الكتاب: مقاييس بصبغة فاطمية
الكاتب: فاطمة نعيم الركابي
الفئة: ديني -تربوي
عدد الصفحات: 79
يتكون الكتاب من خمسة أفصل كل فصل من الكتاب يتناول جانب من جوانب السيدة فاطمة الزهراء وكيف يمكن أن نتعلم منها ونتخذها قدوة وأسوة حسنة ونموذجاً يُحتذى به في حياتنا المعاصرة التي مُلِئت بالمشاكل التي توجهها الأم والزوجة والبنت والشابة كون الحياة الحديثة باتت تفتقد للقدوة النموذجية الصالحة خاصةً في ظل تأثير المشاهير واليوتيوبرز من الفتيات.
فيتطرق الفصل الأول: لماذا فاطمة (ع) هي المقياس؟
بداية لأنها تجاوزت مرتبة الغفران إلى الرضوان وكذلك توصل السيدة الزهراء لنا رسالة: أن العفة ليست مسألة مظهرا خارجيا تستر المرأة فيها جمالها، بل هي مسألة قلبية روحية، علينا أن نهتم بها كما نهتم بظواهرنا ويذكر هذا الفصل مقاماتها من الإحسان، الصدق، الكرم، الحياء، العقل وغيرها.
إن الزهراء (عليها السلام) هي المقياس لأنها المنهج والنموذج المعصوم الواجب إتباعه والأخذ منه، لأننا نحن اليوم نعاني من التركيز على إتباع النموذج والقدوة الذي يعاني من نقص إما في فهم المنهج أو بمعرفة النهج وعدم العمل به بشكل كامل وهو ليس بملام لأنه ليس معصوم، وهو مشكور وممدوح لكونه من أهل صدق الإتباع والسعي للعمل بنهج النموذج الإلهي، ولكن الملام هو كل فرد يتبع هذه النماذج التابعة غير المعصومة - باطمئنان وتسليم كامل، دون مراجعة وتدقيق وتعلم من خلال الاطلاع على منهج النموذج المعصوم فيكون إتباعه بلا وعي ودراية وهذا ما سبب ضياع كثير من الحدود التي رسمها تعالى لنا من خلال إرسال النماذج المعصومة.
وتطرق الفصل الثاني: دور الأب والأم في تنشئتها فمن أهم الأساليب التي اتخذها الرسول (صلى الله عليه وآله) في بناء الشخصية الرسالية للزهراء والبنت البارة هي:
(إظهار حبه واحترامه لها، السؤال الدائم عنها وتفقد أحوالها، الفاطمية الرسالية والتحلي بالزهد، تكليفها بأعمال اجتماعية).
لذا على الآباء أن يهتموا بهذا الأمر بأن يوكلوا بعض المهام لفتياتهم، ليعززوا ثقتهن بأنفسهن وليكن قادرات على إدارة حياتهن، وتحمل المسؤوليات في المستقبل بشكل أفضل أن يستشيرونهن ويطلبوا رأيهن، ليصبحن من ذوي الفكر والتعقل، فلا يتربين على الامتثال لكل ما يسمعن وعلى تقبل كل ما يقال لهن على أنه صحيح ومسلم به بل يُفكرن ويحللن كل ما يُطرح عليهن، فيأخذن بالجيد منه.
أما ثالث أفصل الكتاب تطرق إلى الحياة الزوجية للزهراء (عليها السلام)
عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: «جهاد المرأة حسن تَبعلها» هنا من الالتفات إلى إن حُسن الاختيار هو ملازم للتفكير بحسن التبعل، فمن تحسن اختيار شريك حياتها، سيسهل عليها أن تكون زوجة حسنة، وسريتها (عليها السلام) لا تخلو من الركائز الأساسية التي تمثلت في استقلالية القرار في اختيار شريك الحياة وأن يكون الكفء.
كذلك النظرة البعيدة للحياة الزوجية التي تفتقدها زيجاتنا الحديثة فتكون من المشغولات ببناء النفس وتطوير الذات وتحصين الفكر بأنوار المعارف والعبادة؛ لتكون قبل الارتباط متهيئة؛ أي تكون نظرتها غير مقتصرة على حياة تقضيها هنا في الدنيا - بل تكون نظرتها في حسن الثمرة التي ستحصدها هناك في الآخرة.
وكذلك تطرق الكتاب إلى أن دور ربة البيت كمالاً للمرأة لا منقصة لكون طبيعة تكوين الأسرة المستقرة نفسياً، والممتلئة عاطفياً يحتاج إلى تفرغ ذهني واستقرار نفسي تعيشهُ المرأة الزوجة/الأم.
وتخصص الفصل الرابع: الأم الفاطمية هي الأم المربية المهدوية
في الغالب المشكلة ليست في صعوبة تربية هذا الجيل، وإنما في عدم إدراك الأبوين نفسهما إن أساليب التعامل والتربية اختلفت، فالفطرة هي ذاتها سواءً في هذا الجيل أو ذاك الذي مضى، فالرجل والمرأة في الغالب يفكرون قبل الزواج بكل شيء ليستعدوا له إلا الاستعداد ليكونوا آباء وأمهات، أما من تربى في بيئة ليست كما ينبغي، أو ليست بمستوى طموحه، وأدرك ذلك عندما أصبح راشدًا، هنا توجد لديه فرصة ليبدأ يشق طريقه في معرفة الحياة ومعرفة نفسه نقاط قوة شخصيته، وضعفها، طباعه عاداته، وعندئذ سيدرك الدور الكبير للتربية فيما هو عليه وما الذي جعل منه ما عليه الآن، فما يجده غير مرضي فيه كأن يكون ممن قد نشأ في بيئة غير صحية، أو تعرض لشيء من القسوة والعنف وقلة المودة هنا هو يحتاج أن يشتغل على نفسه، وأن يصلح، ويصحح ما تربى واعتاد عليه، فيهدم ويبني، ومع الوقت لما يتمكن من صناعة النموذج الذي يريد أن يرى نفسه عليه، سيكون من السهل عليه أن يكون عائلة تحمل من السلوكيات والسمات التي تشابه سلوكياته الجديدة والسليمة.
وكل تغيير يحتاج إلى وقت وإلى مجاهدة، بل كما يعبرون "أن وجود الأبناء في حياة الأزواج يجعلهم يلتفتون أكثر لسلوكياتهم، ولأنفسهم، ويكونون أحرص في مراجعة أولوياتهم، وتصحيح الثغرات في حياتهم."
ومن الأساسيات التربوية التي استخدمتها الزهراء (عليها السلام) في تنشئة وصناعة جيل إلهي (السلوك الحسن للأبوين خير مربي، غرس وتثبيت العقيدة السليمة في نفوسهم، الحرص على علم وتعليم الأبناء، أن يكون الآباء قدوة وليس سلطة، الاهتمام بتنمية الجانب الإنساني، تربية الأبناء على حياة الاقتصاد والقناعة).
من المهم جداً جعل نظرة الأبناء لكل خطوة وعمل يخطونها وفق مقياس إلهي، مرتبط بما سيأتي بعد هذه الحياة، لا أن يكون الأمر طارئ في حياتهم، بل يكون منهجاً يسيرون عليه.
وقد كان الختام في الفصل الخامس بصائر من كلمات السيدة (عليها السلام) النورية مع تفصيلها من خلال مجموعة من الشروحات.
اضافةتعليق
التعليقات