عندما يكون الزوج وباءً على الأسرة... عندما يكون الأب مصدراً للحزن و الخوف بدلا من الأمان، يهين الأم بأقصى درجات الذل! و يضرب أطفاله بطريقة وحشية.
حينها تتأكد الزوجة بأنّ لا نجاة لها و لأبنائها من مستنقع العذاب هذا... سوى ما حلله الله، الا و هو "الطلاق".
تشق بهذه الخطوة طريقا وعراً.. وحيدة، دون حاجة رجل يزيد حياتها و حياة أطفالها بؤساً و مشقة!
فيكمن على عاتقها تحمل مسؤولية الأطفال و تربيتهم في مجتمع ذكوري ينظر الى المرأة المطلقة بالنقص و العورة!
و يجدها فريسة سهلة.. و ضعيفة، لا ظهر لها تتكأ عليه حينما تنهار قواها و تسقط على ارض الهمّ بلا معين و لا نصير، ولكن رغم الصعوبة اختارت ان تعيش بلا رجل لتعوض أطفالها مرارة الماضي و ما لقته تحت رحمة ذلك الرجل الوضيع، حينها تحاول ان تجد عملا شريفا يوفّر لها و لأطفالها حياةً كريمة دون أن تستجدي عطف أحد.
يجدر بالذكر بأن الكثير من العوائل تتخلى عن بناتهم بعد حصولهن على الطلاق، نتيجة الأفكار و العادات البالية التي لازالت تنخر عقول العوائل العربية و تركز على المرأة المطلقة بأنها خط أحمر!
وقتها، عليها ان تتحمل نظرات المجتمع الدنيئة و ضعفاء النفوس من الرجال، و تعمل ليلا و نهارا تكافح من اجل لقمة عيش شريفة تمكّن اطفالها من إكمال تحصيلهم الدراسي، و بناء شخصيات مرموقة لهم في المجتمع، فبهذه الطريقة على المرأة هنا ان تلعب دور الأم و الأب في نفس الوقت، لتسد ذلك الفراغ و النقص الذي خلّفه الأب منذ ان ولدوا الأطفال الى يومهم هذا.
وبما إنّ رحمة الله واسعة، فرغم الصعوبة المادية و المعنوية التي ستجدها الأم في تربية الأطفال إلاّ ان ربها لن ينساها في الدنيا والأخرة، و سيعوضها بجنات نعيم تنبت من تحت إقدامها، فكما قالها رسول الإنسانية محمد (ص) : {الجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَهَاتْ}.
اضافةتعليق
التعليقات