشفي قلوبنا من هذا المرض رغم حدته، ولعله المرض الوحيد الذي لا نحتاج فيه إلى طبيب يخلصنا منه، ففي أيدينا وحدنا وفي مكامن نفوسنا الخلاص من الألم الذي يحتوينا، كلما تعرضنا لمصائب الحياة ومشاكلها.

كان يتوارى من نظرات الناس له التي كانت تتفجر حزنا لحاله، اعتراه اليأس حتى صار يتمنى الموت الاف المرات وفي كل صباح يعيش تلك اللحظات مع نفسه وخالقه؛ كيف له أن يتركه دون إن يزهق روحه لتعود إلية بدل ان يبقى (معاق).

وراح سرا يمرر أناملها ليمسح برفق ذرات دمعه الخفي، فقد كانت كلمات الشفقة التي يطلقها المقربون تشعره بالعجز و احتل اليأس من كيانه جزءا كبيرا.

عاش يزن بين جدران حزنه، في واقعه الذي كان لابد أن يستسلم له او يصارع من اجل المضي قدما.

لم يكن يدرك كيف استطاع من قتل اليأس لينهض من رقدته ويغادر حجرته الصغيرة بعد شهور مضت على الحادث الذي افقده ساقه.

فعمد بالبحث عن عمل يشغل فراغه وينسيه ما قاساه ليس بخسارة قدمة فقط بل حتى ضياع حقه بمن تسبب له بالحادث.

رفض الكثير تشغيله لعدم قدرته على حمل الأشياء، فكر كثيرا بما يمكن أن يقدمه فهو يملك مواهب متعددة، وأخيرا توصل إلى عمل يناسب وضعه الجديد في مكتبة صغيرة في آخر رواق السوق المجاور إلى بيته الصغير في احد الأحياء الشعبية.

عمل بجد حتى تناسى انه معاق ووجد الالفة والمحبة له من الناس.

لم يتوقف طموح يزن بين جدران المكتبة الصغيرة بل نفض كل ذرات اليأس وفكر بأن يتخلص من الكرسي المتحرك بعكاز، ثم فكر بأن يستبدل العكاز بطرف صناعي .

راح يزن يعمل بجد حتى تمكن من توسيع المكتبة الصغيرة وتطويرها اكثر، وادّخر المال الوافر ونال مبتغاه وحصل عل الطرف الصناعي الذي فرح به كما يفرح الطفل الصغير بلعبته الجديدة.

لقد جعل الله نورا على الدرب ليزن لينير خطاه ويغير حياته ويحولها من صحراء جرداء إلى جنائن خضراء.

واصل يزن حياته حتى وقعت عيناه على ابنة الجيران التي كانت تزور مكتبته الصغيرة بين الحين والاخر لاقتناء بعض الحاجيات.

كان يتوجس خوفا من رفضها او رفض اسرتها اذا طلبها زوجة لكونه معاقا.

لكنه اعتاد ان يتحدى الخوف وان لاييأس حتى وان كانت سترفضه، فجمع شتات نفسه وذهب إلى والدها الذي انفرجت اساريره حينما اعلمه يزن بمبتغاه.

فسمع والدها يقول: أين أسرتك، أما يجدر بهم أن يحضروا خطبة ولدهم؟

اعتنق يزن الحياة بعد يأس كاد يحوله إلى إنسان فاشل وواصل حياته دون ان يتطلع إلى ماضيه وما قاساه وتناسى حتى انه معاق.

إن كل إنسان يستطيع أن يتغير، وان يبدأ حياته من جديد، مهما كانت قسوة الحياة عليه، بشرط أن تكون لديه الرغبة في هذا التغيير، وبشرط أن يبذل كل ما في وسعه ليضع قدمه على بداية طريق الحياة الجديدة، الذي اختارها لنفسه، فليس هناك شيئا يقتل النفس ويشل حركتها، أقوى وأعظم من الاستسلام للقدر، واليأس من الحياة ذاتها.

إن كل مشكلة تصادفنا في حياتنا تحمل بين طياتها بذور الحل الذي نبحث عنه، ولكن قد يحدث أن تكون هذه البذور أحيانا صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة، أو قد تكون قليلة متناثرة هنا وهناك، ونحن في الحالتين، لابد لنا من أن نضع على أعيننا منظارا مكبرا يساعدنا على رؤيتها، وان يكون لدينا الصبر الذي سوف نحتاج إليه حتما، ونحن نحاول أن نجمع تلك البذور المتفرقة لكي نعيد زرعها في الأرض من جديد، ثم ننتظر بعد هذا ثمر مازرعناه بأيدينا.

فالحياة لا تنتهي عند أول مشكلة يصادفها المرء وهو ماضٍ في دروبها، ولو كان الأمر كذلك لخلت الأرض من كل ما فيها وما عليها من حياة.

الحياة
الانسان
الامل
النجاح
الصبر
الايجابية
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    كم مُهرةً عربيةً قد زُوجت خوفَ العنوسةِ!

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    النشر : الخميس 15 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل لفرق العمر تأثير على العلاقة الزوجية؟

    النشر : الخميس 21 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    لا تقلق على سلامتك العقلية.. أن تتحدث مع نفسك أمر جيد

    النشر : السبت 31 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    صراع النور والظلام (2)

    النشر : السبت 26 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    لماذا العزوف عن سنّة الزواج بفكر الامام الشيرازي

    النشر : الأحد 10 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 340 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 21 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 21 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 21 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة