كان يريد إخباركم بأن العلاقات الأُسرية في خطر وقد تُضحّي الأم بحياتها من أجل تربية طفل واحد حتى إيصاله لمرحلة الرجولة ويتبرأ منه الأب بأكثر من ذريعة.
كان يريد شرح البطالة بإيجاز مخيف بأن يصل بك الأمر لطرق الأبواب الطينية التي لا تصدر صوتاً من أجل لقمة العيش أو من أجل اثبات صدى وجودك في هذا العالم و لا تلقى وجوهاً تفتحها وتَردُّ عليك التحية.
كان يريد أن يرينا بأن الناقد ليس سوى صرحاً فرعونياً يُخبئ نواقصه خلف عيوب الناس البسيطة ليظهر كمال صورته.
وبأن المهندس والدكتور و رئيس العمل يُشكّلون مناصب مهمة لا فكاك منها في دائرة الوظائف ولكن العامل البسيط أيضاً يفعل ذلك، لن يضرنا لو أعطيناه كرسيا للعمل بكرامة بدل وقوفه معلقاً ضحكته الدموية بعينٍ محترقة بلا جدوى.. لأن ضحكته المُحترقة تلك لو لم تُقدَّر و تُوضَع في مكانها المناسب قد تتبدل لفوهة مخيفة تبتلع كل من يقف بطريقها و بذلك يصبح صاحبها مجرما حقيقيا يسفك دماء الجميع دون ذرة تأنيب لأن ضميره في الأساس قد تمزّق من أمراضه النفسية التي صنعها له المجتمع مع كل خيبة ، وقد لا يكتفي بذلك بل يصبح رباً وقائدا لكل من تكبّلت قدمية بالأمراض النفسية والخيبات والصراعات مع الناس والذات و ينمو هذا السرب المخيف دون رادع حتى من الجهات المسئولة .
لقد إستحق الأوسكار ؛ ولا أعني بذلك الممثل فقط بل المؤلف والمخرج و طاقم العمل الذي عرضوا آلام أناس كثيرة بصدق وشفافية . لقد مُلئت الشاشات الكبيرة بأفلام لا جدوى منها سوى الخيلاء والعنف وتحريض الاهواء وغيرها وها هو الضاحك الباكي أتى لينسف الجميع مثبتاً وجوده في ساحة النزاع ؛ إن الانسان بذاته قيمة و أعني بذاته المجردة التي لا تثبتها مسمى وظيفي أو أُسري ، لن يطلب أكثر من حقه لو أعانه الجميع بإثبات ذاته و وجوده .
اضافةتعليق
التعليقات