بينما كنتُ أتصفح في إحدى المواقع الإلكترونية وجدتُ منشورا أثار انتباهي وغضبي في ذات الوقت. طرح صاحب المنشور سؤال وكان كالآتي:
لم تعد الكُتب صالحة للقراءة. لماذا؟
دخلت مباشرة لأرى أجوبة المجتمع على السؤال المطروح وقد كانت كثيرة لكن أغلبها كان يقول (لأن الكُتاب ماعادوا صالحين).
تنهدتُ قليلا ودققت في آرائهم ونظرت إلى الواقع الأدبي والطباعة وهذه التفاصيل فوجدت أن الآراء صحيحة!، نعم الجواب صحيح إذ نلاحظ وللأسف الشديد أن الطباعة بدت متاحة للجميع فلا من رادع ولا من مسؤول على مايتم طرحهُ من خلال ماتنتجه دور الطباعة والنشر. حتى الكتب التي يتم ترويجها أغلبها غير صالحة لزيادة وعي القارئ إذا لم تكن بلامعنى لمحتواها فهي تؤثر على القارئ سلبا، إذ لاوجود لحصانة فكرية ثقافية واعية لدى السارد.
ربما تلك الظاهرة المؤسفة التي نلاحظها وهي عدم إقبال القراء لإنتقاء الكتب تكون واحدة من الأسباب هي قراءة كتاب غير صالح والمبتدئ الذي يكون جديد عهد على دخول هذا العالم الواسع يأخذ نظرة على أن جميع مافي المكاتب هو ذات الكتاب الذي قرأه.
حينها ينفر من القراءة بشكل تام وهذا ما أراه ُوأسمعه من قِبل الكثير، بعد حثهُ على القراءة..
حينما كَثرت دور النشر وأي فردٍ يمتلك بعضا من المال الذي يُمكنهُ من الطباعة يطبع مايهوى. وحينما بدأ من هب ودب يطبعُ كتابا دون إشراف من المسؤول عن هذهِ المهمة الدقيقة ومراجعة محتوى الكتاب ولو قراءة سريعة لما وصل بنا الحال إلى أن يأتي أحدهم ويقول الكُتاب ماعادوا صالحين لذلك ماعادت الكتب صالحة.
فعلى كل دار نشر تخصيص عدد معين من المختصين ذوو وعي وإدراك وإلمام شامل بالثقافة والأدب بشكلٍ عام. كي يطلعوا على الملفات التي ترد للدار قبل الطباعة ويكونوا مسؤولين على استجابة أو رد الكاتب لملفه ولو عُممت هذه الظاهرة لوجدنا الكُتب في جميع المكاتب ذات قيمة وفائدة وهنا عندما ينتقي القارئ أي كتاب يكون واثقاً من أن ماسينتقيه ذو فائدة ومتعة ناجمة من كاتب ذو خبرة ووعي ومن دار موثوق بما يطبعه من مؤلفات.
اضافةتعليق
التعليقات