الطفل اليتيم هذه الكلمة المؤلمة والتي تحمل في طياتها الكثير من الأسى والحزن, لايشعر بوطئتها الثقيلة والمؤلمة إلا من ذاق طعمها المر.
فما معنى أن يفقد الطفل أباه ويجد نفسه فجأة قد أصبح وحيداً في مهب الريح دون قلب حنون وبلا تلك الشجرة الوارفة الظلال التي كان يلجأ إليها ويتفيأ بظلالها ويأكل من ثمرها الشهي حتى يشتد عوده وينمو عقله وتكبر معه آماله وطموحاته ويصبح عضواً نافعاً في مجتمعه الذي هو بأمس الحاجة إليه؟.
لقد ذُكر اليتيم ثلاث وعشرون مرة في القرآن الكريم وهذا دليل قاطع على أن الله جل وعلا قد أوصى باليتيم وأمر المجتمع برعايته والإهتمام به, وتلبية حاجياته المادية والمعنوية لكي يشعر هذا اليتيم شعوراً حقيقياً بأن المجتمع قد وقف إلى جانبه ولن يتخلى عنه بعد تلك المصيبة التي ألمت به.
يقول الله في محكم كتابه العزيز:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذَّبُ بِالدَّينِ* فَذَلِكَ الَّذي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ*) الآية 1-2-3 من سورة الماعون.
ويقول تعالى في آية اخرى: (فَأمًا آليَتِيْمَ فَلا تَقْهَرْ) وهي صيغة أمر ونهي عن قهر اليتيم وإهانته.
بل يجب إكرامه ورعايته لكي يشعر بالأمان في مجتمعه واعتبر الله في آية أخرى التجاوز على حقوقهم بمثابة النار التي تدخل في البطون.
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً).
وهناك العديد من الآيات الكريمة الأخرى التي ذكر القرآن الكريم فيها اليتيم..
ولا بد لهذا الإنسان أن يجد يداً حانية تمتد إليه في مجتمعه لتنقذه من هذه الأمواج العاتية التي تعصف به لتوصله إلى شاطئ الأمن والأمان قبل أن يتحول إلى معول للهدم والتدمير في المجتمع, إن الإهتمام بالطفل اليتيم من الواجبات الإنسانية التي حثتنا عليها الأديان السماوية وتعتبر كفالة اليتيم عملاً من أعمال البر الإسلامية الحسنة والرفيعة وكلنا نعلم جيداً مدى أهمية وأجر الإهتمام باليتيم وما الأجر العظيم الذي يأجر عليه الإنسان عند تأديته واجبه في رعاية اليتيم وكفالته,أكفل يتيماً ليكون طريقك معبداً إلى الجنة.
اضافةتعليق
التعليقات