الكل يتفق معي في أن فايروس كورونا قد تغلب على الكثير من الأنشطة الثقافية والتربوية والاجتماعية، وشل حركة العالم اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وتربويا فقد أثر هذا الفايروس على مستقبل مايقارب 300 مليون طالب حول العالم وتوقفت المطارات وضرب الاقتصاد العالمي وصار التباعد الاجتماعي أسلوب حياة.
اضافة إلى ذلك بسبب هذا الفايروس تم الغاء مؤتمرات ومعارض ومهرجانات عالمية مهمة حول العالم، ولم يكتفِ بذلك فتدخل هذا الفايروس اللعين في الأحداث العالمية والطقوس والمناسبات خلال هذا العام كان أولها عيد القيامة للديانة المسيحية وهو يعتبر من أكبر الأعياد لدى اخواننا المسيحين فقد مر خلال هذا العام بدون طقوسه وغابت احتفالات المسيحيين بعيدهم بسبب هذا الوباء اللعين.
إن خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، أجبر الزعماء الدينيين على التراجع وإلغاء العديد من التقاليد والفعاليات الدينية المهمة، وترك كثيراً من المؤمنين يشعرون بالعزلة من جراء ذلك وكان أول اجراء هو ايقاف صلاة الجماعة وصلاة الجمعة.
وبعدها غياب طقوس شهر رمضان الكريم فقد استقبل المسلمين حول العالم شهر رمضان هذا العام بصورة مختلفة عن كل الأعوام فقد غابت الزيارات والعبادات الجماعية ولم تقام صلاة العيدين وكانت أجواء العيد خجولة جدا، وكان موسم الحج لهذا العام استثنائي للغاية نتيجة لانتشار فيروس كورونا وما فرضه من ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية مشددة لمنع انتشار العدوى بين الحجاج، فقد شارك في موسم الحج هذا العام 10 آلاف شخص من قاطني المملكة العربية السعودية فقط.
وسط هذه الأجواء ووسط انتصار فايروس كورونا على جميع مراسيمنا وجميع مناسباتنا ونشاطاتنا الدينية منها والثقافية والترفيهية.. توقع الجميع أن يتمكن هذا الفايروس اللعين من الشعائر الحسينية كما حدث مع سابقاتها من المناسبات.
توقع الجميع أن يكون عاشوراء لهذا العام هادئا لا يوجد فيه موالين ولا يوجد فيه مواسين ولا يوجد فيه دموع ولا ترن به طبول الحرب ولا سيوف المطبرين ولا تعلوا به أصوات لبيك ياحسين ولن ترفع راية ركضة طويريج.
ولكن مع اطلالة شهر المحرم الحرام بدأت ملامح المراسيم ترسم فكانت كربلاء تعج بزوارها ومراسيم العزاء قائمة كما كل عام والمنابر منصوبة وأصوات هيهات منا الذلة ولبيك ياحسين تعج بين الحرمين والرايات السوداء تعلو البنايات والبيوتات الكربلائية والعراقية.
وكلما تقدمت الأيام كلما ازدادت المراسيم اتزانا وقوة ومحبين وموالين الامام الحسين عليه السلام ينتشرون بكل حب والتزام، واقيمت جميع الشعائر الحسينية التي تقام كل عام من طبخ وتوزيع وعزاء ودموع واحياء ليلة العاشر ويومه وأتم محبين وموالين الامام الحسين عليه السلام هذه المراسيم بنداء واحد وصوت واحد: لبيك ياحسين وصدى هذا الصوت رن في جميع أنحاء العالم فعشاق الامام الحسين عليه السلام اقاموا ذكرى عاشوراء بكل ركن من أركان العالم وذكرى استشهاد الامام الحسين اقيمت بكل جزء من انحاء العالم ليس فقط في كربلاء وليس فقط في العرلق العالم كله شهد مراسيم شعائر واقعة الطف.
وبهذا يكون عشاق وموالين الامام الحسين عليه السلام قد تحدوا هذا الوباء اللعين من خلال التزامهم بارتداء الكمامات وانتشار كابينات التعقيم اضافة إلى التعقيم المتنقل المتوفر بأعداد لابأس بها يحمله شخص ليعقم كل موكب عزاء يمر. بهذا الاجراء الاحترازي قد أوصلوا فكرة للعالم أن الامام الحسين عليه السلام مبدأ ومنهاج يدرس إلى جميع الأجيال.
أي عشق يحمله ثوار الامام الحسين عليه السلام وأي مكانة عليا حظي بها الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته الكرام عند الله سبحانه وتعالى ليكون له موالين ومحبين وعشاق بهذا الوزن فقد تحدوا الوباء وبذلوا كل مابوسعهم لاتمام شعائر الامام الحسين عليه السلام..
حتى هذا الوباء اللعين وقف متعجبا من هذا العشق الحسيني ولم يتجرأ أن يقف حائلا أمام الامام الحسين عليه السلام وعشاقه، وانحنى أمام المراسيم الحسينية وبهذا انتصرت الشعائر الحسينية على هذا الفايروس اللعين. ونسأل الله أن يكون هذا اليوم مثلما كان قبل 1400سنة انتصار الحق على الباطل ويكون اليوم هو انتصارنا على هذا الوباء اللعين.
اضافةتعليق
التعليقات